×

القوى الأمنية تصدّت للإشكالات ونائب مدير المخابرات تابع الوضع ميدانياً

التصنيف: مناسبات إجتماعية

2010-05-24  08:25 ص  8091

 

 

صيدا ـ رأفت نعيم
قالت صيدا كلمتها تحت وقع الإشكالات الأمنية المتنقلة بين احيائها وحول مراكزها الانتخابية وحتى بداخلها. قالت صيدا كلمتها ومشت نحو المستقبل بخطى ثابتة وثبات في الموقف وفي ارادة الحياة التي عبّرت عنها بزحف الى صناديق الاقتراع فاقت ونسفت كل التوقعات التي كانت ترجح انكفاء الناخب الصيداوي عن الإدلاء بصوته، فيما كان الرابح الأول في هذه الانتخابات هي الدولة اللبنانية ممثلة بوزارة الداخلية والجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والتي أثبتت عن جدارة في اجراء هذا الاستحقاق وضمان سلامة العملية الانتخابية. وسقطت أمام كل ذلك، كل الشعارات السياسية والانتخابية المتشنجة والمتوترة التي اطلقها النائب السابق اسامة سعد والتنظيم الشعبي الناصري على مدى أكثر من اسبوع ضد تيار المستقبل ولائحة الوفاق للإنماء التي يدعمها التيار والجماعة الاسلامية.
والثابت ايضا أن صيدا تخطت، باجتيازها الاستحقاق البلدي بنجاح، قطوعا أمنيا كاد يودي بالاستحقاق برمته وكان سيدخل المدينة في جوء دائم من التوتر، لولا يقظة القوى الأمنية ولا سيما الجيش وقوى الأمن الداخلي.
عشرات الآلاف من الأصوات التي صبت في مئة قلم اقتراع في 17 مركزا في 13 حيا على مدى 12 ساعة، خرقتها خلال فترات مختلفة من النهار الانتخابي، أصوات هدير آليات الجيش والقوى الأمنية التي كانت تجوب شوارعها ذهابا وايابا من مركز انتخابي الى آخر، حيث لعبت دور الاطفائي حينا بتطويق ومعالجة بعض الاشكالات الفردية التي كانت تعيق العملية الانتخابية، وضرب بيد من حديد حينا آخر حين تطلب الأمر ذلك في مواجهة الاشكالات الكبيرة والأحداث الأمنية، وتمكنت في أكثر من حادث من هذا النوع أن توقف المتورطين فيه لأي جهة انتموا. وقد انتقل نائب مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد عباس ابراهيم الى عاصمة الجنوب لمتابعة التطورات الأمنية التي رافقت العملية الانتخابية فيها. وعلم في هذا الاطار أن العميد ابراهيم حضر الى صيدا بتكليف مباشر من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لتأمين سلامة العملية الانتخابية، وأنه التقى النائب السابق اسامة سعد لهذه الغاية، وأن البحث تطرق الى بعض الاشكالات والحوادث الأمنية التي شهدتها المدينة خلال النهار الانتخابي ولا سيما حادثة قلم اقتراع مكسر العبد. والتقى العميد ابراهيم ايضاً النائب بهية الحريري.
فكيف بدت صيدا في قلب الحدث الانتخابي البلدي.
استبق عدد كبير من الناخبين الصيداويين فتح اقلام الاقتراع صباحا بالانتظار امام مداخل هذه الأقلام حتى دقت السابعة صباحا، حيث توافدوا بشكل لافت الى الصناديق التي توزعت على مئة قلم اقتراع في 17 مركزا. وسط اجراءات وتدابير امنية استثنائية اتخذتها وحدات مؤللة وراجلة من الجيش اللبناني حول مراكز الاقتراع وعناصر قوى الأمن الداخلي على مداخل هذه المراكز وداخل الأقلام. فيما كان رؤساء الأقلام يباشرون بمهمتهم امام مندوبي المرشحين واللائحتين المتنافستين، فيفتحون امامهم الصناديق للتأكد من خلوها ومن ثم يغلقونها. وخصص صندوق للبلدية وآخر للمخاتير في كل غرفة اقتراع، واستخدم معزل لكل صندوق. كما استخدم الحبر للتأكد من اقتراع كل ناخب مرة واحدة.
ولوحظ ان القوى الأمنية منعت مندوبي اللائحتين من التواجد معا عند مداخل مراكز الاقتراع منعا للإحتكاك فيما بينهم.
ساعة بعد بدء العملية الانتخابية، ثم تصاعدت وتيرة الاقتراع في مختلف المراكز ولا سيما الكبرى منها مثل الدكرمان ورجال الأربعين والوسطاني والكنان، واصطف مئات الناخبين في طوابير امام غرف الاقتراع ينتظرون دورهم، فيما كان عناصر قوى الأمن الداخلي يدققون في هويات وجوازات السفر التي استخدمت في عملية الاقتراع، وفي اوراق المندوبين الجوالين والثابتين. ثم توالى توافد الناخبين بشكل كثيف، من مختلف الأعمار التي يحق لها الاقتراع، وحتى من العجزة والمقعدين والمرضى الذين نقلوا على حمّالات من قبل فرق اسعافية.
الاشكالات
وعند الثامنة والنصف صباحا، بدأت اولى الاشكالات في مراكز الانتخاب، وكان مسرحها قلم اقتراع حي الدكرمان في مهنية صيدا، وقد وقع هذا الاشكال اثناء ادلاء النائب السابق اسامة سعد بصوته، حين تلاسن احد انصاره مع احد مندوبي لائحة الوفاق للإنماء، ما لبث الأمر ان تطور الى تشابك بالأيدي واستدعى تدخل القوى الأمنية لفض الاشكال.
وبعدها بوقت قصير افيد عن سماع دوي انفجار في الجهة الشمالية للمدينة تبين لاحقا انه ناجم عن إلقاء قنبلة صوتية على طريق النافعة ( السلطانية )، اعلنت قيادة الجيش في وقت لاحق توقيف الشخصين اللذين ألقيا القنبلة.
وتتالت بعد ذلك الاشكالات الفردية عند مداخل المراكز الانتخابية، وكان ابرزها في قلم اقتراع مكسر العبد في جامعة AUST حين وقع إشكال بين مرافقي النائب السابق اسامة سعد وأحد الضباط اثناء قيام سعد بجولة تفقدية للمركز المذكور، حيث تطور الأمر الى مشكلة على اثر محاولة مرافق سعد الدخول الى المركز بسلاحه، وتوقفت بنتيجة ذلك عملية الاقتراع لبعض الوقت، وحضرت على الفور قوة كبيرة من الجيش وضربت طوقا أمنيا حول المكان، قبل ان تتم معالجة المشكلة ويعود الوضع الى طبيعته.
وتلى ذلك اشكال عصرا امام مركز ثانوية البزري اثر تلاسن بين مناصرين للائحتين المتنافستين تطور الى تضارب بالسكاكين وأسفر عن جرح اثنين من الطرفين.
وبعد الظهر ايضاً، نقل الى مستشفى حمود الجامعي في صيدا الشاب هشام حسان القطب، مصابا بجروح جراء تعرضه لاعتداء من قبل شابين في ساحة الشهداء وسط مدينة صيدا. وقال القطب انه بينما كان بالقرب من مركز انتخابي في ساحة الشهداء، فوجىء بشابين تمكن من التعرف عليهما يضربانه بقوة بواسطة أداة حادة. وحضر الى المستشفى عناصر من الدرك وجرى فتح تحقيق في الحادث. كما سجل اشكال قرابة الرابعة والنصف عصرا في مركز المدرسة اللبنانية الكويتية عمل الجيش لمعالجته وتوقيف مفتعليه. هذا بالاضافة الى عدد من الاشكالات المتنقلة من ساحة النجمة الى القياعة الى غيرها من الأحياء التي تتواجد فيها مراكز انتخابية، والتي كان يتدخل الجيش على اثرها بشكل سريع وحاسم ويتولى توقيف كل المتورطين فيها.
ومع تصاعد وتيرة الاشكالات والحوادث التي رافقت اليوم الانتخابي الطويل كانت وتيرة الاقبال على الاقتراع ترتفع تباعا، وتسجل ارتفاعا في نسبة الاقتراع بدأت عند العاشرة والنصف صباحا بـ20 في المئة، ثم ارتفعت الى 30 في المئة ظهرا ثم الى 36 في المئة عند الثانية من بعد الظهر حيث خفت نسبة الاقبال نسبيا. ومن ثم عادت لترتفع تدريجيا بعد الظهر حيث وصلت عند السادسة الى 50 في المئة.
عمار
نائب الأمين العام للجماعة الاسلامية الشيخ محمد عمار وإثر الادلاء بصوته قال: في هذا اليوم الانتخابي الذي نحن فيه، الحمد لله اظن الوضع جيداً، من حيث الأمان وتحقيق حرية الانتخاب، سواء لجهة ما تقوم به القوى الأمنية من ضبط للوضع أو لأن صيدا في الحقيقة ليس فيها الا اخوة متآلفون ولو بدا من خلال الانتخابات بعض الخصومات. لكن هذا ليس الوجه الحقيقي لهذه المدينة بكل أطيافها وفئاتها .. نتمنى أن يمر هذا اليوم الانتخابي على خير.
حمود
وأكد المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب بسام حمود ان الانتخابات في صيدا تسير بشكلها الطبيعي والناس تمارس حقها في الاقتراع رغم كل المحاولات الهادفة الى التهويل على الناس وإشاعة اجواء امنية متوترة تدفع الناخب الصيداوي الى الاعتكاف في منزله تجنباً لتلك الاحداث.
حمود وأثناء اقتراعه في مدرسة الايمان في البستان الكبير، دعا المواطنين الى عدم الاخذ بالاشاعات او التهويل والتوجه الى صناديق الاقتراع بكل اطمئنان لأن القوى الامنية منتشرة وتقوم بدورها على اكمل وجه فلا داعي لأي خوف وبالتالي تحقيق اهداف يسعى اليها البعض. كما دان التصعيد غير المبرر اعلامياً وطالب الجميع بالتخفيف من حدة الخطاب وخاصة اتهام الناس بالجملة بالرشوة، لأنه لا يليق بزعيم اتهام ابناء مدينته بهذه التهمة وغيرها الكثير.
أسامة سعد
إثر إدلائه بصوته في قلم اقتراع الدكرمان في مهنية صيدا، قال رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد : إن هذا اليوم يشهد حماساً، ويشهد أيضًا احتقاناً بسبب ممارسات فريق السلطة، فريق الحريري على مدى أيام مارس مخالفات جسيمة للقانون أدت إلى كل هذا الجو المتوتر في المدينة، ونحن نحمّلهم المسؤولية. الناس سئمت هذه التجاوزات التي يقوم بها هذا الفريق، والناس الأحرار ملّوا الوعود الانتخابية الكاذبة على مدى سنوات طويلة بموضوع التنمية، ونسأل: أين التنمية التي يتحدثون عنها؟ فصيدا باتت تعتبر أفقر ثاني منطقة في لبنان، إضافة إلى ارتفاع هجرة الشباب ، ونسبة البطالة، وعدم توفير سكن للناس، وتراجع الخدمات، وقطاعات الانتاج، والمديونية المرتفعة.هذا الفريق خرّب البلد، وعلينا أن نتصدى لهذا التخريب داخل صناديق الاقتراع وخارجها، وعلينا أن نتصدى لكل المفسدين في الانتخابات وغير الانتخابات. هذا هو موقفنا، وهذا هو موقف الأحرار في كل بيت في كل لبنان.
وردًا على سؤال صحافي حول الاشكالات الأمنية ، قال سعد: الحكومة بجلالة قدرها لا تتحدث إلا عن الوضع الأمني، وتتغاضى عن المخالفات التي يعاقب عليها القانون من رشاوى، وضغوطات تمارس على المواطنين، وعلى الناخبين، من قبل فريق الحريري. وحول اتهام فريق التنظيم الشعبي الناصري بالاخلال بأمن المدينة، قال سعد: هذا الفريق لم يعد يستحي، هذا الفريق أفسد البلد، وعلينا التصدي له. فنحن لا نريد أصواتاً تفوح منها رائحة الفساد. وحول حظوظ لائحة الإرادة الشعبية بتحقيق الفوز في الانتخابات، قال سعد: "نحن حتى هذه اللحظة خضنا معركة شريفة بإرادة الناس الأوفياء والشرفاء والأحرار. ونحن نعتبر أننا سنسجل نقاطاً عديدة في مواجهة هذا الفريق، ويكفي أننا فضحناه أمام اللبنانيين وأمام العالم بأنه فريق مرتكب، خرّب البلد وعلينا أن نواجهه. ونحن نسلّم لما قد يحصل في صناديق الاقتراع، وسنبقى مستمرين في هذه المواجهة. فالانتخابات هي محطة من محطاتنا النضالية، سبقتها محطات وستليها محطات أخرى. ندعو السلطة للتصدي للراشين والمرتشين، وأحمّل المسؤولية للدولة ولتيار المستقبل إن انتفض الناس وتصدوا لهذه الممارسات والمخالفات.
وحول تصريح وزير الداخلية أن هذه الاشكالات الأمنية لا جدوى منها، ولن تؤدي إلى تأجيل الانتخابات، رد سعد قائلا: نحن نريد المنافسة الديموقراطية تحت سقف القانون بدون تجاوزات من أحد. ومن حق أحرار المدينة وشرفائها التصدي لكل أساليب الرشوة

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا