×

عباس قطيش.. مسحّراتي صيدا القديمة

التصنيف: منوعات

2017-06-16  11:51 ص  911

 

رأفت نعيم


ينتظر عباس قطيش شهر رمضان المبارك من عام لعام لينطلق ليلا بقنديله وطبلته في أزقة وزواريب صيدا القديمة موقظا النائمين للسحور. هي مهنة المسحراتي التي التحق بها عباس منذ نحو ربع قرن من الزمن والتي تعينه في اكتساب الرزق الى جانب ما يمتهنه من اعمال مختلفة في بقية السنة لتأمين معيشة عائلته، كأن يعمل في فصل الشتاء مثلا في حمام الشيخ بتأمين الأطعمة والمشروبات الساخنة لزبائن الحمام وغالبا ما يبقى مرتديا للزي التراثي التقليدي.

يقول عباس البالغ من العمر 55 سنة انه فقد عينه اليسرى في حادث وقع معه قبل ثلاثين سنة ولكن ذلك لم يثنه عن السعي وراء الرزق الحلال، فعمل بداية مؤذناً في المساجد قبل ان يجد في مهنة المسحراتي متعة وعملا مقدرا من الناس وعائداً ولو قليلا ما جعله يواظب عليها في شهر رمضان من كل عام فتجده متنقلا بين احياء المدينة القديمة مرددا عبارة المسحر التقليدية «اصح يا نايم وحد الدايم.. رمضان كريم»، ما يشعر قاطني الأحياء التي يتجول فيها بجو من المؤانسة والألفة، حتى انه ينادي بعضهم بأسمائهم نظرا لأن مهنته هذه وثقت معرفته بهم كونها لا تقتصر على شهر رمضان بل تتعداه الى باقي اشهر السنة من خلال تردده الدائم على المدينة القديمة رغم انه يقيم في منطقة تعمير عين الحلوة.

لا يقف تجوال قطيش عند فترة السحور، فهو عادة ما يلبي طلبات جمعيات ومؤسسات وحتى افراد لإحياء امسيات رمضانية بعد صلاة التراويح في اكثر من حي ومنطقة، مطلا عليهم بزي المسحراتي التقليدي ناقرا على طبلته ومرددا عبارته الشهيرة وبعض الأناشيد والتواشيح الدينية. كما ان عباس يطل في العديد من المناسبات الدينية مقدما اللوحات التراثية من وحي هذه المناسبة او تلك.

اشارة الى ان المسحراتي عباس قطيش يعتبر هو والمسحراتي الأقدم محمد فناس آخر المسحراتية التقليديين في صيدا، في زمن تطورت فيه وسائل ايقاظ الصائمين ليلا في رمضان وتنوعت وبات عمل المسحر التقليدي رمزيا اكثر منه حاجة وضرورة كما كان عليه في الماضي.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا