×

الغوطة: مجزرة أسدية ومساعدات روسية

التصنيف: أقلام

2017-07-26  10:40 ص  204

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

يد لروسيا تمرر مساعدات غذائية لمن ضاع أهلهم وأقرباؤهم تحت الركام، وأخرى للأسد تقصف وتُدمر وتقتل وتُشرّد.. هذا هو حال الغوطة الشرقية قرب دمشق، حيث لا يعرف السكان المدنيون على أي خبر سيستيقظون، أعلى هدنة سراب، أم على واقع من الدماء يطالهم أو يطال جيرانهم؟

فميدانياً، يواصل نظام الأسد استهداف منطقة الغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق، الواقعة ضمن مناطق «خفض التصعيد» برغم إعلانه وقف إطلاق النار فيها من جانب واحد.

فقد قتل ثمانية مدنيين نصفهم أطفال من جراء غارة نفذتها طائرات حربية ليلاً على الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، في أول حصيلة قتلى منذ سريان هدنة، وفق ما أفاد المرصد السوري ومصدر طبي.

وأفاد المرصد «بتنفيذ طائرة حربية ليل الاثنين غارة بثمانية صواريخ استهدفت وسط مدينة عربين» في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن الغارة «تسببت بمقتل ثمانية مدنيين بينهم أربعة أطفال على الأقل وامرأة».

وأشار الى إصابة ثلاثين شخصاً آخرين بينهم أطفال بجروح، عدد منهم في «حالة حرجة».

وأكد مصدر طبي في مستشفى ميداني نقل اليه الضحايا والجرحى حصيلة القتلى ذاتها. وتظهر صور داخل المستشفى جثث أطفال ملفوفة بقماش أبيض وممددة على الأرض، اثنان منها لطفلتين رضيعتين.

وفي صورة أخرى، يعمل أطباء وممرضون على إسعاف طفل يصرخ وهو ممدد على السرير. وعلى سرير آخر جلس ثلاثة أطفال صغار، تغطي الدماء وجه أحدهم ويبكي الثاني ويظهر الأخير في حالة صدمة.

وقالت امراة وهي تبكي قرب ثلاث جثث مكفنة «جاءت أختي لزيارتنا مع ابنها وابنتها وقتلوا جميعهم».

وفي الحي السكني الذي استهدفته الغارة، شاهد مراسل مدنيين وعمال إغاثة يعملون على رفع الركام.

وقال الفتى محمد (13 عاماً) وهو يساعد في رفع الركام «كنا نائمين في المنزل قبل أن تأتي طيارة وترمي صاروخاً».

ويضيف «كنت مع أمي وأختي سمعنا انفجاراً قوياً ثم نزلنا الى القبو».

وروى أبو بشار وهو في الثلاثينيات وأب لأربعة أطفال أن «الأبواب والنوافذ تخلعت وسقطت علينا (...) لم نعد نرى شيئاً من كثرة الغبار». وقال عبد الرحمن «إنها أول مرة يسقط فيها شهداء مدنيون منذ بدء اتفاق الهدنة».

وأكد عبد الرحمن أن «الغارة على عربين التي يسيطر عليها فصيل فيلق الرحمن بشكل رئيسي تُعد خرقاً واضحاً للهدنة» نافياً وجود فصائل جهادية في المدينة. وتُظهر خريطة تم عرضها خلال مؤتمر صحافي لوزارة الدفاع الروسية أن الجزء الشمالي من عربين مستثنى من الاتفاق.

وفي سياق آخر، أعلنت روسيا أنها سلمت أكثر من عشرة آلاف طن من المساعدات الإنسانية لسكان الغوطة الشرقية قرب دمشق.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن «أول قافلة مساعدات إنسانية وصلت الى الغوطة الشرقية» التي تُحاصر قوات النظام العديد من بلداتها وقراها منذ بدء النزاع في 2011.

وأوضحت الوزارة أن «المركز الروسي للمصالحة في سوريا أوصل أكثر من عشرة آلاف طن من المواد الغذائية والأدوية الضرورية» في إطار اتفاق مع فصائل سورية معارضة.

وأضافت أن الشاحنات الروسية نقلت المساعدة الإنسانية التي تم تسليمها «بإشراف ممثلين للفصائل المعارضة» في منطقة أقامت فيها الشرطة العسكرية الروسية موقع تفتيش الإثنين، ثم توجهت الى بلدة دوما.

وأفاد مراسل لـ«فرانس برس» أن ثلاث شاحنات محملة مساعدات وصلت الثلاثاء الى دوما.

وتابع بيان وزارة الدفاع أن موسكو نظمت أيضاً عملية «إجلاء لسكان جرحى ومرضى من مناطق تسيطر عليها المعارضة» في الغوطة.

(السورية.نت، أ ف ب)
 
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا