×

زيرة صيدا: تروي قصة نجاح اعادت تقديمها معلما سياحيا وتاريخيا ونقطة جاذبة للجميع - حنان نداف

التصنيف: أقلام

2017-08-15  06:52 م  644

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

خاص Almustaqbal.org: 

تختصر الصورة اعلاه النهضة الكبيرة التي شهدتها "زيرة صيدا " خلال العامين الماضيين بعدما تم تأهيلها واعادة تقديمها مرفقا سياحيا جاذبا يقصده الجميع من مختلف المناطق اللبنانية ولتؤكد على دور مدينة صيدا كعاصمة سياحية وعاصمة للجنوب باتت مقصدا وليس معبورا ، كيف لا وهي عروس المتوسط ومدينة الستة آلاف اعوام بما تختزنه من حضارات وكنوز تاريخية ومقومات سياحية ...

التاريخ

تقع جزيرة صيدا قبالة القلعة البحرية في المدينة ، وتبعد بضع مئات الامتار عن الشاطىء ، وبحسب مؤرخين فان "زيرة صيدا " هي جزء من مدينة صيدون الاثرية التي غرقت قبل الاف السنين وما زالت موجودة اسفل البحر ...

تأسيس الجمعية
بقيت "الزيرة "عبارة عن صخرة كبيرة تضم منارة لارشاد السفن ليلا وعلى مدى سنوات مضت كانت منسية ومهملة يقصدها عدد من ابناء المدينة للاستجمام والسباحة خلال فصل الصيف دون اهتمام او رعاية تذكر من قبل السلطات المعنية لا سيما وزارتي الاشغال العامة والنقل والسياحة فيما لا تملك بلدية صيدا اي سلطة ادارية عليها ، الى ان ولدت جمعية اصدقاء زيرة وشاطىء صيدا بمبادرة من عدد من افراد المجتمع المدني وذلك في العام 2015 حيث تم طرح فكرة تأهيلها على الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري وكذلك رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي وتمت مباركة ودعم وتبني هذه المبادرة لتتحول الى جمعية تضم مختلف اطياف وشرائح المجتمع الصيداوي بتنوعه وتعدده ولتقدم نموذجا رائدا في العمل الجماعي والديمقراطي يختلف افراده في السياسة والاراء الا انهم يجتمعون على مصلحة وخدمة المدينة ، وهي النموذج الثاني بعد المجلس الاهلي لمكافحة الادمان والذي يتألف من مختلف الاطياف الاجتماعية والسياسية من اجل مكافحة آفة الادمان وتوعية شباب المدينة وتنبيههم من مخاطر هذه الآفة..

انجازات الجمعية
اذن انطلقت الجمعية في ايار من العام 2015 برئاسة عضو المجلس البلدي كامل كزبر وعضوية كل من : نسرين غزاوي ، طارق ابو زينب ، معروف سعد ، رامي بشاشة ، محمد البابا ، مصطفى حبلي ، ربيع العوجي ، فضل ابو ظهر ، محمد السارجي وابراهيم الحريري .. لتنطلق فيما بعد اعمال التأهيل ضمن رؤية الجمعية لهذا المعلم الطبيعي والتاريخي والسياحي فتم الاهتمام بنظافة "الزيرة " وتوفير مستوعبات للنفايات وممرات آمنة للمشاة وتم تحديد اماكن السباحة في محيطها من خلال وضع حاجز خاص لمنع "الجت سكي "والمراكب من دخول اماكن السباحة حفاظا على السلامة العامة وتم تزويدها بالانارة اللازمة لتستقبل روادها ليلا نهارا كما تم انارة منارتها ووضع مظلات واقية للسابحين وتم تجهيزها بمرسى للمراكب السياحية ...
ولكي يكتمل مشهد السباحة تم فرش ارض الزيرة بالرمول لتتحول الى شاطئ آمن امام المتنزهين ورواد السباحة ، وجرى اطلاق شعار من قبل الرئيس فؤاد السنيورة "تعوا نسبح بنص البحر " وفيما بعد من قبل رئيس البلدية المهندس محمد السعودي " اصبح لدينا شط بنص البحر " ..

نقطة جذب
هذه العوامل وغيرها جعلت من "الزيرة "نقطة جذب لكافة ابناء المدينة صغارا وكبارا فقراءا واغنياء يقصدونها للتمتع بنظافة مياهها والسباحة في عرض البحر لا سيما بعد ازالة جبل النفايات ، تقلهم مراكب بحرية من الميناء تلتزم معايير وشروط السلامة العامة ، وبحسب رئيس الجمعية كامل كزبر فقد وصل عدد الزوار الى زيرة صيدا العام الماضي نحو 120 الف زائر من مختلف المناطق اللبنانية ، اما هذا العام فيقصد الزيرة نحو 800 الى 2500 شخص بمعدل يومي ...

حفل موسيقي
هذا العام لم يكن الموسم الصيفي في زيرة صيدا اعتياديا حيث شهد حفلا موسيقيا للفنان حسن عبد الجواد وفرقته "بنص البحر" هو الاول من نوعه في لبنان حضره نحو 700 شخص قصدوا المدينة من مختلف المناطق اللبنانية للاستمتاع بسحر المكان وجمال الالحان .. فبدت الزيرة نجمة متلالاة في عرض البحر وفي حركة سياحية ناشطة..

هذا الحفل اعاد للزيرة القها وامجاد المدينة وجزيرتها في خمسينيات القرن الماضي حين اقيم حفلا لكبار الفنانين آنذاك ... و اليوم استرجع ابناء المدينة من خلال حفل الفنان حسن عبد الجواد ذكريات الزمن الجميل ومسرح الزيرة العائم ، وظل الحفل حديث المدينة بحيث احدث صدى طيبا لدى الاهالي ...

مقدمة لانشطة مختلفة
وبحسب القيمين فأن الحفل هو مقدمة وبداية لانشطة مختلفة ترفيهية وثقافية وفنية ستشهدها "زيرة صيدا " في كل موسم صيفي فضلا عن العمل من قبل القيمين على الجمعية على فكرة انشاء حديقة مائية بمحاذاة الجزيرة حيث سيتم وضع اليات عسكرية ومدنية قديمة تحت الماء لاستقطاب الاسماك ونمو الشعب المرجانية ولتكون مكانا آمنا لهواة الغطس والغطاسين المحترفين من كافة المناطق للاستمتاع بمشاهد واثار صيدون الغارقة في البحر ...

وذلك بعدما نجحت جمعية اصدقاء زيرة وشاطىء صيدا وبدعم من الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري وبلدية صيدا بتحويلها الى مرفق سياحي ومعلم تاريخي جاذب في المدينة يستقطب الزوار وينشط الحركة السياحية والاقتصادية فيها ولتقدم نفسها نموذجا يحتذى في العمل الجماعي المتنوع الذي اثبت ان اهالي وابناء مدينة صيدا يستطيعون الالتقاء على مصلحة صيدا وانه رغم اختلاف الاراء السياسية الا انها تتقاطع في خدمة المدينة ...

قصة نجاح
هي قصة نجاح جديدة في ازاحة الخمار عن الكنوز التاريخية والسياحية التي تمتلكها مدينة صيدا والتي بفعل ظروف وعوامل عدة بقيت متروكة ومهملة لسنين مضت ، وواحدة في اطار المشاريع الحيوية والانمائية التي عمل ويعمل نائبي المدينة على تنفيذها ...
نعم تستحق مدينة صيدا تظافر كل هذه الجهود لمكانتها التاريخية والثقافية والسياحية ، تستحق ان تكون عاصمة للسياحة والثقافة لما تختزنه من ارث ثقافي وتاريخي لا يقل اهمية عن باقي المدن اللبنانية وقد اثبت اهالي المدينة انهم اهلا لذلك ....

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا