من خلافهما على دعم ​تيار المستقبل​ ترشيح العماد ​ميشال عون​ الى ​رئاسة الجمهورية​، مروراً بإجتماعات ما سُمّي بـ"مجموعة العشرين" التي رفعت الصوت عالياً، ومن ​بيت الوسط​ إعتراضاً على ​سياسة​ ​رئيس الحكومة​ وتيار المستقبل ​سعد الحريري​، وصولاً الى ​الجلسة التشريعية​ بالأمس والتي عكست خلافاً واضحاً داخل البيت المستقبلي، يستمر التباعد في وجهات النظر بين الحريري ورئيس كتلته النيابية ​فؤاد السنيورة​. تباعد، كل ما إقترب موعد ​الإنتخابات النيابية​ المقررة في أيار من العام 2018، كل ما ظهر أكثر فأكثر الى العلن لا سيما في عاصمة الجنوب صيدا، التي بدأت تتردد في شوارعها معلومات يقوم بتسريبها الفريق المقرّب من الحريري، وفيها نيّة واضحة لدى الأخير بعدم ترشيح السنيورة في الإنتخابات المقبلة، ما يعني عملياً تطييره من المشهد البرلماني ومن رئاسة الكتلة الزرقاء. وفي هذا السياق، تكشف المصادر المتابعة أن الحريري بدأ يدرس جدياً خيار إزاحة السنيورة من المشهد النيابي الصيداوي، وقد كلف إحدى شركات الإحصاء بإجراء إستطلاع للرأي في صيدا، ليتبين له أن السنيورة لم يعد يمثل أكثر من نسبة 5٪‏ من الناخبين الصيداويين، وسبب تراجعه بحسب الإستطلاع، إنقلابه على الحريري ومحاولة تمرّده عليه من داخل تيار المستقبل.

وإذا كان ترشيح أمين عام تيار المستقبل ​أحمد الحريري​ بدلاً من والدته النائب ​بهية الحريري​، من الأمور المحسومة داخل التيار الأزرق، فقد أصبح شبه محسوم، أن من سيخلف السنيورة ترشيحاً عن المقعد السني الثاني المخصص لصيدا، هو منسق عام صيدا والجنوب في التيار ​ناصر حمود​، الذي لاحظ الشارع الصيداوي في الآونة الأخيرة حركةً إستثنائية له مقارنة مع ما كان يقوم به قبل تردّد المعلومات عن نية قيادة التيار بترشيحه بدلاً من السنيورة.

وسط كل ما تقدّم، لم تعرف بعد خيارات السنيورة الإنتخابية وما إذا كان سيواجه الحريري ترشيحاً عبر تشكيله لائحة في دائرة جزين-صيدا، وذلك لن يكون من الأمور الصعبة عليه نظراً لكثافة المرشحين في الدائرة المذكورة، أم أنه سيختار المواجهة غير المباشرة عبر التجييش ضد لائحة المستقبل، والعمل على تجيير أكبر عدد ممكن من الأصوات للائحة التي ستضم خصوم الحريري بهدف إسقاط الأخير في معقل من معاقل التيار الأزرق، وإذا نجح بذلك، يكون بذلك قد قطع شوطاً أساسياً من مشروعه الإنقلابي على قيادة التيار الحالية برئاسة الحريري.

السنيورة متكتم جداً حول الإحتمالات التي قد يلجأ اليها لمواجهة الحريري في حال رست خيارات الأخير على تطييره، والسبب بحسب المتابعين، يعود الى حنكة رئيس الكتلة الزرقاء وإتّباعه سياسة عدم المبادرة الى فتح المعركة على رئيس الحكومة سعد الحريري، بل تلقّيه ما قد يقرره الأخير بحقه، وهذا ما يراهن عليه السنيورة لإستعطاف جماهير المستقبل نتيجة قرار الإقصاء الذي ستصدره القيادة بعد كل هذه السنوات التي عمل فيها داخل التيار، منذ أن كان مستشاراً لرئيس الحكومة الراحل ​رفيق الحريري​ وحتى اليوم.