×

ش حمود بين الهجرة ورأس السنة الهجرية

التصنيف: سياسة

2017-09-22  03:50 م  796

 

هنالك فارق بين رأس السنة الهجرية والهجرة، وكثير من الناس لا يعرفون الفارق: ومختصر الكلام ان التأريخ الهجري بدأ في ايام سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بعد استشارة الصحابة، حيث اشار سيدنا علي (رضي الله عنه) ان السنة الهجرية القمرية الاولى ينبغي ان تكون السنة التي هاجر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعتبارات كثيرة:

أولها: ان الله تعالى اعتبر الهجرة نصرا فقال:  {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)} (سورة التوبة).

ثانيها: ان الله تعالى ذكر الاشهر قبل ذكر آية الهجرة فقال: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)} (سورة التوبة).

ثالثها: اعتبر التلاعب بالأشهر وتغيير اوقاتها زيادة في الكفر {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (37)} (سورة التوبة).

وهكذا كان فأصبح لنا تأريخٌ قمريٌ معتمدٌ سميناه التاريخ الهجري، والذي لا نستطيع ان نستغني عنه لنعلم اوقات عبادتنا: الصيام والحج، وأسماء الاشهر تدل انها معتمدة اصلا قبل الإسلام، ولكن الاسلام اقرها واعتمدها لان فيها اربعة اشهر حرم، يُحرم فيها القتال، والإسلام يحرص على حقن دماء الناس والحفاظ على حياتهم، من اجل ذلك مطلوب منا ان نعتمد اي اتفاق دولي معاصر، مثلا، يهدف الى التخفيف من الخسائر البشرية وحماية ارواح الناس.

ونحن في ذكرى رأس السنة الهجرية نؤكد ان الهجرة التي تمت في ربيع الاول تعتبر المثل الاعلى في التوكل على الله، حيث اعتمد رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل ما يمكن ان يحميه ويحمي اصحابه في الهجرة، وعندما لم يفلح كل ذلك كان التوكل على الله (ما ظنك باثنين الله ثالثهما).

نقول اليوم ما ابعدنا عن مفاهيم رأس السنة الهجرية، والهجرة النبوية حيث تقوم ثلة قليلة من المؤمنين بالدفاع عن الاسلام بالمقاومة في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق واليمن، فيما يتسابق الملوك والرؤساء على الخضوع للعدو الصهيوني، رأيناهم في نيويورك يتسابقون للسلام على نتنياهو وإظهار ابتساماتهم العريضة... وملك البحرين يقول سنفتح حدودنا للإسرائيليين دون تأشيرات، والسعوديون يطيعون علنا وسرا بشكل مطرد، فيما يغلقون جميعا ابوابهم امام الفلسطينيين الذين هم بحاجة لعمل ولو بأجر بسيط.

وقافلة مساعدات جزائرية تأخذ الاذن مسبقا من السلطات المصرية، وعندما تصل الى حدود غزة تمنع من الدخول: هنالك قرار اعلى من قرار السلطات المصرية، في واشنطن وتل ابيب والرياض.

كما ان رأس السنة الهجرية مرتبط بتاريخ اكبر مصيبة في تاريخ الاسلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي استشهاد الامام الحسين الذي يصف لنا الناس بقوله (الناس عبيد الدنيا والدين لعقٌ على السنتهم فإذا محّصوا بالبلاء قل الديانون)، وليس هنالك فارق بين السنة والشيعة في الموقف من استشهاد الحسين وبطولته كما يظن كثير من الناس، والفوارق هي فقهية وعقيدية في مكان آخر، اما رواية استشهاد الحسين فهي اصلا من كتب المؤرخين السنة وعلى رأسهم الامام الطبري... ونحن بالتأكيد مع توحيد الاحتفال بذكرى استشهاد الامام الحسين ولسنا مع المبالغات التي تفقد الذكرى معناها العظيم.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا