×

تعليقاً على جريمة صيدا ....القتل الحرام

التصنيف: أقلام

2017-10-04  09:22 م  642

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

بقلم/ الشيخ جمال الدين شبيب

 

ماجرى في مدينتنا الحبيبة صيدا مؤخراً من قتل متعمد للأبرياء واستباحة للمدينة وتخريب واعتداء على الممتلكات وترويع الآمنين أمر لا يستهان به أبداً. لأن هذه الظاهرة السيئة استسهال ازهاق الأرواح والبغي والعدوان والتفلت من العقاب أصبح ظاهرة شائعة في أكثر من منطقة. ولعل السبب الأهم وراء تفشي هذه الظاهرة البشعة هو ضعف الوازع الديني والاكتفاء من الايمان بالمظاهر أما السرائر فلا تنقاد لقانون الإيمان بل تتحكم بها الغرائز.

لأن كل مؤمن ومسلم يعلم من الدين بالضرورة أن القتل المتعمد وإزهاق الأرواح البريئة محرم في الشرع فالله توعد القائل للمؤمن البريء بالخلود في النار.

قال الله تعالى (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) [سورة النساء ـ الآية 93]

وقد قرن الله في كتابه الكريم بين جريمة الكفر وجريمة القتل فقال (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا) [سورة الفرقان ـ الآية 68]

ونهى سبحانه عن قتل النفس المعصومة البريئة وحفظ حق أولياء الدم بالقصاص من القاتل على يد الحاكم الشرعي والدولة دون إسراف أوتجاوز للحق (وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا) [سورة الاسراء ـ الآية 33]

والنبي عليه الصلاة والسلام جعل المشارك في الجريمة والمتدخل فيها متحملاُ في الدنيا الآخرة وزر المرتكب ومعاقباً معه على السواء.

عن أبي سعيد وأبي هريرة، عن رسول الله (ص) قال: (لو أن أهل السماء وأهل الارض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار) رواه الترمذي.

وحذر النبي (ص) من خطورة القتل بغير حق وجعل الاعتداء على نفس بريئة بالقتل كالاعتداء العام على البشرية جمعاء .عن البراء بن عازب عن رسول الله (ص): (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق) رواه ابن ماجه بإسناد حسن، ورواه البيهقي والاصبهاني وزاد فيه: (ولو ان اهل سمواته واهل ارضه اشتركوا في دم مؤمن لادخلهم الله النار).

ولم يسمح الاسلام للإنسان حتى بأن يعتدي على نفسه بالقتل لأنه ليس مالكاً لها ولا متصرف فيها لأن الأمر كله لله .روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة: ان الرسول (ص) قال: (من تردَّى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردَّى فيها خالداً مخلداً أبداً ، ومن تحسَّى سُمّاً نفسه فسُمّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها ابداً).

ولم يسمح بقتل المخالف في العقيدة المستأمن في بلاد المسلمين وتوعد الفاعل بالنار والحرمان من الجنة فعن عبدالله ابن عمرو عن رسول الله (ص) قال: (من قتل معاهداً لم يرح رائجة الجنة) رواه البخاري والنسائي، (من قتل رجلاً من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاماً) (من قتل نفساً معاهدة بغير حلها حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها).

ومما تقم يتبين أن عظم الإسلام من حرمة الانسان المؤمن، فحرم أذيته وجعل لنفسه وأهله وماله الحصانة التي تمنع من التعدي عليه.وعليه فإن جريمة القتل من أبشع الجرائم ومن أكبر الكبائر.

كما عدها رسول الله (ص)عن أبي هريرة عن رسول الله (ص) قال: (اجتنبوا السبع الموبقات. قالوا يا رسول الله وما هن؟ قال: (الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات) رواه البخاري (6465)

فليحذر كل إنسان وليتفكر قبل التهور والاعتداد بالقوة والعشيرة فإن الدنيا فانية وعند الله تجتمع الخصوم.وأحر التعازي لأسر الضحايا الأبرياء تغندهم الله بواسع رحمته ودعاؤنا للجرحى بالشفاء العاجل.ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا