×

باسم برجي: صيدا بحاجة الى أيدي جميع أبنائها وطاقات شبابها.. وجاهزون للمبادرة

التصنيف: أقلام

2017-10-21  10:03 ص  3599

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

جريدة المستقبل رافت نعيم

من عائلة متواضعة في مدينة صيدا، انطلق إلى عالم الأعمال موظفاً في مكتب هندسي سنة 1974، اضطرته الحرب الأهلية كما كثير من اللبنانيين للاغتراب طلباً لحياة كريمة وعمل يشق به طريقاً نحو مستقبله مزوداً بطموح وإرادة وعزيمة تخطى بها الكثير من الصعوبات التي اعترضته، فكانت وجهته دول الخليج العربي التي عمل فيها بداية في مجال المقاولات مؤسساً أول عمل خاص به، قبل أن يقرر العودة إلى وطنه ليؤسس في صيدا عام 2005 أول أكبر مجمع للمفروشات «CLASSIC HOME Furniture».

كانت الانطلاقة قوية - يقول السيد باسم برجي - وبتشجيع من فاعليات المدينة وتحديداً معالي النائب السيدة بهية الحريري.. واستمررت بتطوير مؤسستي وتوسيع عملي في هذا المجال وأسست مصنعاً متواضعاً أصبح يغذي المؤسسة والسوق في الوقت نفسه، والآن نحن بصدد فتح صالة أخرى للعرض في العاصمة بيروت.

بالنسبة للسيد باسم برجي أساس نجاح مؤسسته في مجال صناعة وتجارة المفروشات هو الجودة ومراعاة كل الأذواق والإمكانيات «ونحن نحرص على اتقان العمل وتقديم الجودة والبضاعة الأفضل للزبائن، ونقدم العروض الخاصة للمقبلين على الزواج وخصوصاً من الشباب وذوي الدخل المحدود والمتوسط».

لكن هذه المؤسسة التي حققت نجاحاً كبيراً وحضوراً في عالم المفروشات في عاصمة الجنوب لم تكن سوى جزء صغير مما يحلم به السيد باسم برجي ويدخره لمدينته ومنطقته من أفكار ومشاريع يعبّر بها عن حرصه على تقديم كل ما يُساهم في تنميتها واستعادة دورها كمركز تجاري وصناعي وسياحي للجنوب كله. فهو لا يفوّت مناسبة أو محطة إلا ويطرح فيها أفكاراً ومشاريع تحتاجها صيدا، وفي هذا السياق طرح في فترة سابقة فكرة إنشاء فندق، ورغم أن هذه الفكرة لم يُكتب لها النجاح، إلا أنه بقي يحمل في جعبته العديد من المشاريع الاستثمارية التي يرى «أن بالإمكان تحقيقها في صيدا إذا توافرت العوامل المشجعة لذلك».

وإلى جانب المفروشات، يبدي برجي حالياً اهتماماً بقطاع المقاولات وهو يعكف على دراسة مشروع ضخم في منطقة عين المير عبارة عن مجمعات تضم ما يُقارب الـ 60 فيلا، الواحدة بسعر شقة، مع مساحة 750 متراً. ولا يكتفي بذلك، بل يقول: «أحاول حالياً أن استعين بشركة دراسات لأرى ما يمكن أن أنفذه من مشاريع أفيد بها المدينة، وخصوصاً الشباب فيها. كما أنني أفكر في تأسيس سلسلة مقاهي ومطاعم وجبات سريعة على صعيد صيدا والجنوب وبيروت. أما خارج لبنان فلدي حالياً مشاريع مقاولات في بعض دول الخليج».

ونسأل السيد برجي عن مقاربته للوضع الاقتصادي في صيدا ورؤيته لسبل النهوض به فيقول: «لا شك أن صيدا تعاني واقعاً صعباً اقتصادياً، سببه من جهة المشاكل الأمنية في المدينة والمخيم والتي طالت وتطال بتداعياتها مختلف القطاعات، ومن جهة ثانية انكفاء مناطق كانت تصب في المدينة مثل صور والنبطية والإقليم بعدما أصبح لديها اكتفاء ذاتي بالمرافق التجارية والسياحية والصناعية.. رغم كل ذلك – يتابع برجي – لا يعني ذلك أن نيأس، بل إن صيدا اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى لأفكار وأيدي ومبادرات جميع أبنائها، ولذلك نحن مصرون على الاستمرارية لإيماننا بأنه يمكننا تخطي كل الصعاب والعمل على إعادة إحياء المدينة بكل مرافقها لتكون جاذبة ونابضة بالحركة إذا ما توافرت العوامل المُحفّزة».

ويضيف: «لا بد هنا من التنويه بجهود المجلس البلدي برئاسة المهندس محمد السعودي صاحب الخبرة العميقة والذي تعلمنا منه، وما زلنا نتعلم منه، كيف نحوّل المشكلة إلى حل وفرصة، وأنا اسميه «الرجل البلدوزر» و«الإنسان الحالم» لمدينته، والذي أنجز مشاريع لا مثيل لها، ولا سيما مشروع إزالة جبل النفايات وتحويل مكانه إلى حديقة، وهو من أهم الإنجازات التي تحققت في عهد السعودي، وغيرها من المشاريع الإنمائية، إلى جانب احتضان ودعم البلدية ورعايتها للأنشطة التي يمكن أن تُشكّل محركاً ومحفزاً للنشاط السياحي والتجاري وتشجع الناس على المجيء إلى المدينة كمهرجانات صيدا السياحية».

ويعتبر برجي الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع جميع الأفرقاء في المدينة، «أن معالجة الوضع الذي تعاني منه صيدا هو مسؤولية مشتركة بين البلدية والفاعليات وجميع أبناء صيدا وبخاصة المقتدرين منهم»، داعياً إلى «إتاحة الفرصة للشباب المتعلم والإفادة من الكفاءات التي لا تجد عملاً، أو تذهب طاقاتها إلى خارج المدينة أو خارج لبنان»، مقترحاً أن تكون هناك لجنة أو إطار يحتوي ويستوعب هؤلاء الشباب لتستفيد المدينة من طاقاتهم. ويقول: «أنا شخصياً بدأت فعلاً اتجه للاستعانة بقدرات الشباب وأفكارهم.. وبدأت بنفسي قبل الآخرين، ليس لأجلي أو لمن هم في عمري وإنما لأولادنا وأحفادنا وشبابنا والكفاءات التي تُهدر في غير مكانها وتخصصها، يمكن مثلاً المبادرة إلى إنشاء مشاريع سياحية ومصانع صغيرة ومجمعات تجارية تؤمن فرص عمل للشباب، وتنظيم المزيد من المهرجانات والأنشطة التي تجلب الناس إلى المدينة وربط هذه الأنشطة بحركة السوق».

ويضيف برجي: «المطلوب هو المبادرة بالفكرة والعمل والإنجاز، وأنا أول من يستجيب عندما تكون هناك دعوة للمناقشة ولطرح اقتراحات وأفكار جديدة تُرفع إلى المعنيين. واسمحوا لي أن أتوجه عبر جريدتكم بكلمة وهي أننا يجب أن نتكاتف وقادرون كل من موقعه واختصاصه وإمكانياته أن ننهض بمدينتنا بطاقاتنا وعلمنا وثقافتنا وبإرادتنا وإنجازنا، وأن نطالب بحقنا في دولتنا وحق مدينتنا في التنمية».

ويرى برجي أن «المستثمر يحتاج ليؤسس ويستثمر في المدينة إلى أن تتوافر له التسهيلات والإعفاءات والحوافز المناسبة حتى يستطيع أن يُصنّع ويُنتج ويُصدّر، كإعطائه فترة سماح لبضع سنوات حتى «يقلع» أو أن يتم استحداث «سوق حرة» للمشاريع، بأن تأتي الدولة وتخصص أرضاً كبيرة تقسمها وتقول لرجال الأعمال تعالوا واستثمروا وأنشئوا مصانع وأّمنوا فرص عمل وصدّروا للخارج.. علينا أن نعمل ونشتغل، وعلى الدولة أن تفتح لنا المجال لنطلب ونقترح ونبادر وننجز.. وأنا شخصياً أرى أن هناك تحولاً إيجابياً في مقاربة الدولة للموضوع الاقتصادي يعبّر عنه دولة الرئيس سعد الحريري الذي يعطي هذا الجانب أولوية كبيرة، لكن لا نستطيع أن نقول له ساعدنا من دون أن نتقدم بأفكار ودراسات لمشاريع مُنتجة ومُحركة للاقتصاد ثم نطلب من الدولة تقديم التسهيلات اللازمة».

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا