×

مصطفى معروف سعد وعهد فلسطين

التصنيف: سياسة

2018-01-20  01:52 م  1690

 

طلال ارقدان

قبل ثلاثة وثلاثين عاما من اليوم، وبينما كانت عروس الجنوب صيدا تتحضر لتنفض عنها ذل الاحتلال وتزف الى عرس التحرير، كان عسس الليل العميل يتربص بها الدوائر لينغص عليها الفرح الآتي عبر بنادق المقاومين، اختاروا الهدف بعناية، سيارة مفخخة بأيد صهيونية مجرمة جرى تفجيرها مساء الحادي والعشرين من شهر كانون الثاني 1985، المستهدف هو رمز مقاومتها ضد الاحتلال مصطفى معروف سعد ، فيما الهدف كان جر صيدا ومنطقتها الى الفتنة لتضييع فرحة النصر والتحرير .
ابو معروف المضرج بدمه خارجا من بين الانقاض ومعلقا بين الموت والحياة ، كلمات قليلة قالها لمن احاطوا به ، إياكم والفتنة انها غرض اسرائيل فاوؤدوها في مهدها وليكن دمي ودم ابنتي ناتاشا فداء للوحدة بين ابناء المنطقة فنسقط بذلك مشروع العدو مرة ثانية، وهكذا كان، هزم الاحتلال، انتصرت الوحدة الوطنية، واستمرت المقاومة، وتوالى عصر الانتصارات .
ابو معروف، ونحن نحيي ذكرى محاولة اغتيالك ثمة بقعة ضوء تخرق ظلمة هذا الليل العربي البهيم، الشباب الفلسطيني يعيد تصويب البوصلة من جديد، عاد الكفاح الفلسطيني الى القه الاصيل، سقطت الرهانات على التسويات ، من اوسلوالى وادي عربة الى المبادرة العربية في بيروت ، وقبل كل ذلك اتفاق كامب ديفيد الذي شكل الطعنة الاولى في مسيرة المشروع القومي العربي الذي اسس له جمال عبد الناصر بعد سنوات قليلة على النكبة.
في فلسطين طفولة تصنع ثورة بحيث باتت عهد التميمي رمزا لجيل جديد من المناضلين ، فيما الساحات العربية بمعظمها باتت جبهات داخلية تراق بها القدرات العربية على مسرح الارهاب حينا وشهوة السلطة في كثير من الاحيان.

ان فلسطين التي لطالما شكلت بوصلة الكفاح التي اليها اهتديتم منذ الشهيد الكبير معروف سعد ، ستبقى في ضميرنا ووجداننا كما وستبقى عنوانا لنضالنا الوطني والقومي، اذ لا معنى لأي كفاح مسلح خارج دائرة فلسطين التي شكلت ولا تزال جوهر الصراع العربي الصهيوني.
لقد تقزمت فلسطين واستسهل انتهاك قدسها قبل مواقف دونالد ترامب الاخيرة بعقود ، تقزمت يوم قعد غالبية العرب انظمة واحزابا ونخبا فكرية عن النضال تحت لواء فلسطين بذريعة انها شأن فلسطيني، لذلك فان استعادة القدس رهن باستعادة فلسطين الى الدائرة العربية بوصفها بوصلة النضال القومي الذي يتوجب على جميع القوى الحية في الامة اعادة الاعتبار اليها والتخلي عن اوهام الرهانات على تسويات مع العدو التي لا تنتج الا مزيدا من التنازلات لصالح الكيان الغاصب لفلسطين.
في ذكراك ابا معروف نجدد العهد لك بأننا سنبقى على طريق فلسطين التي كافحت في سبيلها طوال حياتك، وعهد فلسطين عهدك الذي يستمر بالانتفاضة المتجددة مع عهد التميمي وجيل من الشباب الفلسطيني الذي اسقط اوهام التسويات وانطلق في طريق الكفاح الشعبي بكل اشكاله بلوغا حتى تحرير فلسطين من النهر الى البحر مهما غلت التضحيات او طال الزمان.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا