×

ش حمود مجزرة الارمن:الاسلام ليس متهما

التصنيف: سياسة

2015-04-24  10:37 ص  569

 

الذي يعنينا خلال الحديث عن الذكرى المئوية الاولى للإبادة الارمنية، كما تسمى، هو ان الاسلام ليس متهما، ذلك ان الذين يؤكدون حصول الابادة هذه والذين ينفون حصولها يعترفون ان الدولة العثمانية في ذلك الزمن كان يسيطر عليها حزب الاتحاد والترقي القومي الطوراني، والذي في نهاية الامر هو الذي اتى بأتاتورك  وهو الذي ازال كل الشعائر الاسلامية في تركيا بعد حوالي عقد من الزمن من تاريخ المجزرة المفترض، ووصل حقد هذا الاتجاه الى تغيير الحرف العربي الى الاجنبي وتحويل لغة الاذان من العربية الى التركية، وحظر ارتداء الطربوش والعمامة والحجاب وكل ما يمت الى الاسلام بصلة، واتخذ قرارات وقحة جدا في هذا الاتجاه.

والجميع يعلم ان السلطان لم يكن حاكما في هذه الفترة ولا قبلها بقليل، وان هذا الاتجاه الطوراني كان مدعوما بشكل واضح من يهود الدونمة الذين حقدوا على الامبراطورية العثمانية، بسبب موقف السلطان عبد الحميد الثاني من زعيم الصهيونية العالمية (تيودور هرتزل) الذي طلب منه تسهيل هجرة اليهود الى فلسطين فطرده قائلا له: ان فلسطين ارض وقف للمسلمين وليس بيدي ان اعطيها لأحد، وهي قصة مشهورة لا ينكرها احد من  المؤرخين، واثر ذلك بدأت المؤامرات على الدولة العثمانية من الصهيونية العالمية من خلال جهات متعددة منها: حزب الاتحاد والترقي المذكور، ولا نستبعد ان تكون الاوامر صدرت من هذه الجهات لتنفيذ ارتكابات تزيد في تشويه الامبراطورية العثمانية.

وعلى هذا الاساس لا نرى اي مبرر لان تتحسس جهات اسلامية مفترضة من التعاطف مع الارمن في احتفالاتهم المئوية، بل نرى انه من الضروري ابراز التعاطف مع قضية انسانية تتجاوز الانتماء الطائفي والعرقي. 

فلا يجوز لنا ان ندافع عن خطأ ارتكبه مسلم او اي إنسان، فنحن مأمورون ان نشهد بالعدل ولو على انفسنا او الوالدين والأقربين... بل اننا نفاخر ان في تاريخنا عالما مثل الامام الاوزاعي الذي تصدى للوالي العباسي الذي اراد ان يعاقب كل الموارنة في القرن الثاني الهجري بسبب ان بعضهم قام باعتداءات على الجيش الإسلامي، فتصدى له الامام الاوزاعي تحت القاعدة الشرعية "ولا تزر وازرة وزر أخرى" يُعاقب فقط الذي قام بالاعتداء وليس المجتمع كله.

وهذا ما كان ينتظره العالم كله في العام 2000، عندما كان اعداء المقاومة يراهنون على ان المقاومة ستنتقم من الموارنة جميعا بسبب عمالة سعد حداد وانطوان لحد، فكان ان التزمت المقاومة المبدأ الاسلامي فلم تعاقب إلا العملاء أنفسهم، ولم تعاقب الأهالي، ونجحت في الامتحان ثم ثبت بعد ذلك ان هؤلاء العملاء لم يكونوا يمثلون مجتمعاتهم فيما ارتكبوه من موبقات وجرائم ...

وفي العودة الى مجزرة الأرمن، لقد قام بالفعل بعض الارمن بخيانة الدولة العثمانية التي لم تكن مسيئة لهم خلال قرون من الزمن وتعاونوا مع الروس والغرب ضد الدولة العثمانية، ولكن العقوبة كانت جماعية لا تتناسب مع حجم الجريمة ... الخ.

على هذا الاساس يفترض ان يكون التعاطف الانساني مع الارمن كاملا، خاصة وأننا نرى نتيجة التهجير بأعيننا، فيما ان الضرر الواقع على الاتراك ليس واضحا... ولقد آن الوقت للخروج من العصبية، لا بد من تشكيل لجنة تاريخية موثوقة تضع حدا للخصام الذي يجب ان يوضع له حد نهائي بالحقائق التاريخية الواضحة.

وفي نفس السياق نرى ان البعض يعتبر ان سياسة تركيا اليوم سياسية اسلامية ويدافع عنها رغم ما ثبت عن دور اردوغان وحكومته في تدمير سوريا من خلال دعم الإرهابيين، ولقد كان مسموحا الخلاف في هذا الامر قبل اربع سنوات، اما وقد اصبح اليوم الامر واضحا وضوح الشمس فلا يجوز الخلاف.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا