×

العلامة النابلسي : من صيدا الجنون السعودي

التصنيف: سياسة

2015-04-24  11:26 ص  320

 

منذ بداية العدوان السعودي على اليمن ، سارعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية للتوسط لإيجاد حل سلمي للأزمة ، وقدمت  مبادرة  تتضمن وقفاً فورياً للنار وإرسال مساعدات إنسانية عاجلة  للمتضررين من الحرب وإطلاق حوار يمني يمني وتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة بمشاركة كل القوى اليمنية .
 وهي إنما فعلت ذلك  لإيمانها الشديد أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في هذه المنطقة المتوترة من دون الحوار والعقلانية والمنطق ، لأن أي توتر من شأنه أن يدفع الخلافات البسيطة إلى حرب إقليمة مدمرة. ولكن الصد السعودي جاء سريعاً ، إذ لم يكن هيّناً على الرؤوس الحامية في مملكة (آل السعود ) بعد هذا الكم الهائل من الغارات الجوية وهذا الاستعراض الإعلامي أن يصلوا  إلى نتيجة مخيبة لآمالهم ويشاهدوا فشل القيادة العسكرية في تحقيق أي إنجاز سياسي أو ميداني. فلا الرئيس اليمني الهارب عاد إلى اليمن ولا (الشرعية المزعومة ) تمت حمايتها ولا عادت حكومة عبد ربه منصور هادي لتمارس صلاحياتها ولا الحوثيين انسحبوا من صنعاء ولا استطاعت المليشيات الموالية للسعودية من استعادة عدن .
 فالمحصلة أن " عاصفة الحزم " أخفقت في تحقيق ولو إنجاز واحد ، اللهم إلا قتل المدنيين وتدمير البنى التحتية وتجويع الناس وحرمانهم من أبسط شؤون العيش والعلاج .
مَن أغوى (آل سعود) على هذه الحماقة وقال لهم إنّ بإمكانكم أن تحتلوا اليمن بساعات وأن تعيدوه إلى حظيرتكم .
 من قال لهم إنّ بمقدوركم من خلال العدوان أن تستعيدوا هيبة مفقودة ودوراً ضائعاً .
من قال لهم إنّ الشعب اليمني سيتمزق مع أول ضربة جوية وسينقم على الحوثيين ويتوجه لمعاونة السعوديين على عدوانهم .
 من قال لهم إنّ إيران ستتورط سريعاً وستنزلق إلى حرب  تنتهي معها مفاعيل وآثار الاتفاق النووي. من قال لهم إن العرب سيقفون إلى جانبهم وسيحركون جيوشهم لغزو اليمن كرمى لأحقاد بعض الأمراء الطامحين والمنافسين على السلطة .
 لقد ظن السعوديون أن باستطاعة القوة الفظة أن تعيدهم إلى الخريطة الإقليمية  فتُحدث بذلك  توازناً استراتيجياً في وجه إيران ، لكن تبيّن بعد شهر من العدوان سذاجة (آل سعود) وغبائهم. وبالتالي لا مناص من ردّ يمني قادم إذا ما استمر العدوان ، فاليمنيون ما زالوا يراهنون على بعض الدول العاقلة لتهدئة الجنون السعودي ولكن ليس لوقت طويل. فالرد الآتي سيكون فحصاً حقيقياً ليس للسعوديين فحسب بل لكل منطقة الجزيرة العربية وملوكها وأمرائها الذين يقفون اليوم على حافة الهاوية ، هاوية السقوط والفناء .
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا