×

أم فادي الحبّال تقف على شرفة منزلها في صيدا بانتظار أنْ يعود بها الزمن إلى ما قبل 17 شباط 1983

التصنيف: المرأة

2015-05-20  06:44 م  2401

 

ثريا حسن زعيتر / اللواء

انتهت الحرب الأهلية اللبنانية، لكن قضية المخطوفين والمفقودين ما زالت حاضرة بمآسيها، وجراحها نازفة ومفتوحة لغاية الآن على ذكريات أليمة... رغم مرور سنوات عدّة إلا أنّ دموع الأهل والأحبة لم تجف وقلوبهم لم تبرد بعد...
فجرح ذوي المخطوفين والمفقودين لم يندمل بعد، ولم توضع له خاتمة مهما كانت، وما زالت الأمهات ينتظرن أبناءهن غداة كل صباح ومساء لمعرفة مصيرهم. لم يفقدن الأمل بعودتهم سالمين... يطالبن الدولة بوقفة جادة ومسؤولة لإقفال هذا الملف المفتوح على الألم والوجع لأنّه دون ذلك لا يمكن نسيان ذكريات الحرب الأليمة...
صحيح أنّ اللبنانيين ندموا على ما فعلوه في هذه الحرب، لكن الدولة بعد اتفاق الطائف وعودة السلم الأهلي وحل الميليشيات لم تلامس القضية السياسية والإنسانية بجدّية، وما زالت خيمة الاعتصام مفتوحة تذكّرهم بين الحين والآخر بأنّ هناك أشخاصاً مجهولي المصير، ما زالوا ينتظرون العودة إلى الحياة والنور، خاصة أنّ البعض رفع شعار "المسامحة".. فكيف يمكن لأم أنْ تنسى فلذة كبدها وهي لا تعرف مصيره...
"لـواء صيدا والجنوب" يسلّط الضوء على قضية المخطوفين والمفقودين في مدينة صيدا، رغم مرور سنوات طويلة إلا أنّه ما زالت عائلاتهم تعيش العذاب والحزن، مطالبين بكشف ومعرفة مصيرهم...

ذكريات.. أليمة

* ففي مدينة صيدا ما زال الجرح ينزف في المنازل الصيداوية، حيث هناك الكثير من أبنائها المخطوفين والمفقودين الذين لم يُعرف مصيرهم حتى الآن، وما زالت غصّة الفراق في قلب الأمهات تنزف... بينما ما زالت "أم فادي" الحبّال تقف على شرفة منزلها في صيدا بانتظار أنْ يعود بها الزمن إلى ما قبل 17 شباط 1983 إبان الحرب الأهلية في لبنان، وأنْ يأتي فلذة كبدها فادي إلى حضنها بعد فراق 32 عاماً... أم فادي رغم مرور الزمن على اختطاف ابنها فادي، إلا أنّ دموعها لم تجف، قالت وهي ترتجف من الخوف: "أريده حيّاً أو ميتاً... لقد احتفلتُ بعيد ميلاد فادي في 4 نيسان، وكنتُ أتوقّع أنْ يأتي... يريدون منّا أنْ ننسى ونسامح... كيف يمكن لأم أنْ تنسى فلذة كبدها وهي لا تعرف مصيره... منذ اختطافه، لا أعرف كيف أنام وأمشي، وكيف أتعامل مع أقرب الناس إليَّ، وهل ممكن لأحد في العالم أنْ ينسى قطعة منه".
وأضافت وهي حاملة صورة فادي وتبكي من حرقة الفراق: "لقد خُطِفَ ابني فادي من على حاجز في الشمال في 17 شباط 1983، وكان عمره آنذاك 19 عاماً، كان يتعلّم في المدرسة المهنية في بيروت، وأثناء تنقّله بين بيروت والمناطق خُطِف، لم نترك أحداً إلا وذهبنا إليه، حاولنا بجميع الوسائل إرجاع فادي وفشلنا، فأنا كنتُ موظّفة بالجيش وزوجي بالقوى الأمن، راجعنا كثيراً وفي كل مرّة كانوا يقولون لنا بأنّه قيد التحقيق، إما أنْ يُسلّم للدولة أو تروه يقرع جرس المنزل فجأة، لقد مضت سنوات وسنوات، لكن لم يرجع فادي، ولم يطرق الباب... هذا الجرح الذي في قلبي لم يتلئم، ما زال نازفاً، فأنا وإخوته نعيش أياماً سوداء، لم نعرف فيها معنى الفرح والحياة، وأتساءل كيف يعيش إنْ كان حيا يا تُرى؟ هل يتعذّب؟ وماذا حصل له؟ جنَّ جنوني من الأفكار، خاصة أنّ زوجي توفي حسرة عليه، وكانت أمنيته أنْ يحضنه إلى صدره ويراه يملأ المنزل حياة وفرحا ويزوّجه".

يأس.. وتضارب المعلومات

لكن المفاجأة أنّ "أم فادي" ما زالت حتى الآن تبحث عن ولدها وقالت: "أنا لم أترك بابا إلا وطرقته، وفي كل مرّة أصطدم بجدار من اليأس وتضارب المعلومات، ففي العام 1985 عندما تم الإفراج عن 35 سجيناً عند "القوّات اللبنانية" و"الكتائب" في تلك الفترة وسُلّموا إلى دار الفتوى، وكان إسم ولدي فادي في عِدادهم، لكنه لم يصل مع المفرج عنهم... لقد سمعنا اسمه عبر وسائل الإعلام، وأطلق سراحه معهم، ونُقِلَ إلى المتحف مع 3 أشخاص، وتم تسليمهم إلى جهة ما... اما الآن فقد عرفنا من أشخاص بأنّه في السجون السورية وقد تعرّف عليه أحد المفرج عنهم، وقال لي: رأيته وأصبح قليل الشعر، أصلح من الأمام"..
وتوقّفت قليلاً وهي تمسح دموعها، وقالت بكل فخر واعتزاز: "إبني مقاوم ويحب الجهاد، حيث طلب من والده شراء سلاح حين اجتاحت "إسرائيل" لبنان سنة 1982، فنحن في مدينة صيدا لنا الشرف أنْ نقاوم الاحتلال الإسرائيلي... ولو يرجع الزمن الآن لقاومت أنا أيضاً... وآخر المعلومات حسب موقع لتيار الوطني الحر، قال عن المخطوفين بأنّ ابني فادي عند السوريين معتقل منذ تلك الفترة دون أي ذنب أو سبب".

مناشدة

وناشدت "أم فادي" الحبّال "الرئيس السوري بشار الأسد وأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله بأن يتابعا قضية كل الأسرى المخطوفين، إنْ كان في السجون السورية كما مخطوفي الجيش اللبناني والقوى الأمنية من قِبل "جبهة النصرة" و"داعش" ويفرج عنهم لأنّهم من المظلومين، فكفى ظلماً وقهراً وعذاباً ولوعة وحرقة قلب".
وختمت: "أمنيتي أن أراه قبل أنْ أموت.. أضمّه إلى صدري وأحضنه وأشم رائحته، لقد اشتقت إليه كثيراً، وطيفه لا يغادر مخيّلتي رغم كل هذه السنوات، أحلم بأنّه يدخل المنزل فجأة، وأريد أنْ يتحوّل هذا الحلم إلى حقيقة".

أبرز أسماء المخطوفين والمفقودين من منطقة صيدا
فيما يلي أبرز أسماء المخطوفين والمفقودين من منطقة صيدا مع ذكر مكان وتاريخ فقدانهم:
محيى الدين حشيشو (صيدا 14 أيلول 1982)، فادي فاروق الحبّال (حاجز البربارة - طرابلس 17 شباط 1983)، محمد مصطفى الصباع (بين الدامور والحدث أيلول 1982)، إبراهيم بردى (27 آب 1982)، عبد الرحمن شعبان بربرة (27 آب 1982)، سمير الطويل (صيدا آذار 1983)، سمير الخرفان (فوار صيدا 30 تشرين الأول 1983)، خالد شحادة (صيدا 16 آذار 1984)، نزيه بشير البزري (الهلالية 7 آذار 1985)، زياد الزعتري (صيدا 10 شباط 1985)، سعد الدين نزيه المغربي (الهلالية 8 آذار 1985)، محمد محمود ادريس (عبرا الجديدة 6 آذار 1985)، أحمد الطبشي (القناية 11 شباط 1985)، بهجت البركة (الدكوانة 24 آب 1985)، نعيم زيدان (صيدا 10 تشرين الأول 1982)، سمير الحوراني، نجيب عبد اللطيف جلال الدين (علمان تشرين الأول 1982)، حسن محمد أبو ظهر (صيدا آذار 1983)، محمد محمود زيدان (عبرا 3 كانون الثاني 1983)، صبحية محمد هاشم (بيروت 12 آذار 1982)، عماد زكريا يونس (بيروت 16 تموز 1981)، محمد غالب حسين زيدان (القناية 23 تشرين الأول 1984)، محمود محمد قاسم (عبرا الجديدة 3 كانون الثاني 1983)، عبد الحفيظ عباس حمادة (حارة صيدا 3 أيلول 1982)، علي عباس حمادة (حارة صيدا 3 أيلول 1982)، محمد ديب حمادة (حارة صيدا 30 حزيران 1984)، محمد راغب الزين (27 كانون الأول 1984)، حسن نعيم الزين، نبيل قلقاس، عماد يونس، عصام كيلاني (القياعة 9 تشرين الثاني 1982)، إبراهيم أحمد الكبش (صيدا 1984)، علي محمد تكلي صيدا (29 حزيران 1984)، باسم محمد كايد (أيار 1984)، خير سعيد يونس (درب السيم 14 كانون الثاني 1984)، عبد اسماعيل الخطيب (15 كانون الثاني 1984)، رشيد علي حمادة، نبيل محمد البنا (جسر الأولي 1 آب 1982)، هاني طه أسعد ياسين (صيدا 1984)، صلاح احمد حليحل (1982)، غسان يوسف عابد (أيلول 1982)، أنور إبراهيم شرقاوي، أيمن محمود بلعوس (9 تشرين الثاني 1982)، خضر عبد الحميد السعدي (11 تشرين الأول 1983)، ماجد ابراهيم بليبل (قرب مستشفى النقيب 8 أيلول 1982)، أحمد خليل الصالح (عين الحلوة 8 ايلول 1982)، محمود نايف منضور (3 تموز 1982)، علي محمد السعدي (9 أيلول 1982)، توفيق عبد الكريم عربية (1982)، محمد عبد الرحيم مرعي (30 تموز 1982)، عيسى مصطفى العلي (30 حزيران 1982)، حسن عبد عيسى (1985)، سهيل محمد سكران (1985)، فادي عبد الكريم (قرب مستشفى النقيب - نيسان 1984)، ناصر عقل سليم السهراني (تشرين الأول 1984)، علي أحمد أبو فرج (القياعة 7 أيلول 1982)، علي عيسى الأفندي (عين الحلوة حزيران 1982)، حسام يوسف جبر عين الحلوة، حزيران 1982، صالح سعيد العلي (سوق الغرب 30 تموز 1982)، علي سليمان إبراهيم (الجية كانون الثاني 1988)، كمال أحمد كيلو (صوفر 1982)، وليد محمد معمر (وادي الزينة 30 آب 1983)، محمود وليد معمر (وادي الزينة 30 آب 1983)، عفو فاضل فاعور (أيار 1983)، جاسر محمود عبد رشيد (سوق الغرب 30 تموز 1982)، إبراهيم أحمد الخانجي (بيروت شباط 1982)، عبد الله محمد طيبة (بيروت شباط 1982)، نزيه راغب آغا (الهلالية 1982)، فؤاد محمود صالح أفندي (الجية - 27 تموز 1982)، شحادة حسين أبو أسعد (الجية 27 تموز 1982)، حسين العلي (الجية 27 تموز 1982)، سعدو أحمد عبد العال (الجية 1983)، خضر محيي الدين (1983)، محمد محمود اليمن (بين بيروت وصيدا 1980)، محمد أحمد حجازي (1982)، بلال أحمد الجمال (الكولا) وأحمد ديب حمادة.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا