×

بعد تدمر... حمص الهدف التالي لـ"داعش" وهل بات لبنان في المرمى؟

التصنيف: أقلام

2015-05-22  08:19 م  894

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

 المصدر: "النهار" محمد نمر
يبدو أن التحالف الدولي بما فيه من دول عربية، مع إيران والنظام السوري وحلفائهما بدأت بملامسة فشلها في كسر قاعدة تنظيم "الدولة الاسلامية" القائمة على كلمتي "باقية وتتمدد"، بعدما اغتصب الأخير تدمر في سوريا، وسيطر على الرمادي في العراق، وبعيداً عن نظرية المؤامرة فإن التدقيق في خريطة الشرق الأوسط وملاحظة المساحة التي يسيطر عليها هذا التنظيم الارهابي ليس سهلاً، ما دفع بالكثيرين إلى الشعور بالخطر والسؤال: هل سيأتي دورنا؟
الاجابة تبقى ضبابية في ظل عجز دولي عن دفع "داعش" الى التراجع، وذلك بعد أكثر من ثمانية أشهر على تشكيل التحالف الدولي لمواجهة الارهاب بقيادة أميركا، ما يعيد إلى الأذهان مخططات التقسيم، فضلاً عن سيطرة النظام السوري على نحو 25% من سوريا فقط.
وبالعودة إلى سقوط تدمر في وسط سوريا، تُطرح تساؤلات عدة: ما الذي دفع النظام السوري إلى الانسحاب وعدم المواجهة حتى آخر جندي؟ ماذا بعد السيطرة على تدمر التي تعتبر بوابة للعديد من المحافظات؟ وهل سيأتي دور لبنان يوما، خصوصاً في حال استطاع داعش السيطرة على حمص؟

تسليم المدينة
أخبار ذات صلة
تدمر: الدولة الاسلامية يعدم 17 شخصا ويأمر السكان بالبقاء في المنازل

روى أحد المعنيّين في المركز الاعلامي في مدينة تدمر تفاصيل لـ"النهار" فقال، أن "المعركة هناك بدأت مع سيطرة التنظيم على مدينة السخنة ومستودعات التسليح وحقل الهيل، وبعدها الاحياء الشمالية والغربية في المدينة، واستمرت عمليات الكر والفر حتى يوم الاربعاء، إلى أن استطاع التنظيم السيطرة على مناطق واسعة من الاحياء الداخلية، فيما تحصّن النظام في آخر معاقله: سجن تدمر وفرع الامن العسكري ومطار المدينة، ثم انسحب فجأة من مناطقه الى مطار التيفور العسكري الذي يبعد قرابة 60 كيلومترًا عن المدينة".

ويشدّد المركز على أن التنظيم لم يقترب حتى اليوم من المنطقة الاثرية، مستبعداً المساس بها، وقد شوهد "المئات منهم في الاحياء الشمالية، ولكن لم نرَ منهم سوى العشرات"، ويرجح أن يكون هناك "اتفاق لتسليم المدينة، لأنه لم يكن مرجحاً أن ينسحب النظام بهذه الطريقة".

قطع الإمداد والموارد

وقد عبرت المحافل الدولية عن قلقها من أن تُدمّر الآثار في تدمر كما فعل التنظيم في العراق، لكن المركز يعتبر أن "البشر أهمّ من الحجر"، وأن النظام "خسر موقعاً استراتيجياً ومهمًا في قلب سوريا، كون تدمر تقع على الطريق الدولي الذي يصله بالعراق، وبالتالي سينقطع الامداد عن قواته في دير الزور، ومن جهة اخرى فقد أصبح "داعش" على مشارف حمص والقلمون ما يشكل الخطر على "جيش الفتح" في القلمون"، مشيراً إلى أن "سيطرة داعش على تدمر تعني خسارة النظام كل موارد الطاقة من النفط والغاز والفوسفات"، وأضاف: "لا ندري إذا كان هناك أي اتفاق بتسليم المدينة مقابل الحفاظ على نصيبهم من الموارد".

سجن تدمر

يستبعد المركز الذي يتابع المعارك عن قرب، "استعادة النظام لتدمر، بعد انسحابه بهذه الطريقة". وتطرق إلى قضية سجن تدمر الذي أثار موجة قلق على مصير المعتقلين فيه، خصوصاً اللبنانيين، مؤكداً أن "النظام نقل المعتقلين السياسيين من تدمر إلى صيدنايا عام 2001 وتحول إلى سجن عسكري فقط للفارّين والمنشقّين وبعض أصحاب العقوبات ".

25% لـ"داعش"

في النظرة التحليلية العسكرية لهذا الحدث، يرى اللواء الأردني فايز الدويري أن"المساحة الفعلية التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا هي بين 25 إلى 30% من مساحة سوريا، وأن ما يعرف بمنطقة البادية السورية الممتدة من تدمر حتى الحدود الاردنية والتقائها بالحدود العراقية ، هي منطقة فراغ سكاني وحارّة ولا أهمية استراتيجية لها، ولا يوجد فيها أي قتال وبالتالي اعتبرها المرصد ساقطة لتنظيم الدولة".

ريف حمص الشرقي

وفي قراءة لأهمية تدمر، يعتبر الدويري في حديث لـ "النهار" أن المدينة "تعتبر عقدة مواصلات وبعد السيطرة عليها بات تنظيم الدولة يستطيع التحرك نحو الصفيرة ومعامل الدفاع، السلمية وريف حماة وباتجاه مطار التيفور والفرقلس وحمص ودمشق والقلمون الشرقي والسويداء"، واضاف: "هذه السيطرة وضعت النظام السوري في حيرة من أمره، خصوصا أنه أساساً مرتبك في تخطيطه الاستراتيجيي وادارته للعمليات، واليوم بات عليه أن يحدد الاتجاه الاكثر اهمية والاقرب الذي يقوده باتجاه ريف حمص الشرقي". وتحدث الدويري عن معلومات تشير إلى أن النظام سحب قواته من تدمر في اتجاه الفرقلس متجاوزًا التيفور، "فهذا يعني أنه الآن يحاول أن يبني خطة دفاعية على محيط حمص الشرقي".
ويعتبر اللواء الأردني أن "توسع هذ التنظيم سيؤدي إلى خلط الأوراق على المستوى المحلي والاقليمي والدولي، خصوصا بعض النجاحات في الأنبار والسيطرة على الرمادي والحركة في اتجاه منطقة سامراء، والآن لا بد من اعادة المعنيين لحساباتهم ، ولا بد للدول الداعمة للجيش الحر والشعب السوري والمعارضة السورية من أن تعزز القدرات على القتال بمواجهة النظام وتنظيم الدولة".

سبب السقوط

وعن كيفية يسقوط هذه المناطق فجأة وبسرعة؟ يجيب: "تنظيم الدولة لديه عوامل قوة عديدة، منها القدرة على الحركة عبر الضواحي والتحرك في سيارات دفع رباعي، والأهم من ذلك هو بثّ الرعب في نفوس المقاتلين، خصوصا في نفوس الجيش العراقي والجيش السوري، اللذان يعتبران أهم ورقة في يد هذا التنظيم بسبب ضعف الفريق المقابل".


لبنان في دائرة التهديد؟

وعما إذا كان لبنان مهدداً من هذا التنظيم في حال استطاع الأخير السيطرة على حمص، قال الدويري: "ليس الخطر داهمًا على لبنان. فهناك اليوم قتال في القلمون، حيث يحاول "حزب الله" السيطرة على المنطقة هناك، كما أن "جيش الفتح" يقاتل في ادلب وسينقل المعركة إلى ريف حماة الشمالي، وهناك الرستن وتلبيسة نقاط ارتكاز للثورة السورية، لكن بعد فترة لا نستطيع تحديدها، سيكون هناك اشتباك في حمص بين جيش الفتح وباقي قوات الثورة من جهة، وتنظيم الدولة من جهة أخرى لإزالة الجيش النظامي، لهذا يتوجب على "جيش الفتح" أن يدخل في سباق مع الزمن ليسيطر على الارض قبل ان يسيطر عليها تنظيم الدولة".

 

mohammad.nimer@annahar.com.lb
Twitter: @mohamad_nimer

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا