×

شحمود بيننا وبين بدر

التصنيف: سياسة

2015-07-03  03:06 م  598

 

بدر الكبرى في العام الثاني للهجرة كانت أول انتصار في تاريخ الإسلام، أسست هذه المعركة المميزة لكافة انتصارات الإسلام وكانت مميزة بالتالي:

-        لم يكن المسلمون مستعدين للمعركة، إنما خرجوا للاستيلاء على قافلة أبي سفيان بسلاح قليل.

-        كان عددهم 314 فيما استحضر المشركون ألف مقاتل.

-        كان معهم (فرسان) فقط وحوالي 70 جملا والباقون كانوا مشاة، فيما كان مع كل مشرك فرسه وسلاحه.

-        لم يختاروا مكان المعركة بل فرض عليهم وقدره الله بلطفه.

-        كان ماؤهم قليلا جدا.

كيف تغيرت المعادلة؟

-        سخر الله لهم الطبيعة فهطل المطر عندهم ولم يهطل على المشركين.

-        ناموا نوما عميقا، والمشركون سهروا حتى الفجر وهم يعربدون.

-        حفنة رمل واحدة من الرسول صلى الله عليه وسلم أصابت عيونهم جميعا، فكانت الضربة الأولى للمسلمين.

-        رأى المسلمين المشركين قلة فتشجعوا ، ورأى المشركون المسلمين قلة فاستخفوا بهم.

-        شاركت الملائكة في القتال.

خلدت هذه المعركة التاريخية في سورة كاملة من القرآن الكريم هي سورة الأنفال، وتبلغ عشرة صفحات أي نصف جزء، كما ذكرت بآيات قليلة في سور: آل عمران، النساء، الحج...

لماذا؟

لأنها رمز لانتصار الحق على الباطل رغم اختلاف الموازين والمقاييس، وهذا الرمز وهذه المعطيات مخلدة على مدار الزمن لا ينقضي وقتها ولا يتجاوزها الزمن بتغير السلاح والمعطيات الحديثة، فيبقى المبدأ واحدا.

اليوم تمثلت المبادئ والمعطيات التي انتصر فيها المسلمون في بدر الكبرى في لبنان وفي غزة، فكان انتصار القلة على الكثرة والضعيف على القوي، ولم تنفع مع العدو كل الحشود التي حشدها والتحالفات التي عقدها.

الأمر واضح، لماذا لم يستفد المسلمون بل "الإسلاميون" من هذا التماثل التاريخي بين بدر وانتصار المقاومة المعاصر وانخرطوا في حروب مذهبية عصبية فئوية لا تمت إلى الإسلام بصلة؟ لماذا لم تبق بدر والمقاومة هي النبراس والمثل الأعلى تقاس عليهما كل معركة وكل صراع؟.

لماذا استطاع الأميركي والإسرائيلي اختراقنا بهذه السهولة؟ الأميركي يخطط والإسرائيلي يشرف على التخطيط، والإسلامي المزعوم ينفذ دون أن يرف له جفن ودون أن يراجع حساباته أو أن ينتبه إلى المكان الذي وصل إليه.

دمروا سوريا وقتلوا الأبرياء في المساجد والجنود المؤهلون لحماية الأوطان في ثكناتهم ومواقعهم، وأصبحنا سخرية للغرب وللمراقبين جميعا، يسخرون من أفكارنا، وأصبحت الأمور أوضح مما كانت عليه بكثير، ومع ذلك تراهم مستمرين في تنفيذ المؤامرة، ينظرون بجهلهم ويبررون عمالتهم ويغيرون الحقائق بأكاذيبهم، والمؤامرة مستمرة بهم.

قديما قالها المتنبي الذي لم يعهدانه التدين أو الفقه في الدين ولكنه مراقب دقيق:

يا أمة ضحكت من جهلها الأمم

وللأسف إننا مستمرون ونزداد بعدا عن بدر ومفاهيمها، ونزداد بعدا عن مفاهيم القرآن وتعاليم الإسلام، سيقف بينكم الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة قائلا: {... يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً} الفرقان30.

ويظهر هذا الجهل في الكويت تفجيرا وفي سيناء اعتداء وفي تونس وفرنسا والعالم... وصولا إلى بعض مناطق لبنان قليلا أو كثيرا.

يجب أن يتم تعديل الثقافة الإسلامية وخاصة الوهابية السلفية منها، التي يجب أن نعترف أن  ثقافة التكفير من خلالها أو من خلال اجتزاء بعض ما فيها، قرار يحتاج إلى جرأة ووضوح رؤية ونحن بعيدون عن مثل هذا القرار الآن.

 

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا