×

محاولة اغتيال العرموشي أشعلت مختلف محاور المخيم

التصنيف: أمن

2015-08-23  07:01 ص  557

 

 رأفت نعيم

قتل عنصران من حركة فتح وجرح نحو 18 آخرين معظمهم من الحركة في اشتباكات هي الأعنف التي يشهدها مخيم عين الحلوة منذ فترة طويلة اندلعت عصر السبت بين فتح وتنظيم جند الشام وجاءت على اثر تعرض المسؤول الفتحاوي العميد سعيد العرموشي (وهو قائد الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا وقائد كتيبة أبو حسن سلامة التابعة لفتح) لمحاولة اغتيال أثناء تواجده في مكتبه في الشارع التحتاني للمخيم.

اللافت في هذه الاشتباكات أنها بعكس سابقاتها لم تقتصر على حي واحد أو اثنين داخل المخيم وإنما توزعت على مختلف محاور التماس بين الطرفين ولامست لأول مرة منذ سنوات منطقة التعمير اللبنانية بعدما تجاوزت الخطوط التقليدية لأي اشتباكات يشهدها المخيم عادة لا سيما على محور حي الطوارئ- البركسات، والطوارئ الشارع التحتاني وحطين- صفوري والطيري جبل الحليب، والصفصاف-طيطبا.

الأمر الثاني الذي ميز هذه الاشتباكات أيضاً هو مشاركة عناصر تابعة للعميد محمود عيسى «اللينو« الى جانب فتح لا سيما على محور صفوري حطين الطيري.

المفارقة الثالثة كانت ذلك الإصرار من عناصر جند الشام على إبقاء المحاور مشتعلة حتى في ذروة مساعي التهدئة ورغم تجاوب فتح مع هذه المساعي.

وفي التفاصيل أنه بينما كانت حركة فتح في المخيم تتحضر لتشييع عنصر الحركة يوسف جابر الذي قتل في إشكال فردي (الجمعة)، وفيما كان المسؤول الفتحاوي سعيد العرموشي مع كتيبته يستعدون للمشاركة في التشييع، تعرض مكتب العرموشي في الشارع التحتاني لإطلاق نار من قبل مسلحين أثناء تواجده مع مجموعة من مرافقيه بداخله ما أدى الى إصابة ثلاثة منهم وهم «ايمن التيجاني ونزار عثمان» اللذين نقلا الى مركز لبيب الطبي في صيدا ووليد الباشا الذي نقل الى مستشفى النداء الإنساني في المخيم. وما لبث الأمر أن تطور الى اشتباكات بين عناصر من حركة فتح وآخرين من جند الشام بدأت على محور الشارع التحتاني حي الطوارئ ثم امتدت الى محور حي حطين صفوري، قبل أن تتسع الى محاور أخرى في جنوب المخيم وشماله وشرقه وغربه، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقنابل والقذائف الصاروخية وتخللتها محاولات تقدم متبادلة لكلا الطرفين باتجاه معاقل الآخر.

وأسفرت الاشتباكات عن مقتل العنصرين في حركة فتح مصطفى حسين الصالح وربيع مشعور وجرح عدد آخر بلغ نحو 15 جريحاً معظمهم من فتح وأبرزهم العقيد أحمد النصر قائد كتيبة شهداء شاتيلا في حركة فتح والذي عيّن مكان العقيد الفتحاوي طلال الأردني الذي اغتيل مؤخراً في المخيم. وعرف من الجرحى «حاتم أبو سويد، حسين الهندي، محمد عوض، طارق بدران، صالح ابو العردات، وائل درويش، محمد حسنين، غسان أبو العسل وبلال أصلان» وتوزع القتيلان والجرحى على مستشفيات لبيب والراعي والهمشري في صيدا والنداء الإنساني داخل المخيم.

وألحقت الاشتباكات أضراراً جسيمة بعدد كبير من البيوت والمحال التجارية والسيارات وشبكتي المياه والكهرباء، ودفعت عدداً كبيراً من العائلات في مخيم عين الحلوة ومنطقة الطوارئ للنزوح منهما باتجاه مناطق أكثر أمناً. فيما اتخذ الجيش اللبناني تدابير أمنية استثنائية عند حواجزه على مداخل المخيم فأغلقها باتجاهه حفاظاً على سلامة العابرين وحصر العبور منه باتجاه صيدا.

الوضع الأمني المتفجر في عين الحلوة استدعى اتصالات مكثفة من أجل وقف إطلاق النار ونزع فتيل التفجير تولاها بشكل أساسي سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور بالتواصل والتنسيق مع السلطات اللبنانية، وشاركت فيها فاعليات صيداوية لا سيما النائب بهية الحريري الموجودة خارج لبنان حيث أجرت اتصالات هاتفية بكل من رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد خضر حمود وقائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب وبعض القيادات الفلسطينية وتمنت عليهم العمل سريعاً على وقف إطلاق النار ونزع فتيل التفجير حقناً للدماء وحفاظاً على سلامة المخيم وأهله وقضيتهم. فيما بقي العميد حمود على تواصل هاتفي مع اللواء أبو عرب وبعض القيادات الفلسطينية لمتابعة التطورات وتطويق الوضع المتأزم في المخيم.

ورغم الإعلان السابعة مساء عن التوصل لوقف لإطلاق النار ودخوله فعلياً حيز التنفيذ ابتداء من الثامنة، إلا أنه سُجلت ليلاً خروق في أكثر من حي في المخيم تمثلت بإطلاق قذائف صاروخية وإلقاء قنابل وإطلاق رشقات رشاشة، حيث أفيد بعيد التاسعة والنصف ليلاً عن إصابة ثلاثة عناصر من فتح بجروح جراء سقوط قذيفة صاروخية عند مفترق بستان القدس، وإصابة مدني في إلقاء قنبلة خلال اعتصام سلمي لفلسطينيين يطالبون بوقف الاشتباكات.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا