×

وقف إطلاق النار ينهي 20 ساعة اشتباكات حصيلتها 3 قتلى و30 جريحاً

التصنيف: Old Archive

2015-08-24  02:36 ص  323

 


رأفت نعيم المستقبل
هل طوى مخيم عين الحلوة صفحة أحداث اليومين الماضيين مع صفحات أحداث سابقة مماثلة بانتظار جولة ثالثة من التفجير لا يعرف كيف سيكون شكلها ولا حجمها ولا تداعياتها؟.

سؤال تبدو الاجابة عليه بديهية لأن الجهد الفلسطيني الذي يبذل ابان اشتباكات وأحداث من هذا النوع ينصب على وقف اطلاق النار واعادة الهدوء الى المخيم، وتترك معالجة الأسباب ومحاسبة المتسببين بمثل هذه الأحداث للجان تشكل لكنها لا تُمنح صلاحيات المعالجة والمحاسبة، أو لا تتم مقاربة الخلفيات كون الخوض فيها أو الوصول الى قرار بشأنها لن يحظى بالاجماع الفلسطيني المتوافر حالياً بحده الأدنى في اطاره المشترك المتمثل بالقيادة السياسية الفلسطينية الموحدة والأطر المشتركة المنبثقة عنها، بما فيها القوة الأمنية الفلسطينية والتي يبدو أنها أصبحت هي فقط نقطة الارتكاز التي يمكن أن يعوّل عليها بعد كل تفجير واسع بأن تعيد للمخيم بعضاً من نبض الأمن والاستقرار، وان كانت هي الأخرى لا تملك الصلاحيات ولا القرار السياسي للحسم العسكري اذا اقتضى الأمر .

في المقابل، كشفت اشتباكات اليومين الماضيين أن حركة «فتح« كانت أكثر قدرة على التحرك عسكرياً على الأرض رغم تكبدها قتيلين وعدداً من الجرحى، وأنها قادرة على الحسم في حال توافر القرار والغطاء السياسي لها .

وفي هذا السياق، أشارت مصادر فلسطينية مطلعة الى أن مقاتلي «فتح« تمكنوا من الوصول الى تخوم معاقل المجموعات المسلحة في حي الطوارئ والشارع التحتاني والطيري وحتى الصفصاف - حيث يتموضع أحد مسؤولي «جند الشام« بلال بدر ومجموعته - وأنها أي «فتح« كانت قاب قوسين أو أدنى من الدخول الى الحي الأخير لكنها اصطدمت بعناصر «عصبة الأنصار« التي يعتبر هذا الحي معقلاً أساسياً لها!.

وأوضحت المصادر أن «فتح« سجلت أيضاً تقدماً في حي الطوارئ من جهتي البركسات والشارع التحتاني، ولكن لم يعرف سبب عدم مضيها في حسم الوضع هناك، رغم أنه جرى الحديث عن استقدام الحركة مقاتلين لها من مخيمات أخرى .

من جهة ثانية، بدا المشهد معاكساً في حي حطين، وهو الحصن الأكبر والأهم لـ «جند الشام« ومجموعات ما يسمى بـ «الشباب المسلم« حيث شوهد عناصر تلك المجموعات مستنفرين عند مدخله، حتى أنهم وصلوا الى الحاجز المقابل وبقوا هناك لبعض الوقت .

في المحصلة، أعادت الاشتباكات خطوط تماس كان يعرفها المخيم في بعض الأحياء في فترات سابقة ولا سيما محور حي الطوارئ البركسات الذي أزيلت منه قبل سنوات التحصينات والدشم، وأعيد بعضها ابان الاشتباكات الأخيرة التي أوجدت أيضا خطوط تماس جديدة في أحياء أخرى، مثل محور الشارع التحتاني الطوارئ والذي رأى مراقبون أنه كان أحد أسباب انطلاق شرارة الاشتباكات بمحاولة اغتيال العميد الفتحاوي سعيد العرموشي الذي استهدف - وبحسب المصادر نفسها- لكونه ومن مركزه في الشارع المذكور كان يشل حركة «جند الشام« وبقية المجموعات المسلحة ويضيق عليهم الخناق مؤلفاً مع نقطة البركسات المقابلة للطوارئ ما يشبه الكماشة الأمنية. يضاف الى هذه المحاور أيضاً محور الطيري صفوري ومحور سوق الخضار ومحور حطين درب السيم الذي يحظى فيه «جند الشام« بحرية تحرك أكبر، وضمن هذا المحور اغتيل المسؤول الفتحاوي العقيد طلال الأردني قبل أسابيع.

وكان لافتاً أيضاً في هذه الاشتباكات أنواع الأسلحة التي استخدمت من رشاشة وأعيرة متوسطة وقذائف صاروخية على اختلاف أنواعها ومن كلا الطرفين. وقد طال رصاص الاشتباكات والقنص للمرة الأولى منذ سنوات طويلة بعض أحياء مدينة صيدا، التي سجل انفجار عدد من القذائف الصاروخية مصدرها المخيم في أجوائها.

ورأت أوساط فلسطينية مطلعة أن عدم الحسم في مخيم عين الحلوة يبقي الوضع الأمني فيه مفتوحاً على احتمالات التفجير من جديد، خصوصاً وأن أسباب الاشتباكات والأحداث التي شهدها لم تتم معالجتها ولا محاسبة المسؤولين عنها، وبالتالي تصبح عدم المعالجة بحد ذاتها سبباً اضافياً لاستمرار النزف الأمني في المخيم

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا