×

قتيلان و12 جريحاً في الجولة الثانية من اشتباكات «فتح» و«جند الشام»

التصنيف: سياسة

2015-08-26  09:28 ص  488

 

ـ رأفت نعيم
هل هي استراحة محارب في معركة ليس فيها منتصر؟. أم هي عودة الى ما كان عليه الوضع في مخيم عين الحلوة قبل اشتباكات السبت والاثنين. وما هي المعادلة الجديدة التي فرضتها الأحداث الأخيرة في المخيم. وهل بات التعايش ممكنا بين فتح وجند الشام في المخيم. وما هو البديل؟

بطبيعة الحال، لا يمكن اعتبار وقف اطلاق النار الذي جرى التوصل اليه في «عين الحلوة« ظهر الثلاثاء - في حال بقي صامدا هو نهاية النزف الأمني الذي يعاني المخيم منذ سنوات لأن الاشتباكات التي شهدها مؤخرا بين فتح وجند الشام وان كانت الأكثر دموية وعنفا منذ سنوات طويلة الا انها لم تكن الأولى وقد لا تكون الأخيرة. والأهم من ذلك، ان وقف اطلاق النار لم يتم على اساس معالجة اسباب تلك الاشتباكات وانما على اساس ما سيكون من محاولات ليس للمعالجة وانما لضمان عدم تكرار تلك المسببات وفي مقدمها محاولات وعمليات الاغتيال التي طالت ضباطا وعناصر في فتح. ما يضع المخيم على مفترق طريقين احلاهما مر: اغتيالات أو اشتباكات. وليس لدى ابناء المخيم واهله الخيار، وهم الذين امضوا ليالي اسرى الخوف والذعر داخل المخيم، او على ارصفة النزوح خارجه لم يعرفوا حتى الآن لماذا اندلعت الاشتباكات ولا لماذا توقفت.

مصادر فلسطينية مطلعة اعتبرت ان معالجة الوضع في مخيم عين الحلوة بعد وقف اطلاق النار كي لا يتكرر ما جرى ، ليست مستحيلة لكنها صعبة وتحتاج الى وقت ولضمان استمرار الهدوء حتى تُزال كافة اسباب التوتر بالتعاون بين القوى الفلسطينية .

وترى هذه المصادر ان الاشتباكات الأخيرة اثرت سلبا على العلاقة بين بعض مكونات المخيم السياسية ولا سيما بين فتح وبعض القوى الاسلامية كون الأخيرة اوقفت زحف فتح باتجاه مواقع متقدمة لجند الشام ابان الاشتباكات بحسب هذه المصادر التي تعتبر في الوقت نفسه ان هذا التأثير لن يكون ظاهرا في المدى المنظور باعتبار ان الأجواء الراهنة هي اجواء اجماع على ترسيخ الأمن والاستقرار في المخيم.

وتشير اوساط متابعة لما جرى في المخيم مؤخرا الى ان عصبة الأنصار مارست ضغطا غير مسبوق على ما يسمى بالشباب المسلم وجند الشام من اجل فرض وقف اطلاق النار في المخيم، لأنها وجدت انه في حال استمرت الاشتباكات بالوتيرة التي كانت تحتدم بها، فانها ستُستدرج الى مواجهة مع حركة فتح ، كونها اي العصبة تشرف على عدد من الأحياء التي يقيم فيها او لجأ اليها مسلحو جند الشام، وكانت فتح بصدد مهاجمتهم او ملاحقتهم بداخلها، وقد اضطرت العصبة في احدها لاعتراض تقدم لفتح ابان الاشتباكات.

وقف اطلاق النار

اذاً، بعد ثلاث محاولات لوقف اطلاق النار لم يكتب لها النجاح توزعت بين ليل الاثنين وصباح الثلاثاء ، وبعد سقوط قتيلين ونحو 12 جريحا في الجولة الثانية من الاشتباكات بين فتح وجند الشام في عين الحلوة، نجحت القوى والفصائل الفلسطينية الوطنية والاسلامية في التوصل الى وقف لإطلاق النار الواحدة ظهر الثلاثاء. ودخل هذا الاتفاق فعليا حيز التنفيذ ابتداء من الثانية بعد تسجيل خرق وحيد للاتفاق بعد اقل من ساعة على اعلانه باطلاق قذيفة من قبل جند الشام في منطقة جبل الحليب ما ادى الى احتراق منزل وجرح ضابط في القوة الأمنية هو ابو علي طلال وعنصر فتحاوي ومدني ، ما رفع عدد الجرحى الى 15 .

اعلان الاتفاق جاء اثر اجتماع للجنة الامنية الفلسطينية العليا المشرفة على امن المخيمات انعقد في مسجد النور داخل المخيم ، حيث صدر عن المجتمعين البيان التالي : تستمر اللجنة الأمنية العليا بتحمل مسؤوليتها وتتابع ما يجري من أحداث دامية ومؤسفة في مخيم عين الحلوة والتي أدت إلى تهجير أكثر من نصف أبناء المخيم وأصبحوا عراة في الشوارع، لذلك تطالب اللجنة الأمنية وكافة الحريصين على المخيم وأهله وقف إطلاق النار فورا اعتبارا من الساعة الواحدة ظهرا. وستتابع اللجنة الأمنية إجراءاتها لسحب المسلحين من المراكز المستحدثة وغير المستحدثة، ونحذر الجميع من اللعب والعبث بحياة الآمنين والصامدين من أبناء شعبنا الفلسطيني ، وتدعو الجميع الى تنفيذ قرار وقف إطلاق النار فورا .

ورغم اعلان وقف اطلاق النار وتنفيذه، بقيت اجواء المخيم تشهد حالة من التوتر والحذر بانتظار تثبيت هذه الخطوة بسحب المسلحين ، فكان ان انبثقت عن المجتمعين لجان ميدانية قامت بجولات على محاور القتال للتحقق من الالتزام بوقف النار، وتسجيل الخروق اذا وجدت، والطلب من المسلحين من الطرفين العودة الى داخل مراكزهم ومواقعهم داخل الأحياء ، على ان تتوج هاتان الخطوتان بثالثة يفترض ان تسهم بنسبة كبيرة في اعادة الهدوء الى المخيم وهي نشر القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة على خطوط التماس التي كانت مسرحا للإشتباكات بما يحول دون دخول المخيم مجددا في دائرة التفجير الواسع، واتخاذا الاجراءات الكفيلة باعطاء الزخم والدعم والصلاحيات للقوة الأمنية الفلسطينية المشتركة للإمساك بزمام الأمن بكل اشكاله في مخيم عين الحلوة.

ولوحظ التزام المقاتلين من الطرفين بالاتفاق والتزامهم مواقعهم ، فيما تعززت اجواء التهدئة في المخيم بمسيرة شعبية حاشدة نظمها الحراك الشبابي والمبادرة الشعبية ولجنة السلم ألأهلي في المخيم واطلق عليها اسم «مسيرة المصير» جابت الأحياء التي وقعت فيها الاشتباكات والتي الحقت ببعضها دمارا واضرارا جسيمة.

خطاب

امين سر القوى الاسلامية في مخيم عين الحلوة الشيخ جمال خطاب قال اثر اجتماع اللجنة الأمنية العليا: هذه اللقاءات ستبقى مفتوحة ومستمرة من اجل تثبيت وقف اطلاق النار لافتا الى ان الخطوات العملية التي سيتم القيام بها الان هي سحب المسلحين من الشوارع ، ومعالجة اي خرق. وهناك الان غرفة عمليات تتابع ما يصلها من تقارير عن اي خرق يحصل وتتصل بالمعنيين لايقاف هذه الخروقات، وبعد ذلك سنعمل باذن الله، لسحب المسلحين من الطرقات والشوارع كخطوة من اجل التهدئة.

وعما اذا ستتم محاسبة كل من يخل بأمن المخيم قال: المحاسبة لها آليات كبيرة تحتاج اليها ونحن ما زلنا في اول الطريق.

ابو النايف

عضو اللجنة الأمنية عدنان ابو النايف قال من جهته: الخطوة الاولى ضمان عدم ظهور المسلحين. وعندما تتوافر الظروف يجري الاعداد لخطوات اخرى منها نشر قوة امنية فاعلة وليس قوة امنية شكلية. والفصائل والقوى الاسلامية جادة بنشر قوة امنية جدية لضبط الوضع الامني داخل المخيم. والضامن الوحيد هي الفصائل والشعب لان هناك عابثين بأمن المخيم وبالتالي علينا مكافحة هذه العناصر من الجميع دون استثناء والضرب بيد من حديد على يد تلك العناصر التي تقوم بالعبث بامن المخيم.

اليوسف

وقال عضو المكتب السياسي لـ«جبهة التحرير الفلسطينية«، صلاح اليوسف: نطمئن اهلنا في مخيم عين الحلوة وندعوهم للعودة الى منازلهم وعدم الالتفات للشائعات او الانجرار وراء اي فتنة تحاك من اي طرف كان ويمكن ان تؤدي الى تدمير المخيم اليوم.

عثمان

وقال مسؤول «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين« في منطقة صيدا، فؤاد عثمان: نحن الآن في مرحلة ترجمة ما اتفقنا عليه من وقف اطلاق النار وتثبيته بشكل كامل ونهائي وسحب المسلحين ودعوة اهلنا للعودة الى بيوتهم. وبعد تنفيذ هذه الخطوات، يمكن الحديث عن الخطوات التالية لأنها مرتبطة بنجاحها .
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا