"بلدية صيدا بين الانجازات ...والتساؤلات: ازالة جبل النفايات - بناء السد البحري - انشاء معمل الفرز"، عنوان الندوة الحوارية التي نظمتها الجماعة الإسلامية في مركز الدعوة الإسلامية – قاعة الشيخ المجاهد محرم العارفي في مدينة صيدا وتحدث فيها رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، ورئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان الأستاذ عزام الأيوبي، والمسؤول السياسي للجماعة في الجنوب الدكتور بسام حمود، وذلك بحضور جمع من الشخصيات ضم رئيسي بلدية صيدا الاسبقين المهندس هلال القبرصلي والمهندس أحمد الكلش، السفير عبد المولى الصلح، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها الأستاذ علي الشريف،المهندس مازن صباغ ممثلا منسق تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود، ممثل إدارة معمل معالجة النفايات المنزلية الصلبة المهندس سامي بيضاوي، رئيس مجلس أمناء الهيئة الإسلامية للرعاية الشيخ عبدالحليم زيدان، أعضاء المجلس البلدي المهندسين: مصطفى حجازي ومحمد السيد ومحمود شريتح ومحمد البابا والسادة محمد قبرصلي ومطاع مجذوب وحسن الشماس وكامل كزبر ، ممثل تجمع مخاتير صيدا المختار احمد قنواتي، وكان في إستقبالهم المسؤول التنظيمي للجماعة الحاج أحمد الجردلي وأعضاء قيادة الجماعة في منطقة الجنوب.
بداية آيات من القرآن الكريم، فترحيب من مدير الندوة الأستاذ كامل كزبر ، ثم تحدث الأستاذ الأيوبي فقال:
نرحب بالرئيس محمد السعودي وبممثلي القوى السياسية والمدنية في هذه المدينة الصامدة، ان ما شاهدته اليوم من إنجازات لمشاريع صيدا الإنمائية والبيئية، اظن انه من الضروري جدا ان يشاهده كل مواطن لبناني وكل غيور على هذا البلد وكل مؤمن، لأننا لا بد أن نبقى صامدين في هذا البلد في وسط الظلمة التي يحرص البعض على ان يدفعنا للعيش فيها وأن نظل في هذا المشهد المظلم وللأسف ...
ما شاهدته يؤكد ان لبنان واللبنانيين قادرون على ان تكون لهم بصمات وعلامات فارقة في ادارة شؤونهم ولكن عندما تعطى لهم فسحة يستطيعون من خلالها ان يكونوا اصحاب قرار ومبادرة بغض النظر عن الامكانات المتوفرة، ولكن العقول اللبنانيه ليست قاصرة عن ادارة شؤونها المجتمعية ولكن ينبغي اولا ان نبعد التجاذبات السياسية عن شؤون المواطن وان نبعد الايدي الفاسدة عن التحكم بمصادر القرار.
لكنها شهادة اقولها واقول معها اننا كجماعة اسلامية نؤمن في ثقافتنا وبنائنا ان العمل المجتمعي يجب ان يكون بعيدا عن كل ما له علاقة بالانقسامات سواء كانت سياسية او فكرية او عقائدية ودينية وبناء المجتمعات لا يخضع لهذه التقسيمات، بناء المجتمعات يخضع لمصلحة الوطن والمواطن هذا ما نؤمن به، نؤمن ان الجهود ينبغي ان تتكامل في عملية النهوض بما يصلح انتماء المواطن ايا كان هذا المواطن اما قضية الانقسامات على اختلافها فلها مكان اخر بعيدا عن مصالح الناس.

السعودي
ثم تحدث السعودي مستعرضا الإنجازات والمشاريع الإنمائية والبيئية لمدينة صيدا خلال عهد المجلس البلدي الحالي وأبرزها إزالة جبل النفايات وإقامة المطمر الصحي وإنشاء الحديقة العامة مكان جبل النفايات، وإنشاء المرفأ الجديد وإقفال مجاري الصرف الصحي التي كانت تلوث الشاطىء وربطها بشبكة المجاري العامة التي تصب في محطة الضخ والتكرير في جنوبي المدينة وغيرها من المشاريع الأخرى.
وقال: نجتمع اليوم لنتكلم عموما عن المشاريع الجاري تنفيذها في مدينة صيدا، طبعا الشيء المهم في هذه الفترة هو موضوع النفايات التي تملاء وللأسف شوارع المدن اللبنانية، فيما صيدا والجوار ومنطقتها تنعم بالبيئة النظيفة ولا يوجد هناك مشكلة للنفايات.. والأغرب أنه في الوقت الذي يحسدنا الأخرون على وضعنا البيئي الممتاز، فإن هناك من يحاول التقليل والتشويش على هذا الإنجاز البيئي الهام في شتى الوسائل، ولكن لن يتمكنوا من تحقيق مرادهم.
وقال: إن صيدا إتخذت موقفا واضحا وأنها مستعدة أن تكون جزءا من الحل الشامل في لبنان على أساس أن يكون الحل متوازن ويخدم جميع الأطراف.
الازمة الموجودة في لبنان أزمة النفايات صار فيها الان خطة للتخلص من النفايات ووضع خطة لها الوزير اكرم شهيب وسيوزع نفايات بيروت وجبل لبنان على عدة مطامر وسماها وحدد انه سيطلب من صيدا أخذ 200 طن يوميا للمعالجة في المعمل، ولكن هناك مشكلة تأمين مكان مطمر للعوادم.
وقرارنا كان واضحا ويعبر عن قرار فاعليات صيدا بالإجماع وهو صيدا لن تستقبل ولا طن واحد الا اذا تم تأمين مطمرللعوادم، المعمل والمدينة والجميع يطالب بهذا الامر.
وأطمئن الجميع أنه المطمر لن يكون داخل نطاق مدينة صيدا وإنما خارجها لأنه لا مكان لإقامته في صيدا؟
وأضاف: نحن نأخذ نفايات 16 بلدية صيدا والجوار (نطاق إتحاد بلديات صيدا والزهراني) وعين الحلوة، أهل هذه البلدات هم جيراننا وإخواننا وأشقاؤنا في شرق صيدا والزهراني، كما أننا في صيدا نستوعب مجاري 65 بلدية، فإذا كنا نحن نخدم كل هذه البلدات في الجوار فيجب عليهم تأمين ما يخدم صيدا ويخدمهم بتوفير المطمر للعوادم وهناك مكان تمت تسميته وننتظر الموافقة الرسمية عليه.
وقال: أنا محمد السعودي سبق وتعهدت بإزالة جبل النفايات وقد تم ذلك بفضل الله عز وجل وتعاون الجميع، وأنا أعلن بأنه لن يكون هناك جبل نفايات ثاني في صيدا، وما يتم إستعماله هو لردم العوادم مؤقتا بانتظار تأمين المطمر المطلوب خارج نطاق صيدا، وأن عمليات الردم لن يتعدى إرتفاعها سطح مياه الحاجز المائي، لذلك لن يكون هناك جبل نفايات ثاني ..وامل اليوم قبل الغد أن تأتي الموافقة على إستعمال المطمر للعوادم خارج صيدا.

حمود
من جهته قال الدكتور بسام حمود: نجدد الترحيب بالحضور جميعا وبرئيس البلدية في اول لقاء نعتبره لقاء ثقافي بيئي تنموي يعنى بمدينة صيدا في مركز الجماعة الاسلامية في قاعة الشيخ محرم العارفي الذي سنسعى ان تكون في خدمة مدينة صيدا في كل المجالات.
نفخر بأننا شركاء مع هذه البلدية برئاسة الاستاذ محمد السعودي وبكل هذه الانجازات التي تحققت بفضل الله سبحانه وتعالى اولا وبصدق ومثابرة وارادة من المجلس البلدي ومن القوى السياسية التي وان اختلفت في السياسة في الكثير من القضايا الا انها وفي معظم القضايا البيئية والخدماتية كان هناك شبه اجماع على ذلك. نحن هدفنا من هذا اللقاء ان نسلط الضوء على هذه المشاريع وتحديدا على معمل فرز النفايات الذي سمعنا كلاما كثيرا في الفترة الاخيرة عنه، صراحة نحن نؤمن ان الكمال هو لله سبحانه وتعالى وان هذه المشاريع على اهميتها والانجازات التي قامت بها البلدية من الممكن ان يكون هناك بعض الثغرات فيها، لذلك كانت هذه الندوة لنستمع ونتحاور، ويبقى الإشارة إلى أن وضع صيدا بيئيا اليوم هو مثال يحتذى به فعلينا أن نحافظ جميعا على هذا المثال وأن نتعاون لما فيه خير صيدا وأهلها ومنطقتها.
نحن في مدينة صيدا كطرف سياسي وكمرجعية من مرجعيات مدينة صيدا اكدنا على الموقف الذي اتخذته البلدية بشخص رئيسها المهندس محمد السعودي لناحية عدم ادخال اي نفايات من خارج المدينة الى داخلها ولا زلنا مصرين على هذا الموقف.
نحن نؤمن ان صيدا ليست جزيرة منعزلة عن باقي الوطن فاذا وجد حل وطني شامل لهذه الازمة وليست حلول ترقيعيه او مرحلية او تجريبيه، ومصلحة صيدا تتحقق بتأمين مطمر للعوادم خارجها ونحن لن نقبل بدخول اي نفايات لمدينة صيدا قبل تحقيق هذه الشروط.

مداخلات
بعد ذلك كانت مداخلات من الحضور ومن بينها تنويه من السفير عبد المولى الصلح بإنجازات البلدية معلنا تقديم شجرة معمرة (200 سنة) لوضعها في الحديقة العامة التي تقام مكان جبل النفايات سابقا.
كما كانت مداخلة لرئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها الأستاذ علي الشريف وأيضا نوه فيها بإنجازات البلدية .

من جهته إستغرب ممثل إدارة معمل معالجة النفايات المنزلية الصلبة المهندس سامي بيضاوي ما يثار عن أن كميات من النفايات يتم التخلص منها ولا يتم معالجتها في المعمل وأن ما نسبته 50% من هذا الكميات يتم ردمها في بحيرة الحاجز المائي ونفى ذلك مشيرا إلى أن المعمل إستقبل لغاية الآن قرابة 220 ألف طن، فإذا كانت هذه الكمية لم تعالج كلها فأين هي هذه الكمية التي تحتاج إلى مساحات كبيرة جدا فهذا الأمر غير صحيح إطلاقا، فالنفايات العضوية يتم معالجتها في المعمل بشكل تام .