وضع النائب علي خريس ممثلا الجمهورية اللبنانية ورئيسي الحكومة ومجلس النواب، اكليلا من الزهر على ضريح رجل الاستقلال الرئيس عادل عسيران في النادي الحسيني لمدينة صيدا عند البوابة الفوقا، في حضور نجل الرئيس الراحل النائب علي عسيران ومفتي صيدا الزهراني الجعفري الشيخ محمد عسيران وحشد كبير من الفاعليات الروحية والرسمية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية في صيدا والجنوب وطلاب المدارس.

واثر وضعه الاكليل امل خريس في "ان يكون لبنان في العام المقبل في عيد الاستقلال قد خرج من ازمته وان تكون مؤسسات الدولة هي الاساس"، وقال: "نفتخر بهذا اليوم، هذا يوم استقلال لبنان، وفي هذا اليوم نتمنى ترسيخ هذا العيد الذي يكون بالوحدة الوطنية الحقيقية والسعي والولوج الى حل الازمة اللبنانية، وطبعا هذا الامر لا يمكن ان يتم طبعا - من يوم الاستقلال نقول هذا الكلام - الا من خلال الحوار، الحوار الهادف والحوار الحقيقي لانه ليس هناك من سبيل ابدا على الاطلاق الا عن طريق الحوار حتى نتمكن وحتى نستطيع انقاذ لبنان من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية وايضا من خلال اقرار قانون انتخابي جديد وايضا من خلال تفعيل المؤسسات، مؤسسات الدولة وخاصة مؤسسة المجلس النيابي ومؤسسة مجلس الوزراء، نتمنى في العام القادم في عيد الاستقلال ان يكون لبنان قد خرج من ازمته ومن محنته وان تكون مؤسسات الدولة هي الفاعلة وهي الاساس".

عسيران

واقيم بالمناسبة احتفال في قاعة النادي الحسيني، القى خلاله النائب عسيران كلمة توقف فيها عند الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن، داعيا "للتمسك بالوحدة الوطنية لحماية لبنان".

وقال: "تهل علينا ذكرى الاستقلال هذا العام، والوطن، برجالاته وأبنائه، ما انفك يبذل الغالي والنفيس لتحصينه من العواصف الهوجاء التي تحيط به، فضلا عن أيادي الإرهاب التي تسعى بكل خسة لإثارة الفتنة وبث التفرقة بالإعتداء على أبناء الوطن من مختلف المشارب.
ولا بد لي أن أنتهز هذه المناسبة، لأحيي القوى الأمنية لسهرها ورعايتها لقطع دابر الإرهاب في لبنان. كما أنتهزها فرصة لأعزي بشهداء التفجير في برج البراجنة متمنيا الشفاء العاجل للجرحى والرحمة للشهداء الأبرياء"، داعيا الحكومة "للاسراع في التعويض على الخسائر لا سيما في هذه الظروف القاسية".

واردف: "كان لا بد لي، من هذا الاستهلال في ذكرى الاستقلال، لأؤكد أن روح رجالات الاستقلال الكبار، كالرئيس عادل عسيران ورفاقه، لا زالت حية تنبض في العروق، حيث تجلى الوطن في واحدة من أبهى مظاهر الوحدة الوطنية، تلك التي تمسك بها عادل عسيران، حتى آخر لحظة في حياته، وكانت على رأس وصاياه لي ولمحبيه.
فالوحدة الوطنية أيها السادة، هي رأسمالنا الذي لا ينفذ، وهي الكنز الثمين الذي يغنينا عن الآخرين، وهي البلسم لكل دائنا.
وبهذه المناسبة لا بد لي من التنويه بالحوار الذي دعا إليه دولة الرئيس نبيه بري حيث أعيد الى الوطن جوهر وجوده القائم على التواصل والتعاضد والتعاون. فبالحوار بين أبناء الشعوب، مقاومة للفتنة، وهنا تكمن قوة الأوطان.
أما الوحدة الوطنية والحوار، فهما توأمان لا ينفصلان، حيث التحدي الأكبر في الولوج من زواريب المناطق والطوائف الى رحاب وطن العدالة والقانون".

واضاف: "إن لبنان أيها السادة، وكما قال الرئيس عادل عسيران ذات مرة، بلد الحضارة والإشعاع، ولا ينبغي لأية غمامة أن تحجب نور حضارته أبدا. فالشعب الذي قاوم طيلة خمسة وأربعين عاما، يمكنه اليوم، وبوحدة الكلمة والرؤية، تخطي جميع العوائق.
فتعالوا أيها السادة، نعيد سيرة رجال الاستقلال الأوائل، نتوحد مسلمين ومسيحيين، ومن أربع جهات لبنان، لنحصن وحدتنا الوطنية، ونعيد للوطن بهاءه ودوره الطليعي في جمع العرب من أجل إقليم أكثر أمانا وسلاما.
ويعز علي في هذه المناسبة، أن أرى العرب، بدل أن يقاوموا العدو الأكبر إسرائيل، يتلهون في نزاعاتهم، وخراب بلدانهم، بينما العدو بات ينعم بالراحة والتفرغ لتخريب أوطاننا بلدا بلدا".

وختم عسيران: "ان رسالة رجال الاستقلال الأوائل واضحة لا لبس فيها، وهي: معا يدا واحدة من كل الطوائف والمذاهب والمناطق، لرفعة الوطن وأهله وسلامه الأهلي في مقاومة كل عدوان. شكرا لكم جميعا، والشكر أيضا لممثل الرؤساء، ولكافة الشخصيات الرسمية والأهلية متمنيا التوفيق للاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية".

كما، والقى كل من الاب نصير متى كلمة تناول فيها معاني الاستقلال وتوقف عند دور رجالاته في بناء دولة لبنان الكبير كما والقى الشاعر عماد حمزة قصيدة من وحي الاستقلال.

كما وتم وضع اكاليل من الزهر على الضريح باسم عائلة عسيران وباسم التيارات والاحزاب السياسية ومن بينها اكليل باسم رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائب بهية الحريري الذي حضر ممثلا عنها نزار الرواس.