×

ظاهرة التسول في صيدا ..انتشار مرعب ومتنامي بقلم فؤاد الصلح

التصنيف: سياسة

2016-10-17  03:53 م  701

 

لأنها تطورت وتنامت وانتشرت بشكل فاق الطبيعي، كثيرون كتبوا عنها وهناك من وضع الحلول وحدد الأماني ورسم الأحلام ونحن نعيش ونشهدها إطلالة كل صباح.
إنها ظاهرة التسول التي تنتشر في كل مدينة وقرية وتغزو كل شارع وتقاطع، فما هي طبيعة هذه الظاهرة؟ وما هي دوافعها وأسبابها؟
المتسول هو كل إنسان يمد يده ليستعطي أو يطلب صدقة من الناس في الطريق والأماكن العامة، أو بطرق أبواب المنازل سليماً كان أو يعاني من إعاقة خلقية، أو لطفل يتمدد على الرصيف في حضن أمه. إنهم يستطونون الأرض وينتشرون عند الإشارات الكهربائية، ويحتلون أبواب المجمعات التجارية والمساجد والمدافن والمدارس العامة، وينتهزون المناسبات الدينية والأعياد، بخاصة شهر رمضان المبارك الذي يعتبرونه شهراً للصدقات والزكاة.
وظاهرة التسول يمتهنها الكبار والصغار، والأصحاء والمرضى ويستدرون عطف الناس بأدعية وردات دينية حفظوها عن ظهر قلب. 
وهناك أنواع من المتسولين: 
-    المتسول الغبي.
-    المبدع.
-    الشاطر.
-    الباكي.
-    الصامد.
-    المبتسم.
-    النائم على الرصيف.
-    الرومانسي.
وهناك من جعل المتسولين ثلاثة أنواع: 
-    متسول محترف
-    متسول فقير صاحب عاهة
-    متسول للضرورة، وهو الذي يعاني من الفقر الشديد أو يعاني من أمراض مستعصية.
هذا وقد أشار بعض الباحثين إلى تعدد أسباب نشوء هذه الظاهرة، فرأوا أنها تعود بشكل أساسي إلى الفقر والبطالة والجهل، وعدم توفر الرعاية الصحية اللازمة وانعدام الكفاءة التعليمية وتدني ثقافة الأسرة وتفككها، وعدم توفر فرص العمل والحروب والكوارث ..
إذاً للتسول أسباب عديدة لا يمكن حصرها، ولكن الغاية واحدة وهي جمع المال.
وحول هذه الظاهرة المستشرية كتبت مقالات عدة منها:
-    التسول من الظواهر المسيئة للوجه الحضاري للمدينة.
-    للتسول أساليب مختلفة حسب براعة المتسول والشحاذ نفسه.
-    إنهم مجرد أطفال أبرياء وضحايا رمى بهم القدر في أرصفة الناس وهوامش الحياة.
-    جموع المتسولين تجتاح المدينة، والبطالة باب كبير للتسول.
-    ظاهرة التسول في صيدا ... أعداد متزايدة وعدم وجود جهود المكافحة.
-    ظاهرة التسول من الظواهر السلبية التي ابتليتبها المجتمعات البشرية.
تقدر الأمم المتحدة أعداد الأطفال المشردين (ما دون الثامنة عشرة) نحو 150 مليون طفل في العالم. ويعد عدد المتسولين في لبنان بين 1500 و 3000 متسول حسب لقاء الوزير الصايغ ووزير العدل إبراهيم نجار في 7/7/2010 (ومن المرجح أن يكون العدد قد تزايد كثيراً خلال هذه المرحلة).
ونشير إلى أن التسول دفع إلى تأسيس جمعية جامع البحر في صيدا عام 1964. وكان من أهم أهدافها محاربة الفقر ومكافحة التسول وملاحقة المتسولين الذين كانوا ينتشرون في المدينة. ومع كل إنجازاتها المهمة نراها أمام هذا المشروع مشلولة، ونحن بدورنا لا نطالب بالقبض على المتسولين وزجهم بالسجون، بل نحن نطالب بإنشاء مراكز لدرس أوضاعهم وأحوالهم وإيجاد عمل لمن يستحق أو تحويله إلى مركز تأهيل اجتماعي.
ولمعالجة هذه القضية يجب اتباع خمس سياسات:
1-    تجفيف منابع التسول.
2-    تأهيل المتسولين.
3-    تشديد العقوبات.
4-    حملات توعية.
5-    توفير فرص عمل.
 
والمادة 716  تعاقب كل من يدفع بقاصر إلى التسول. والمادة 422 قانون حماية الأحداث.
قرارات كثيرة واتفاقات أكثر ولكن لا يعمل بها مع الأمم المتحدة.
 
وأخيراً ، هل تنفذ الجمعيات العقد المبرم بينها وبين وزارة العمل والشؤون الاجتماعية؟
إن محاربة لتسول مسؤولية مشتركة بين القطاع الحكومي والمؤسسات الأهلية والبلدية. وليكن هناك متابعة جدية للقضاء على هذه الظاهرة  الاجتماعية السلبية.
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا