×

رائد شرف الدين ضيف النارنج في جمعية جامع البحر الخيرية – صيدا:

التصنيف: إقتصاد

2016-11-19  09:06 م  560

 

اعتبر النائب الاول لحاكم مصرف لبنان رائد شرف الدين انه لم يمر على لبنان كقطاع نقدي مرحلة ثبات وقوة كما نشهد اليوم . مطمئنا الى" ان مصارفنا لم تكن يوما بهذه القوة التي عليها اليوموالتي هي مستعدة لأن تجابه اية تشريعات عالمية واي ضغوطات محلية".
كلام شرف الدين جاء خلال لقاء حواري بعنوان " المسنون معمرون .. نحو التجسير البنّاء مع الذاكرة " نظمته لجنة النارنج في جمعية جامع البحر الخيرية في واحة السلام في صيدا وذلك في اطار  انشطة "مشروع النارنج" الاجتماعي التفاعلي بين الأجيال الذي اطلقته الجمعية قبل سنوات وتستضيف خلاله شخصيات مرت على مدينة صيدا وتركت بصمة او اثرا ايجابيا في مجال من المجالات في الحقل العام او في ذاكرة المدينة للاضاءة على تجاربهم ووضعها في متناول الشباب والأجيال الجديدة .
تقدم حضور اللقاء: النائبان علي عسيران وميشال موسى ، ممثل الرئيس فؤاد السنيورة طارق بعاصيري ، ممثل النائب بهية الحريري رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها ، امين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد، ممثل قائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد سمير شحادة العقيد حسين عسيران ، نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب عمر دندشلي وعدد من اعضاء مجلس بلدية صيدا وشخصيات اقتصادية ومصرفية ورؤساء وممثلو جمعيات ومؤسسات اهلية .وكان في استقبالهم أسرة جمعية جامع البحر الخيرية ولجنة مشروع النارنج ..
القطب
استهل اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني ، ثم تحدث رئيس الجمعية الحاج محمد طه القطب فرحب بشرف الدين وقال:نحن اليوم في هذه المؤسسة، نعتزّ ونفتخر بوجودك بيننا أيها الأخ العزيز، والوقوف إلى جانبنا في النضال في دعم هذه المبادرة الخلاّقة والرؤى الطموحة المستقبلية والضرورية، ألا وهي قضية كبار السن (المسنون) المتقاعدون. ولفت القطب الى ان مشروع "النارنج" يحمل أفكاراً ورؤى متطورة تهدف إلى ضخّ مزيد من السعادة والإستقرار لأحبائنا من الشريحة المعمّرة، والإستفادة من خبراتهم في تنمية وتطوير مجتمعاتهم بوصفهم خزانات خبرة (منسيّة)، مستعرضا بعض المؤشرات الإحصائية التي تؤكد أن أعداد المتقاعدين ستبلغ في المنطقة العربية في العام 2025 نحو 25 % من تعداد سكانها، وراى انه مع تلك النسبة العالية تبدو مجتمعاتنا مهددة بكثير من الظواهر بل والأمراض المجتمعية والصحية إذا بقي مستقبل المتقاعدين مرهوناً بالمقاهي، أو بجلسات قتل الوقت بلا فائدة، بل تتعاظم الآثار الناجمة عن إهمال المتقاعدين في ضوء كمّ الخبرات الكبرى التي حصّلها المتقاعد عبر سنوات عمله في شتى مجالات الحياة، من غير المقبول إهمالها أو التفريط بها.
السروجي
بعد ذلك قدم مقرر لجنة الود والتواصل في مشروع النارنج محمود السروجي  شرف الدين بكلمة استهلها بعرض الهدف من مشروع " النارنج" وهو" اضفاء ألوان الحياة الجميلة على شجرة خريف العمر الهارب ، ومنح الدفء والرعاية والحب لشريحة المسنين الذين قد يعانون من صقيع الأيام القاسية وهم ينتظرون على قارعة التاريخ والنسيان، وبناء جسور التواصل والإتصال بين شرائح المعمّرين والذين يزخرون بمخزون إنساني رائع من جهة، وأجيال صاعدة هي بمسيس الحاجة لخبرة وكفاءة وعطاء هؤلاء المعمّرين من جهة أخرى". ثم انتقل الى استعراض مسيرة شرف الدين "صاحب اختصاص في عالم المال والمصارف والاقتصاد، وله في هذا العالم مواقع ومناصب شتى، وصاحب الاهتمام بقضايا التنمية والمجتمع المدني والمشاركة. 
شرف الدين
وتحدث شرف الدين مستهلا كلمته باستعادة بعض من ذكرياته في صيدا طالبا على مقاعد ثانوية المقاصد ولاحقا مديرا اقليميا لبنك بيبلوس في منطقة الجنوب وما تختزنه ذاكرته من المدينة وعنها وما يجمعه بها من صداقات شخصية وعائلية ومهنية . لينتقل بعدها الى الحديث عن المشهد السكاني اللبناني حاضرا ومستقبلا ، وقضايا التنمية البشرية والعدالة المجتمعية التي اعتبر انها تواجه أفقا قاتما رغم عشرات المشاريع والمبادرات ورغم توافر النوايات الحسنة. وقال ان "مرد الإخفاق قد يكون في المنهجيات المتبعة إذ غالبا ما يكتفي المخططون بتشخيص القضايا من زاوية معينة ويغفلون بقية الزوايا، أو تقتصر مشاوراتهم على فئة بعينها دون التطرق إلى بقيةالفئات أو إلى كل أصحاب المصلحة المتأثرون إيجابا أو سلبا. ومن الفئات التي نغفلها عادة النساء والأطفالوالمسنون والمهاجرون والنازحون. التضمين أو التضمينية هي الكلمة المفتاحية في قضايا التنمية والعدالة، أي أن يتضمن المشروع مصالح كل الفئات، ويشارك جميع المعنيين في تخطيطه وتنفيذه، وأن ينظر إليه من كل الزوايا ".
وتناول عنوان اللقاء " المسنون معمرون: نحو التجسير الإيجابي مع الذاكرة" وفكرة الإعمار وفكرة التجسير والتصالح مع الذاكرة، فشدد على ضرورة عدم الاكتفاء بمخزون الذاكرة من الأحداث والوقائع بل يجب أن نستنقذها قبل أن تذهب بذهاب من يتذكرون"؛ قاصدا بذلك  "ثروة الكبار من المعرفة والعلاقات والحكمة والخبرة".  وراى ان التجسير يشير إلى الوصل بين عالمين أو جيلين أو منطقين.
وبعد استفاضة في مقاربة موضوع رعاية كبار السن في لبنان انطلاقا من الواقع وصولا الى ما هو مطلوب على صعيد سياسات الدولة الاجتماعية تجاه هذه الشريحة وضرورة دعم المجتمع المدني في هذا السياق . اجاب شرف الدين على مداخلات واسئلة الحضور ومن بينها ما يتعلق بالوضع المالي للبنان فقال في هذا المجال ان المصرف المركزي معني بأن يحافظ على الليرة واستقرارها بينما الدين والعجز والمديونية لها علاقة بوزارة المالية . وقال: عملنا يتعلق بالسياسة النقدية ، نحن مسؤوليتنا ان نحافظ على الليرة وان نحافظ على مستويات التضخم المناسبة للحفاظ على ثبات وقيمة الليرة ، ومسؤوليتنا ان نحافظ على قطاع مصرفي سليم يشكل ضمانة للإستمرارية وليستطيع ان يساعد المجتمع في النهوض .
وطمأن شرف الدين الى اننا في المرحلة الحالية بما يتعلق بالمصرف المركزي وبالليرة وبقطاع النقد كقطاع مصرفي لم يمر على لبنان تاريخيا مرحلة ثبات وقوة كما نشهد اليوم . وقال: لم تكن مصارفنا يوما بهذه القوة التي هي عليها اليوم والتي هي مستعدة لأن تجابه اية تشريعات عالمية واي ضغوطات محلية، ولم يمر يوما على المصرف المركزي الذي كان لديه فيه هذا القدر من الااحتياطي . لأول مرة الاحتياطي في المصرف المركزي يصل الى حوالي 41 مليار دولار ونحن كل حجم اقتصادنا 50 الى 52 مليار دولار .
وتوقف عند دور المصارف فقال: ان وجود المصارف القوية يكون داعما اساسيا للدولة ، لأنه للأسف هناك استدانة كبيرة ، اي بمقابل الاقتصاد الذي حجمه 52 مليار دولار لدينا المديونية تفوق الـ72 مليار دولار والعجز يكون حوالي 9% . والخوف هو من العجز وليس من الدين . كل منا لديه دين ولديه راتب، وطالما راتبه يغطي لا مشكلة ، لكن عندما يكون لديه دائما عجز، هنا يقع الاشكال . والمشكلة بالنسبة لأي بلد ليست في ان يكون لديه دين وانما المشكلة في العجز . من هذا المنطلق يجب ان تكون هناك معالجات ثانية ، فعندما يحكى عن المديونية العامة هذا موضوع آخر ليس له علاقة بالمصرف المركزي .
واضاف: من جهتنا نحن ماذا فعلنا؟ .. نحن استطعنا عن طريق ابتكار هندسات مالية متقدمة ان نخفض كلفة استدانة الدولة من 6.74% الى 5% . وهذا يعتبر انجازا . فبذلك نستطيع ان نساعد لأن هناك مصداقية للمصرف المركزي وقوة للمصارف قادرة من خلال هذه الهندسات والابتكارات الالية ان تخفف.. لكن غير ذلك بالنتيجة المسؤولية مسؤولية الدولة ومسؤولية وزارة المالية ومسؤولية الحكومة مجتمعة .
موسى
وكانت مداخلة للنائب ميشال موسى حول موضوع التقديمات الاجتماعية وضمان الشيخوخة فاعتبر موسى اننا بحاجة لأن ننتقل من دولة الشفقة والرعاية الى دولة العمل والانتاج . وقال: يفترض العمل من اجل اقرار ضمان الشيخوخة الذي يتوجه لمن خدم مجتمعه ودولته طيلة فترة حياته وبعد الـ64 سنة بثلاثة اشهر يكون بلا ضمان صحي ولا معاش تقاعدي لائق..
 واعتبر موسى انه لا توجد سياسات عامة في البلد بل هناك سياسات متعددة لكل سياسته الخاصة المصلحية الآنية والمؤقتة التي تنسف عمل ما قبله ولا يتم العمل على اساس الاستمرارية  ، كما اشار الى ان هناك امور لا يستطيع وضعها وزير لوحده وانما تحتاج لتكاتف الجميع.
وفي الختام قدم القطب بمشاركة السروجي درعا تكريمية الى شرف الدين عربون تقدير بإسم جمعية جامع البحر ومشروع النارنج.


 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا