×

فيروز ... تحية في عيدها

التصنيف: ثقافة

2016-11-21  08:21 م  397

 

بقلم خليل إبراهيم المتبولي 
... فيروز ، الملكة التي بالغار متوّج زمنها أصبحت في الواحد والثمانين من عمرها ، هذا العمر الذي يليق بها كثيراً من أيام فخر الدين ، والتي أصبحت اليوم جارة الوادي تحمل بيدها الليل والقنديل و تطلّ على قمر مشغرة تنتظر بيّاع الخواتم لتقول له إنّ لولو ركبت من المحطة في سيارة ميس الريم واتجهت إلى جبال الصوان تبحث عن بترا وبنت الحارس ...
... فيروز ... ظاهرة إستثنائية بوجودها وتألّقها ولمعانها في الطرب والأداء المتميز في الغناء والتمثيل ، منذ صغرها تعشق الغناء ، إلا أنّ أسرتها لم تكن تستطيع شراء جهاز راديو فكانت تجلس إلى شباك بيتها لتسمع صوته السحري قادمًا من بعيد حاملا أصوات أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، و أسمهان، وليلى مراد ... اكتشفها الملحن محمد فليفل أيام المدرسة وأقنع والدها بالإلتحاق بالمعهد الموسيقي والغناء في الإذاعة الوطنية اللبنانية وكان هذا حلمها ومبتغاها ... 
غنّت في الإذاعة العديد من الأغاني الوطنية من تلحين الأخوين فليلفل ، وكان لحليم الرومي دور في تلحين أغانٍ عديدة لها ، فلفتت نظر الأخوين رحباني ، مما جعلهما يطلبان منها الإنضمام إليهما لتكون هي الصوت الذي يصدح بكلماتهما وألحانهما ، وتزوجت من أحد الأخوين وهو عاصي الرحباني ،  وكانت تركيبة الأخوين رحباني والصوت الفيروزي ، وأصبحت فيروز ظاهرة فنية متألّقة تعبّر عن نفسها وعن موسيقى الرحابنة التي أحدثت ثورة في عالم الموسيقى والتي كانت شديدة الغرابة والتجدّد والتفرّد ... 
كان لصوت فيروز إرتجالُ زخارفٍ تنسّقه وتحسنه لتعبّر به عن ذاتها ، وتضيف إبداعها وخبراتها على اللّحن ، إنّ الزخارف في صوتها مثّلت قيمة جمالية أصيلة على كلمات وألحان الرحابنة ، فهي ليست زخارف خارجية تقتحم اللّحن ، بل أصبحت جزءاً حيوياً من الفكر الرحباني اللحني ، والتي أضفت هذه الزخارف على موسيقاهم صفات خاصة أضحت من المميزات الفنيّة البارزة لديهم ... 
كذلك استفاد زياد الرحباني الإبن من الزخارف الفيروزية وذلك بتقديمه ألحان مميزة إلى  فيروز باكتشافه لحساسيات جديدة في صوتها وأدائها ، والتي أظهرت ملامح حساسية كاملة في ألحان زياد الفيروزية ، من     أسطوانة "معرفتي فيك" التي تميّز فيها لحن "خليك بالبيت" ولحن " زعلي طوّل " و " وحدن" إلى "كيفك إنت " ... وبعد رحيل عاصي الرحباني الزوج حاول زياد الإبن إنزال فيروز عن عرشها الكلاسيكي إلى عالم ألحانه الساخرة وروحه الغنائية الساخرة ، فخاض مغامرة من خلال أسطوانة " مش كاين هيك تكون" التي وقف عندها الكثير من النقاد ما بين مؤيد ومعارض ... 
قبل الوقت وقبل الحب ننتظر فيروز صباحاً ومساء لنسكر من صوتها الساحر ونعيش معها هموم الحب وشغف العيش في الوطن ... 
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا