×

10 نصائح لحياة زوجية سعيدة

التصنيف: نسوان

2017-01-07  09:45 م  904

 

إعداد/ الشيخ جمال الدين شبيب
يشكو كثير من الأزواج ذهاب المشاعر الإيجابية بينه وبين زوجته، وبأن الرتابة والنمطية أصبحت هي السائدة بينهما حتى إنهما صارا كموظفين في منزل واحد! وأن الاهتمام الذي كان يملأ حياتهما في بداياتها بدأ يفتر لتتحول الحياة إلى قاتل بدل أن يتضاعف هذا الاهتمام ليتجلى في مظاهر مختلفة تعبر للشريك عن مدى الحب والمدة التي تجمعه بشريكه وتزين حياتهما..
وقد أكثر الكتاب والباحثون والحكماء في الكلام حول أسباب إقامة السعادة الزوجية وغالبها مناسب وصحيح، لكن قد يكون بعضها خياليًا وبعضها يصعب تطبيقه، وتلكم عشر وصفات سهلة مؤثرة لعودة الدفء والمودة في العلاقة بين الأزواج بعد فتورها مستقاة من ديننا الحنيف والخبرات المعاشة بين الناس.
أولاً: المشاركة في الأعمال:
هذه الأعمال التي أقصدها، هي اهتمامات يمكن أن يستجدها الزوجان أو أن يبثها بعضهما في بعض، ومن أهم تلك الأعمال المشاركة في العبادات، فالنبي صلى الله عليه وسلم يعطينا نموذجًا مختصرًا في حديثه في صحيح مسلم بقوله: «رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ أمرأته». ويمكن تطبيق ذلك في قراءة القرآن وصلاة الليل والصدقة وغيرها من الصالحات، كذلك يمكن المشاركة في أعمال أخرى كالاهتمام بالقراءة، أو المشاركة في بعض الأعمال المنزلية كإعداد الوجبات في بعض الأحيان وإشعار الشريك بمدى الاهتمام والتقدير لما يقوم به من إنجاز ولو كان يدخل في باب الواجبات ..
ثانيًا: التعبير اللفظي عن المودة:
يمكن التعبير عن المودة باختيار الكلام الحسن منهما لبعض، والتعبير عن المحاسن، وشكر الأفعال، والابتسام في الوجه، والشكر في العمل الذي يؤديه الآخر، بل في التعبير المباشر عن المحبة والمودة بين الحين والآخر، ولئن جف التواصل بينهما يمكن الاستعاضة عن ذلك برسائل المودة وهي كثيرة في عالم التواصل الاجتماعي الواسع.فالزوج ليس مجرد آلة لسحب النقود والزوجة ليست مجرد طباخة ماهرة أو مربية للأولاد. بل كل من الشريكين هو إنسان ابتداء له أحاسيس ومشاعر ينبغي مراعاتها وتغذيتها على الدوام.
ثالثًا: الإعلان عن الثقة:
فإشعار كل طرف الآخر بثقته فيه يديم المودة والمحبة، في حين أن دوام الشك وكثرة وضع القيود، وطول الغيرة بلا سبب واضح ولا داع ظاهر يصنع الكره ويؤدي للضغوط بلا مبرر، الزوجة تحتاج الإشعار بالثقة في خلقها وأمانتها التي كانت تستشعرها في بيت أبيها، والزوج يحتاج الإشعار بالثقة في دينه وأمانته.والمحافظة على الشريك تكون باستيعابه وتتبع مواطن الخلل وتداركها بإصلاحها قبل فوات الأوان ولا تكون بإلقاء التهم جزافاً والتهرب من المسؤوليات.يجب أن يشعر الشريك بالثقة والأمان من خلال إظهار حرص الزوجة على تعبه وماله وإسعاده بكل ما أمكنها  من قدرة وإظهار حرص الزوج على احتواء زوجته وإشعارها بالأمان وتجنب إثارة غيرتها ولو من باب المزاح والعبث ..
رابعًا: تبادل الأحاديث:
إن مجرد تبادل الأحاديث اليومية بصورة منتظمة وبشكل هادئ، يحكي فيه الطرفان عما يريدانه وما يجول في خاطرهما. هذه المكاشفة بين الزوجين تعتبر ضرورية وخطوة أساسية نحو بناء المودة والثقة وحل المشكلات العالقة ، وقد جاء في صحيح البخاري: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعدما يصلي العشاء ويدخل بيته يحادث أهله، ولطالما نقلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أحاديث طويلة دارت بينها وبين النبي صلى الله عليه وسلم على ما كان فيه من الهموم والاهتمامات. 
إن الصمت بين الزوجين داء ينبغي علاجه، وإن المرأة لتحتاج أن تحكي والزوج يحتاج أن يسمع كثيرًا، لكن أيضا لا بد أن تستشعر المرأة أنها موضع ثقة زوجها بحديثه عن حاله وما مر به من شئون، فتشعر بمشاركته وتطمئن له ويهدأ بالها مهما بَعُدَ عنها أو طَال بُعده.والزوج كذلك بحاجة لأن يشعر باهتمام زوجته به وتسريتها عنه وتخفيفها من أثقاله بحسن كلامها وتدبيرها.
خامسًا: التقدير والاحترام المتبادلين:
كل واحد من الزوجين ينبغي عليه تقدير جهود الآخر، وبذله وعطاءه، وتقديم الشكر له على ذلك باللسان وبالعمل، والاحترام قيمة لو فُقِدَت بين الزوجين فقد هدم البيت، ومنبع الاحترام هو التقدير والعدل في النظرة للطرف الآخر والصدق مع النفس أثناء تقييمه والنظر لدوره في حياته وأثره في مسيرته، وهذا التقدير والاحترام يؤديان للمودة والعطف، وهذا يظهر في نظرة العين وقبضة اليد، والبسمة الحنون واللمسة الحانية والاعتراف الصادق بالقيمة في القلب والوجدان.وأسوأ ما يمكن أن يتعرض له زوج أن يشعر ولو للحظة بالتهميش أو قلة الاهتمام أو أنه مجرد آلة لوظيفة محددة وليس إنساناً له قلب ومشاعر وأحاسيس..
سادسًا: تقديم الواجب قبل السؤال عن الحق:
نعم لكل من الزوجين حقوق، ولكن يجب أن يسأل كل واحد من الزوجين عن واجباته قبل أن يطلب حقوقه، فحقه مرتبط بأدائه لواجبه ، وتأدية الواجبات دافع أكيد لنيل الحقوق، والواجبات ليست عملا وجهدًا وسلوكًا وفقط، لكن الواجبات المعنوية والمشاعر الإنسانية واجب أيضًا على كل منهما، ومهما بلغ العمل المادي فلن يبلغ وحده القلب حتى يزينه صاحبه بمودة قلبية وتعاطف معنوي صادق.وربما كان اهتمام كل من الزوجين بالآخر وتقديمه له ما يحب كما يحب ومفاجأته بما يحبه ويسعده مفتاحاً أساسياً يمكنه فك وفتح كل الشيفرات والأبواب الموصدة..
سابعًا: الرضا والقناعة:
إن أسعد البيوت لبيت تملؤه القناعة، قناعة من كل طرف بزوجه، ورضاه به، ونظرة لمحاسنه، وغض طرفه عن مساوئه ونواقصه، وقناعة بسعة الحياة التي يعيشها. إن السبب الأول لفساد البيوت وفشل الزيجات هو عدم الرضا، وعدم القناعة، وبطر النعم، وكفران العشير طلب المزيد. وعدم استشعار عظيم النعم التي يتقلب بها وعدم إظهار الشكر والامتنان والتقدير للنعمة وحمد الله عليها وشكر المنعم فهذا مؤذن بزوالها وفقدها..
والقناعة مسألة داخلية تنبع من القلب لابد أن يتحلى بها كل مؤمن يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس» (مسلم: 1051).
وكما قال الشاعر: إذا كنت ذا قلبٍ قنوعٍ # فأنت ومالك الدنيا سواءُ
ثامنًا: الإيمان هو الرابط الأساس بين الزوجين:
إن الرابط الحقيقي الذي يجمع الزوجين المتحابين السعيدين هو الإيمان بالله والعيش في هذه الحياة لإرضاء الله سبحانه، يجمعهما كسب الحسنات، ويظللهما ذكر الله سبحانه والأعمال الصالحة، وينهي مشكلاتهما حكم الله في المواقف، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فالزوجة الصالحة إعانة على شطر الدين، وهي خير متاع الدنيا، فهي غاضة للبصر، حافظة للعرض ساترة للعيب، معينة على الطاعة، والزوج الصالح حافظ للأمانة، مؤد للمسئولية مرب صالح، ومؤمن صادق وبيتهم مدرسة إيمانية للأبناء تملؤها البركة والنورانية وتربية الأولاد على الآداب القرآنية والقيم الإيمانية.ومهمة الأم كبيرة في هذا المجال لوجودها مع الأبناء أكثر مما يوجد الرجل المنشغل بالعمل وتحصيل الرزق.
تاسعًا: العفو والغفران:
ما أسعد أصحاب القلوب الطاهرة القادرة على العفو والصفح، وما أسعد الزوجين عندما يحمل كل منهما قلبًا عفوًا غافرًا مثل ذلك القلب، إن أحداثًا كثيرة تحدث في مسيرة الحياة الزوجية، ولئن وقف الزوجان عند كل حادث وقام العتاب والغضب والحزن والألم مقام العفو والصفح والنسيان، فلن تستمر الحياة هانئة أبدًا، بل ستتعثر وربما تقف وتتعرض لفرقة وشقاق، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا أحب منها آخر» (مسلم: 1469)، ويفرك يعني: يفارق.لبد من تصفية النفوس واحتساب الأجر من الله وتصحيح الخلل إن وجد والابتعاد عن كل ما يكدر صفو العلاقة بين الزوجين.
عاشرًا: العلاقة الخاصة:
تقوم العلاقة الخاصة بين الزوجين بدور إيجابي عندما يجمع الزوجين المودة والمحبة، ولا تؤدي تلك العلاقة دورها أبدًا في المودة إن كانت تؤدى أداءً وظيفيًا جافًا، فكلا الزوجين يحتاج إلى الإحساس بالرفق والرحمة والمحبة لذاته لا لمجرد أداء وظيفة علاقية أو تحصيل غاية.
 إن الله سبحانه وتعالى جعل تلك العلاقة منشئة للمحبة ومبدئة لها كما كل الخطوات السابقة، والطرف الذكي هو الذي ينتفع منها في إنشاء تلك الروح الخفيفة اللطيفة الشيقة في البيت، وإن مراعاة الحقوق في تلك العلاقة لازم آخر وانتظامها ولو تباعدت مهم من المهمات، وفي اختيار نوع العطر دروس يمكن أن يعلمها لنا الأزواج المحبون.
وختاماً أقول:  إن القلوب الطاهرة القادرة على العفو والصفح، هي القلوب السعيدة وما أسعد الزوجين عندما يحمل كل منهما قلبًا عفوًا غافرًا مثل ذلك القلب. وعلى الإنسان أن يتراجع إذا أخطأ وأن لا يخوض في جدل عقيم لا يؤدي إلأ إلى نتائج سيئة.
ولابد من معالجة موضع الخلل وتجنبه وعدم تكراره لأن معظم النار من مستصغر الشرر كما قالوا.. ولئن وقف الزوجان عند كل حادث وقام العتاب والغضب والحزن والألم دون معالجة الخلل والخطأ مقام العفو والصفح والنسيان، فلن تستمر الحياة هانئة أبدًا.بل ستتعثر وربما تقف وتتعرض لفرقة وشقاق، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا أحب منها آخر». حفظ الله كل زوجين صالحين وجمع بينهما في خير
 
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا