مقاصد صيدا ... وثورة تفعيل عقاراتها  بقلم فؤاد الصلح

منذ العام 1879 أي منذ أكثر من مئة وسبعة وثلاثين عاماً، ابتدأت مسيرة المقاصد. وراحت تجسد رسالتها الإسلامية والخيرية والوطنية  بنزعتها الاستقلالية مقدمة العلم والمعرفة لأبناء مدينة صيدا مجاناً أو برسوم زهيدة. وكان ذلك بمساهمات مشكورة من أبناء مدينة صيدا وعائلاتها المرتاحين مادياً. وكان لهم فيها مآثر لا يمكن أن تمحى من ذاكرة الصيداويين مدى الأجيال.
هذا ومنذ عدة عقود تشكلت لجان عديدة لتفعيل الوضع المالي في جمعية المقاصد وتحريك عقاراتها المنتشرة في أماكن كثيرة من المدينة واستغلالها لتأمين السيولة اللازمة لتطويرها وتفعيلها. وكنا نطرح السؤال الذي يراودنا دوماً: أين مشاريعكم التنموية والتطويرية؟ أين مواقفكم الإيجابية؟ أين طموحاتكم التي تنطلقون منها؟ لذلك، ولزيادة الإيضاح لا بد من البحث في عقارات المقاصد المنتشرة في أنحاء المدينة والتي تبلغ قيمتها ما يفوق 160 مليون دولار، والتي تنتظر الأيادي الكريمة والمعطاء التي بمقدورها تحريك هذه العقارات وتطويرها لما فيه منفعة لجمعية المقاصد بدلاً من تجميدها كما حصل في روضة المقاصد التي أقفلت منذ 16 عاماً.
-    أولاً: سؤالنا
لماذا لم يقم القيمون على المقاصد ومنذ سنوات طويلة بجمع التبرعات أسوة بباقي الجمعيات التي حصلت على ملايين الدولارات، فيجري استغلالها في تفعيل العقارات وحل العجز المالي الذي تعاني منه المقاصد.
-    ثانياً
بعد وصول المهندس يوسف النقيب إلى رئاسة الجمعية والفريق المساعد له بدأت انطلاقة عمرانية واضحة تمثلت بوضع الخطط لمشاريع تنموية للجمعية.
ولكن يبدو أننا نواجه وعوداً زائفة بتأمين المبلغ المطلوب والتبرع لبدء الاستثمار مثلما وعد مرجع حكومي بتأمين المبلغ المطلوب ليعتذر بعد ذلك وكالعادة ... ما دفع الرئيس النقيب إلى دعوة الهيئة العامة لجمعية المقاصد بتاريخ 9/10/2016 لتتخد بالأكثرية المطلقة قرارات جريئة ولأول مرة تقرر فيها بناء ثلاثة طوابق في أرض مدرسة عائشة "الشمعون" وإعطاء الحرية المطلقة لتنفيذ هذا المشروع الذي بدأ العمل فيه الآن على العقار 12.
وقد حصلت المقاصد لتنفيذ هذا المشروع على دعم مهم من الحاج يوسف البساط وهو دائما أول المندفعين والمساهمين وكذلك من مؤسسة الجبيلي. ولإكمال المشروع هناك اقتراحان: إما قرض من البنوك، أو تأمينه من بعض الشخصيات الصيداوية "قروض بدون فوائد".
-    ثالثاً
إطلاق وتنفيذ مشروع الطاقة الشمسية لمدرستي الدوحة وعائشة.
-    رابعاً
البدء بتوسعة مدرسة عائشة على العقار 418 ومساحته 7218 متراً مربعاً.  وقد نشأ خلاف حاد بين المقاصد والأوقاف بعد محاولة المقاصد استبدال الأرض الموقوفة للتعليم ملك الأوقاف والملاصقة لمدرسة عائشة بعقار آخر.
-    خامساً
دراسة وتفعيل عقار مجدليون (عقار 333 – 334 مساحته 99193 متراً مربعاً).
والعقار المهمل مقابل الملعب البلدي عند المدخل الشمالي لمدينة صيدا مساحته 6715 متر مربع.
-    سادساً
المشروع المنوي إنشاؤه وتنفيذه في منطقة عين الدلب العقارية "معهد مهني وتقني عالي"  ومساحته 20000 متر مربع.

وفي ختام هذه المقالة المقاصدية نذكر أن جمعية المقاصد الإسلامية في صيدا تمتلك مدارس عدة هي:
1-    ثانوية المقاصد – "ضهر المير، صيدا القديمة، تأسست عام 1880".
ويجري الآن ترميم وتأهيل مبنى روضة المقاصد وجعله مركزاً لتأهيل وتدريب المعلمين.
2-    دوحة المقاصد – حي الفواخير – الدكرمان، مساحتها 6602 متر مربع.
3-    ثانوية حسام الدين الحريري – تأسست عام 1995 – 1996 في الشرحبيل.
4-    مدرسة عائشة أم المؤمنين – تأسست عام 1943 ، داخل صيدا القديمة – حي الشارع. انتقلت إلى منطقة الشمعون عام 1962 عقار رقم 12، وضمت مدرسة فيصل إلى مدرسة عائشة. وعام 1982 نقلت إلى مبناها الجديد "بركة غزالة – الدكرمان".
وجعلتها المقاصد مجانية لتجسد الصفة الخيرية ويصل عدد طلابها إلى 1050 تلميذاً.
5-    في 26 تشرين الأول 1997 أقرت جمعية المقاصد إجراء عقد إيجار حر للبناءين 10 و 11 من العقار 226 في محلة الشارع، وفجأة بعد 16 عاماً تحول العقد إلى إنشاء أكايمية "علا" للتدريب المستدام.
وهنا نسأل: هل أعطيت المقاصد حقها من الإيجار؟
وفي الاحتفال السنوي في 16 شباط 2016 لبناء هذه الأكاديمية، لم يرد على ذكر دور المقاصد في المساعدة.
ومنذ العام 1879 إلى العام 2017 توالى على رئاسة الجمعية 25 رئيساً تكرر فيها  انتخاب المرحوم الحاج علي البزري والمهندس يوسف النقيب مرتين. وقد شهدت المقاصد رؤساء فخريين دعموا مسيرتها وهم الرؤساء : رياض الصلح، سامي الصلح، ورفيق الحريري. ونأمل من الجمعية أن تطلب من الحاج يوسف البساط أن يكون رئيساً فخرياً للمقاصد.
ونتذكر دوماً أن لكل صيداوي حصته في المقاصد، وله نصيب في الحفاظ على صروحها التعليمية الجبارة، وإبقائها مؤسسات ومنارات فاعلة تتفاعل مع كيانها الصيداوي ومحيطها الجنوبي.  ونؤكد أن الصيداويين لهم دور فاعل في دعم المقاصد مادياً من خلال تبرعاتهم ومساهماتهم المادية من أجل تنفيذ مشاريع حيوية ومنتجة.

16/1/2017