×

ش حمود بين ترامب وغورباتشوف

التصنيف: سياسة

2017-02-03  02:38 م  305

 

كلمة (اليوم) في القرآن في معان ثلاث:

{تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} (سورة المعارج4) طول يوم الانتظار، يوم الحشر { يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} (سورة السجدة 5)، عبارة عن المسافة الطويلة التي تقطعها الملائكة لرفع الاعمال الى الله، {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} (سورة الحج 47)، بمعنى لا تستعجلوا عذاب الله فمهما كان عمر الظالم ومهما امد الله له في طغيانه فان وقته قصير بالنسبة للتاريخ البشري الطويل في ميزان الله.

هذا المعنى الاخير هو الذي يعنينا في انتظار هلاك الظالم ورفع الطغيان الاميركي عن بلادنا:

يعتبر ميخائيل غورباتشوف، آخر رئيس للاتحاد السوفيتي، هو الشخص الذي مهد لإسقاط الاتحاد السوفيتي وتفكيكه، هل يكون دونالد ترامب هو الرئيس الذي يمهد لتفكيك الولايات المتحدة الأميركية؟.

نظهر هنا وكأننا نحلم بأمر نعوض به عن عجزنا وضعفنا امام هذه القوة العظمى التي تتحكم بمصيرنا... والحق يقال ان المقارنة ليست سهلة، لقد كان الاتحاد السوفييتي يعاني كثيرا من الضعف والتخلف بالمقارنة مع أميركا، ولقد قام غورباتشوف بكشف هذا الامر ووضعه امام الجمهور مما مهد لإسقاط الاتحاد السوفيتي.

اميركا اليوم ليست ضعيفة في داخلها، فيها الكثير من عناصر القوة، ولكن ضعف اميركا يكمن وفي سياستها الخارجية، في التخبط والارتجال، ولقد ظهر ذلك واضحا جدا في افغانستان والعراق ثم في سوريا بشكل خاص، بإنشاء داعش ودعم المنظمات الإرهابية، وطبعا في الانحياز لإسرائيل ضد مجموع الدول العربية والإسلامية وإغفال حقوق الشعب الفلسطيني، السؤال هنا: هل التخبط في السياسة الخارجية الاميركية يمكن ان يؤدي الى انكفائها الى الداخل، تحت شعار اميركا أولا، وبالتالي ان تنال مناطق من العالم ومنها مناطقنا شيئا من الحرية والقدرة على اتخاذ القرارات بمعزل عن التدخل الاميركي...؟.

هذا يكفينا، نحن لا نطمح ان تنهار الولايات المتحدة الاميركية وان تصبح دولا متفرقة، وان تحصل كاليفورنيا وغيرها على استقلالها مثلا.. الذي يعنينا ان ترفع اميركا يدها عنا وعن قضايانا، هل يفعل ذلك هذا المجنون الذي يريد اميركا اولا دون ان يحسب اي حساب لما يمكن ان يحصل في العالم فيما لو انكفأت اميركا على نفسها...؟.

ولنا ان نقول طالما ان نصف الاميركيين على الاقل انتخبوا هذا المجنون، هل يعني ذلك ان ترامب يستطيع ان يستمر في مغامراته غير المحسوبة...؟.

والسؤال الأهم: ماذا لو حصلنا على حريتنا وأصبحنا قادرين على ان نتخذ القرارات الكبرى بمعزل عن التدخل الأميركي، هل نستحق هذه الحرية وهل سنستعملها في المكان الصحيح؟ سؤال خطير تصعب الاجابة عليه بعد ان رأينا البدائل عن "الديكتاتوريات" التي كانت تحكمنا برضى أميركي، لقد استبدلنا الديكتاتوريات بالفوضى والتخلف والتمزق، اذن، الى أين؟ لا شك ان السؤال كبير ويحتاج الى كثير من المعطيات حتى نستطيع ان نجيب عليه.

لا يهمنا كثيرا ان يلعب ترامب دور غورباتشوف، يهمنا ان نكون على مستوى آمال هذه الامة وإسلامها وبعض تاريخها المشرق.

وهذا ينطبق على لبنان، عندما ترك اللبنانيون في حريتهم يتحاورون ليصلوا الى افضل قانون انتخاب يناسب اللبنانيين، قضوا اكثر من ثماني السنوات متصلة ولم يصلوا الى شيء ودخلوا في جدال عقيم... اما عندما كان جيفري فيلتمان صاحب القرار بعد اخراج السوريين من لبنان وأرادوا تغيير قانون الانتخاب قال لهم (الانتخابات الآن)، لأنه كان يعلم الظاهر ان هذا الجدال لن يؤدي الى شيء، وكذلك لو كان السوريون اصحاب القرار هل كان هذا الجدال العقيم سيستمر طوال ذلك الوقت؟... لا حول ولا قوة الا بالله.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا