×

ش حمود من 16 شباط 1985 الى 2017: المقاومة في خط تصاعدي

التصنيف: سياسة

2017-02-17  02:23 م  164

 

سيبقى الصراع مع الكيان الصهيوني يفرض نفسه على العرب وعلى المسلمين حتى لو دفن الكثيرون رؤوسهم في التراب وحتى لو تسابق الملوك والأمراء والرؤساء والحكومات على التطبيع مع العدو الصهيوني، حتى ولو استحوذ اليأس والإحباط على 90 بالمئة من الرأي العام العربي.

هذه القضية ستبقى حية متأججة وتزداد تأججا حتى لو كان السطح ينبئ عن هدوء واستقرار واطمئنان.

نحن اليوم في الذكرى 32 لتحرير صيدا وأكثر الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي، دون قيد او شرط، دون معاهدة سلام، دون تحقيق اهداف استراتيجية، دون ان توطد الامان الذي كانت ترجوه من عملية الجليل (اجتياح لبنان في حزيران 1982)، مكثت اسرائيل في المنطقة التي انسحبت منها في 16 شباط 1985 سنتين وثمانية اشهر فككت المقاومة الفلسطينية وأخرجت المقاومين الفلسطينيين من بيروت بحرا في آب 1982 وتخيلت القيادة الاسرائيلية ان مصدر التوتر الذي يصيب الامان الاسرائيلي قد تم اخراجه، ولقد تحدث بذلك رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك (مناحيم بيغن)، ولكن ما لبث ان برزت المقاومة اللبنانية بشكل لم يتوقعه احد، شباب لبنانيون اكثرهم من المتدينين كان ينظر اليهم الناس "كدراويش" أو كشباب متغربين، من شباب الموضة لا يمكن ان ينتج عنهم عمل ذو قيمة يهدد الامن الاسرائيلي صباحا ومساء ويجبر الاسرائيلي على الانسحاب بعد ذلك دون قيد او شرط.

لقد حاولت القوات اللبنانية وقتها ان تقف في وجه هذه المعنويات العالية التي نتجت عن هذا الانسحاب فقامت بالهجوم من شرقي صيدا على صيدا وجعلت القياعة شرقي صيدا خط تماس ، ولبثت في ذلك من 11 آذار حتى 16 – 17 نيسان، حيث انسحبت القوات الاسرائيلية دون ان تخبر اهالي قرى شرق صيدا بانسحابها، فاضطرت القوات اللبنانية للانسحاب وحصل ما حصل من دمار ونهب وما الى ذلك كردة فعل على الهجوم الذي حصل في 11 آذار.

ولكن المقاومة استمرت واستطاعت ان تخرج العدو عام 2000 ايضا دون قيد او شرط، وكذلك ان تنتصر عام 2006 وكذلك انتصرت في غزة ثلاث مرات متتالية عدا عن التفاصيل.

للأسف ان الاحداث المتلاحقة والفتن التي اجتاحت العالم العربي منذ ست سنوات، والأزمة المذهبية المتفاقمة والتي تتخذ اشكالا متعددة ومتجددة ايضا، اضافة الى التخلف السياسي والثقافي والاقتصادي العربي المتفاقم، كل ذلك يشكل ما يشبه الغبار او بالأحرى الضباب الذي يمنع الرؤية الحقيقية، وعلى العقلاء ان يتجاوزوا هذا "الضباب" الذي يمنع الرؤية ليقرؤوا الامور كما هي .

نعم ... المقاومة ثابتة متجددة، وجزء من وعد الله وجزء من سنن الله في الكون {...وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ ...} (سورة البقرة 251).

وان خطاب سماحة السيد حسن نصر الله بالأمس يؤكد نظرتنا وتحليلينا لهذا الامر، قائد لمقاومة في بلد هو من اصغر دول المواجهة وفي ظروف معقدة فرضتها المؤامرات المتلاحقة في بلد يعجز خلال ثمان سنوات ونيف عن ان يقر قانون انتخاب ملائم ويعجز عن ان يزيل النفايات من الطرقات ويعجز عن ان يضع حدا للفساد المستشري والهدر الهائل لميزانية الدولة... الخ، قائد في بلد مثل هذا البلد يستطيع ان يهدد الكيان الصهيوني الذي يأتيه السلاح من الشرق والغرب وتقف خلفه كل الطاقات العالمية المالية والعسكرية، سبحان الله... كيف لا يستطيع العقلاء ان يقرؤوا الوقائع.

ان كل الذي حققته المقاومة نستطيع قراءة مثله في القرآن الكريم في غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم كلها، ان الذي يحصل ليس فعلا بشريا فقط بل هنالك رعاية ربانية للمقاومة وأهلها وجمهورها، وان ثبات المقاومة في مواجهة المؤامرات المستمرة بل وتصاعد قوتها ليس امرا عاديا بل هو امرٌ رباني سيبقى ويتنوع ويتوسع حتى يأتي اليوم الموعود...

{إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} (سورة الإسراء 7).

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا