×

موقف سياسي اسبوعي لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود بين مؤتمري جنيف وميونيخ

التصنيف: Old Archive

2017-02-24  02:16 م  443

 

عقد في الآونة الاخيرة مؤتمر الامن في ميونيخ حيث ظهر الموقف العربي الاكثر وقاحة، اذ تحدث وزير الخارجية السعودي بنفس اللهجة وبنفس المضمون الذي تحدث به وزير الحرب الاسرائيلي (أفيغدور ليبرمان) وكذلك المندوب الأميركي، ولم يكن كلام الوزير التركي بعيدا عن هذا، حيث ابرزت هذه المواقف ما يتم الحديث عنه في الخفاء: عن حلف اميركي اسرائيلي عربي لمواجهة ايران وحلفائها في المنطقة.

فيما عقد في طهران مؤتمر عالمي لدعم المقاومة في فلسطين ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة المؤامرة العربية – العالمية عليه، وتم من خلاله اعادة التذكير بالمسلمات العربية الاسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين، فأين المسلمون بل اين الحركات والنخب الاسلامية من هذين المؤتمرين؟.

لقد ظهر بشكل واضح ان الذين يدّعون تمثيل الدعوة الاسلامية كذبا وزورا يقفون مع مؤتمر جنيف ضد مؤتمر طهران، بل يبدون حماسة اكثر مما يبديه الاسرائيلي والأميركي أحيانا، مما يجعلنا نؤكد مرة بعد مرة ان هذه الجهات "الإسلامية" قد اسقطت عنها ورقة التوت التي تخفي عورتها وأصبحت مئة بالمئة جزءا لا يتجزأ من الموقف الغربي العربي الاسرائيلي المعادي للمقاومة، بل وأنهم يطرحون شبهات تنطلي على عقول الكثيرين، وتستطيع وسائل الاعلام الممولة بسخاء ان تنشر هذه الاكاذيب في الآفاق بحيث ينتج عنها طبقة واسعة من المضللين الذين يندرجون تحت قوله تعالى: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} (سورة الكهف104).

ولو بحثنا في الشبهات التي يثيرها هؤلاء لوجدنا بعض الافكار السياسية والاقتصادية، إلا اننا نجد بشكل واضح ان الشبهة الاكثر انتشارا هي الشبهة المذهبية التي تستند على اثارة الغرائز ونبش التاريخ ولا ترعوي عن ترويج الاكاذيب والأضاليل التي اصبحت بفعل الاعلام المضلل مسلمّات يصعب المس بها، وكأنها جزء لا يتجزأ من عقيدة التوحيد بل انها توازي الانتماء الى الاسلام نفسه، حيث يصل المسلم الى ان يشكك بانتمائه للإسلام ان هو لم يصدق هذه الاكاذيب.

ولا شك ان نقاشنا لهذه الافكار يحتاج الى وقت اوسع والى سلسلة من المحاضرات التي تبين حقيقة هذه الأكاذيب، ولكننا نكتفي بضرب مثل واحد لتبيان حقيقة الموضوع:

نقول لو ان انسانا يملك سيارة من احداث الموديلات مزودة بأقوى المحركات وبكافة الاضافات التي تجعلها متفوقة على بقية السيارات ولكنها مهملة لا يتم الانتباه الى وقودها والى بعض الاجهزة الخفيفة التي تحتاج الى صيانة دائمة، ورغم ان هذه الاجهزة منخفضة الثمن ومتوفرة بشكل واسع إلا انها رئيسية في انطلاقة السيارة وفي سرعتها وأدائها، وفي المقابل هنالك سيارة متواضعة، قديمة الطراز مزودة بمحرك ضعيف نسبيا ولكنها تخضع الى صيانة مستمرة ومتجددة بحيث تصبح جاهزة لمسابقة افضل السيارات.. بالتأكيد ستكسب هذه السيارة المتواضعة السباق ريثما يتم صيانة وتحديث السيارة القوية الحديثة.

هذه هي حالتنا: انطلقوا يا من تدعون انكم تحافظون على العقيدة والإسلام ووحدوا صفكم واجعلوا شعاراتكم اسلامية حقيقة، وليكن قراركم منكم وليس جزءا من قرار الاستكبار والمؤامرة الكبرى، وصححوا الخلل والانحراف على ضوء الكتاب والسنة والمصلحة المحققة، ستصبحون بالمقدمة ولن ينافسكم احدٌ على القيادة، بل ان الجميع سيكونون مستعدين للانضواء تحت هذه القيادة الاسلامية الحقيقية دون عقد ودون حواجز وهمية.

وليقلع هؤلاء عن الاكاذيب والأضاليل والشتائم وليعمدوا الى لغة المنطق والدليل والإقناع، فلغة الشتائم لن تصل الى اي مكان ولغة العقل ستبقى وستثمر ولو بعد حين.

اما والحالة كما هي فليبق اهل المقاومة اليوم في المقدمة يحاولون ايقاظ الامة حتى يأتي الوعد الالهي الذي لا بد ان يأتي ... الخير فيّ وفي أمتي الى يوم القيامة.

كما لا بد من صرخة تبدو الآن كأنها صرخة في واد لن يسمعها أحد: لقد جرب المجرمون اميركا وإسرائيل كليْهما كحليف وظهر بشكل واضح ان اميركا ليست شريكا مخلصا ولا ترى إلا مصلحتها، اما اسرائيل فنكتفي القول: انظروا الى عملائها في جنوب لبنان والى انطوان لحد بشكل خاص، ترون النتيجة.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا