×

ش حمود كيف يكون الاصلاح؟

التصنيف: سياسة

2017-03-17  01:59 م  453

 

ضجيج في لبنان حول الضرائب والسلسلة والموازنة وكيف يمكن اقرار العدالة، كما نسمع كثيرا ان سلسلة الرتب والرواتب يمكن ان تؤمن ميزانيتها بكل بساطة اذا تم ضبط الهدر والفساد في الدولة، وان المال العام المهدور يغطي سلسلة الرتب والرواتب، بل وأضعافها اذا ما تم ضبط هذا الهدر وهذا الفساد.

ونحن نوافق على هذا الكلام دون شك وعندنا على ذلك ما لا يحصى من الشواهد، ولكن، هل هذا الامر بسيط؟ وهل يمكن فعلا وقف الهدر والسمسرات والسرقات وتحاصص الغنائم بين النافذين ... الخ.

ويقف امام تنفيذ مثل هذا الشعار العزيز المواطن نفسه احيانا لأنه يميل الى مثل ما يفعله النافذون او بعضهم او اكثرهم... وكم من انسان كان مستقيما يحارب الفساد ويستنكره ولكنه لم يستطع مقاومة اغراءات المناصب والسمسرات عندما اصبح في موقع المسؤولية.. والتجربة تشهد ان "الصامدين" في وجه الفساد والإغراءات قلة يكاد عددهم لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة او اليدين.

كما ان التركيبة اللبنانية تساعد على الفساد حيث اصبح من التراث اللبناني ان تحافظ كل طائفة على "فاسديها" لأنها تستفيد من فسادهم وتعتبر انها تعوض بهم مثلا ما تحرمها منه الصيغة اللبنانية في فترة سابقة مثلا.

ويعتبر الرئيس فؤاد شهاب نموذجا لهذه الفكرة حيث كان اصلاحيا دون شك، ولكنه تعاون مع رؤساء الطوائف فلم يستطع ان يكون اصلاحيا بشكل كامل.

كما ان التوافق السياسي يغطي الفساد، فاننا لم نخرج من الجمود السياسي خلال الفترة الماضية على سبيل المثال إلا بالتوافق السياسي، فهل يمكن خلال التوافق ان تفتح ملفات الفساد التي ستعرقل اي انجاز سياسي وللأسف الشديد.

وكأنه علينا ان نختار بين التوافق السياسي من جهة ووقف الفساد من جهة اخرى، وهذان خياران احلاهما مر... نحن نعيش اذن النتيجة السلبية على الاصلاح من التوافق السياسي، ولعلنا احيانا نتمنى ان يكون عند رئيس الجمهورية صلاحيات واسعة كما كان قبل الطائف، ولكن من يضمن ان يكون الرئيس نظيفا جدا، وان وجدنا مثل هذا الرئيس هل نضمن ان تكون بطانته صالحة مثله، ومثل ذلك الرئيس بشارة الخوري الذي كانت بطانته سيئة فشقيقه سليم كان اسوأ نموذج لاستغلال السلطة وكان سببا رئيسيا في اسقاطه في العام 1957 ورفض التجديد له، حتى لا نضرب امثالا نعيشها في الوقت الحاضر نظرا للحساسية البالغة لهذا الامر.

وخلال نظرتنا الى التاريخ هنالك مثال واحد يشكل منارة للإصلاح ويعطينا نموذجا لم يتكرر: هو نموذج (عمر بن عبد العزيز) الذي جاء في فترة فيها الكثير من الفساد على انواعه، واستطاع خلال فترة قصيرة ان يصلح المجتمع كله بصلاحه الشخصي، صحيح ان هذه التجربة لم تدم إلا سنتان ونصف السنة تقريبا وللأسف ولكنها نموذج لمن يقول: اذا صلح الحاكم صلحت الرعية... طبعا والعكس صحيح لو صلحت الرعية لا يستطيع الحاكم ان يكون فاسدا بالشكل الذي نشير اليه، فالعملية متبادلة وليست من جهة واحدة.

كما ان هنالك تجربة صلاح العالم الرباني (العز بن عبد السلام) الذي اصلح مجتمعه في فترة ما في جانب مما ادى الى الانتصار في معركة عين جالوت، هذان مثلان عبر عنهما الحديث الشريف "صنفان من الناس اذا صلحا صلح الناس واذا فسدا فسد الناس العلماء والامراء".

ماذا نريد نحن الآن؟ نريد حاكما عادلا بيده سلطة حقيقية يكون صالحا بنفسه وببطانته يستطيع ان يحقق هذا الاصلاح، وكما هو واضح هذا الامر لن يكون ميسرا في لبنان في ظل التركيبة الطائفية المعقدة وفي ظل الثقافة المعاصرة التي ترفض فكرة الحاكم المطلق.

ما هو واجبنا؟ ان نحض على الاصلاح ونستنكر الفساد وان نجعل الصالحين نبراسا ونموذجا وقدوة... وألا نكل من الاصرار على الإصلاح، وأن نشكل ما يشبه مجموعة شعبية ضاغطة تدعو المجتمع الى الصلاح والإصلاح سنحصل عليه يوما بإذن الله.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا