×

الفصائل الفلسطينية أكدت أن لا مربعات أمنية في المخيم بعد اليوم

التصنيف: مخيمات

2017-04-10  09:44 ص  305

 

رأفت نعيم

قد يكون من الصعب الحديث عما سيؤول إليه الوضع في مخيم عين الحلوة خلال الفترة المقبلة قبل ان تتضح وجهة المعركة المستمرة بين الإجماع الفلسطيني والخارجين عليه. معركة هي الأولى ولكنها قد لا تكون الأخيرة، ولا سيّما إذا ما أخذنا بالاعتبار أن هناك في المخيم اكثر من بلال بدر وأكثر من حالة مماثلة له.

فبعد نهاية اسبوع «عين الحلوة» الدامية باشتباكاتها واحداثها ونتائجها على المخيم وعلى صيدا، بات امام المخيم والقوى الفلسطينية فيه تحد اكبر في المضي بخطوات تحصين ساحتهم وجوارهم، والحفاظ على امن واستقرار صيدا وانتظام الحياة فيها، لأن تلك المدينة لا تزال رغم كل شيء، وستبقى، معتزة فخورة باحتضانها للقضية والشعب الفلسطيني ومدافعة عن حقوقه وقضاياه المحقة، وبقدر ما يكون هذا الشعب متماسكاً موحداً بوجه الانقسامات والفتن ومحاولات جره الى اجندات خارجية او اقليمية ومحافظاً على استقرار ساحته ومخيماته، بقدر ما يشكل ذلك قوة لصيدا وللبنان ولفلسطين القضية والانسان.

ترى اوساط فلسطينية مطلعة انه بعد ثلاثة ايام من اشتباكات هي الأعنف بين القوة الفلسطينية المشتركة مدعومة من حركة «فتح» وبين مجموعة بلال بدر وأسفرت عن سقوط ستة قتلى واكثر من ثلاثين جريحاً، يمكن القول ان الوضع في المخيم مرشح للمزيد من التأزم في ظل رفض بدر ومجموعته تسليم انفسهم رغم انتهاء مهلة الساعات الست التي حددتها لهم القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة في لبنان..ما دفع بالقوى الاسلامية في المخيم لإستدراك الأمر بمبادرة حملتها الى قيادة حركة «فتح» في لبنان وتقضي بتسليم حي الطيري الى القوة المشتركة واعتبار بدر مطارداً أو بمعنى آخر متوارياً عن الأنظار. لكن الحركة لم ترد على هذه المبادرة بانتظار التشاور بشأنها مع مسؤول ملف الساحة اللبنانية في السلطة الفلسطينية عضو اللجنة المركزية عزام الأحمد، ليتحدد على ضوء ذلك مسار التطورات الميدانية في المخيم، استمرار المعارك او اعلان وقف لإطلاق النار!

فكيف بدا نهار «عين الحلوة» وصيدا قبل مهلة الساعات الست وخلالها؟

فما بين اشتباكات عنيفة ومتقطعة وإطلاق قذائف صاروخية ورصاص قنص تخطى بعضها حدود المخيم الى احياء في صيدا والجوار، وما بين تقدم للقوة المشتركة و»فتح» على هذه الجبهة ومراوحة لها على تلك، توزعت الوقائع الميدانية في مخيم «عين الحلوة» والتي كانت وصلت ليل المخيم بنهاره باشتعال محور المواجهة اكثر من مرة، قبل ان يلتئم الاجتماع الطارىء لقادة الفصائل والقوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية على صعيد لبنان في مقر تابع لـ «فتح» في مدينة صيدا ظهراً، ويقرروا بالإجماع حل وفكفكة حالة بلال بدر وتسليم سلاحهم الى القوة المشتركة وامهال بدر ومجموعته ست ساعات لتسليم انفسهم.

محور المعارك، جبل الحليب – حي الطيري – سوق الخضار، تحول لليوم الثالث ساحة حرب حقيقية استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية وشهدت عمليات تقدم للقوة المشتركة مدعومة من «فتح» اكثر من مرة. وأسفرت الاشتباكات منذ اندلاعها حتى مساء يومها الثالث عن سقوط ستة قتلى هم: موسى الخربيطي، حسن ابو دبوس، ممدوح الصاوي، عامر علاء الدين الملقب بـ «الخميني»، فراس بلعوس ومحمد زبيدات، وإصابة أكثر من ثلاثين شخصاً من بينهم طفل في الرابعة اصيب برصاص القنص عند مستديرة سراي صيدا الحكومي، وتوزع القتلى والجرحى على عدد من المستشفيات داخل المخيم وخارجه.

وبقيت أصوات القذائف الصاروخية تُسمع بين الحين والآخر في اجواء المخيم ومدينة صيدا جراء الاشتباكات حيث سقطت أربع منها في محيط المخيم ملحقة اضراراً في احد المنازل في الفوار وأحد المحال الصناعية قرب الحسبة، وأصاب الرصاص الطائش عدداً من المحال التجارية وتضرر عدد من السيارت في صيدا وضواحيها. وأبقى رصاص القنص على طريق الحسبة مقطوعة وعلى الحركة في المدينة ككل حذرة.

ومساء، أعلن وزير التربية والتعليم العالي بالوكالة أيمن شقير، أنه بعد التشاور مع المراجع المعنية تربويا وأمنيا وسياسيا، قرر اقفال المدارس الرسمية والخاصة في صيدا وحارة صيدا الإثنين، بسبب الوضع الأمني وأعمال القنص. وأعلنت الشبكة المدرسية لصيدا والجوار في بيان «تعليق الدورس في مدارس المدينة يوم الاثنين 10 نيسان 2017، نظرا للأوضاع الأمنية الراهنة في مخيم عين الحلوة وتداعياتها على مختلف مرافق الحياة في المخيم وفي مدينة صيدا وحفاظا على سلامة أبنائنا الطلاب وطمأنة أهاليهم».

ونفذت وحدات من فوج المغاوير في الجيش اللبناني انتشارا داخل مدينة صيدا وسيرت دوريات لها في ساحات وشوارع المدينة الى جانب تعزيز الجيش لإجراءاته على مداخل المخيم وفِي محيطه.

اجتماع الفصائل

وعقدت قيادة الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في لبنان إجتماعا طارئا لها في مقر الاتحادات والنقابات التابعة لحركة «فتح» في صيدا لمتابعة الأحداث الجارية في المخيم بمشاركة ممثلي كافة القوى الفلسطينية بمن فيها عصبة الأنصار والحركة الاسلامية المجاهدة.

وبعد التداول في الوضع القائم في المخيم صدر عن المجتمعين بيان تلاه امين سر قيادة الساحة اللبنانية في حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو العردات وجاء فيه:

«1 ـ أكد المجتمعون تمسكهم بالوثيقة التي وقعت من قبل كافة الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية في لبنان في سفارة دولة فلسطين في العاصمة اللبنانية بيروت في 28/2/2017، والتي تضمنت صيغة المباديء العامة لتثبيت الأمن والإستقرار في مخيم عين الحلوة، وإعتبارها أساسا لمعالجة الوضع في المخيم.

2 ـ أدان المجتمعون الإعتداء الآثم الذي أقدمت عليه مجموعة بلال بدر على القوة الفلسطينية المشتركة في مخيم عين الحلوة خلال عملية إنتشارها وتموضعها في المخيم من أجل القيام بواجبها ودورها في حفظ امن المخيم و إستقراره، والذي أدى إلى إستشهاد أحد عناصر القوة المشتركة الشهيد موسى الخربيطي فضلا عن جرح عدد آخر من عناصرها ومن المدنيين في المخيم.

3 ـ أكد المجتمعون على ضرورة تفكيك حالة بلال بدر الشاذة وتسليم الذين أطلقوا النار على القوة المشتركة لحظة إنتشارها في المخيم إلى الجهات الإمنية اللبنانية المختصة، وعدم السماح بإنشاء أية مربعات أمنية في مخيم عين الحلوة وتعتبر القوة الفلسطينية المشتركة هي الجهة الوحيدة المولجة للحفاظ على أمن المخيم والتصدي لكل العابثين بأمنه وأمن أهله.

4 ـ أمهل المجتمعون بلال بدر ومجموعته لتسليم أنفسهم للقوة الفلسطينية المشتركة خلال مدة أقصاها اليوم الأحد 9/4/2017 الساعة السادسة وإلا سيبقى مطاردا بإعتباره مطلوبا للقوة الفلسطينية المشتركة».

ممثلو الفصائل

وأكد أمين سر قيادة الساحة اللبنانية في حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو العردات اهمية ترجمة مقررات الاجماع الفلسطيني معتبرا ان «هناك الكثير من الانجازات التي تحققت بهذا الاجماع في انتشار القوة الأمنية في الكثير من المناطق والتي ستستكمل مهامها ضمن الصلاحيات الممنوحة لها». وقال: ان ارادتنا ووحدتنا وامن اهلنا سيبقون في الأولويات..نعلم ان صيدا تتألم من اجلنا ولكن بعد هذا الألم ان شاء الله وراء كل حزن عظيم فرح عظيم نريد ان نتخلص من كل هذه الحالات والموروثات التي فرضت نفسها سابقا على المخيم».

ورأى عضو قيادة «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان» علي فيصل ان «القرارات التي اتخذت في اجتماع الفصائل الوطنية والاسلامية تعبّر عن الاجماع الوطني الفلسطيني وعن القرار الفلسطيني الموحد تجاه هذه الظاهرة الشاذة المتطرفة التي ارتكبت جريمة بالاعتداء على القوة المشتركة والتي ارادت ان تعبث بأمن المخيم وأمن الجوار الفلسطيني»، معلناً «رفض الجبهة تحويل مخيم عين الحلوة الى صندوق بريد تمهر رسائله بالدم الفلسطيني».

وشدد مسؤول حركة «الجهاد الاسلامي في لبنان» ابو عماد الرفاعي على أن «المطلوب اليوم ان يكون هناك التفاف شعبي فلسطيني وفصائلي حول موقف واحد يدعو الى ضرورة انهاء كل اشكال القتل والارهاب التي تمارس بحق ابناء شعبنا وبحق الفصائل الفلسطينية وخصوصا ما جرى مع القوة الامنية، واليوم الفصائل عازمة على ضرورة انهاء هذا الوضع وعودة الاستقرار الى المخيم، ونحن حريصون على صيدا وعلى امنها واستقرارها ومعنيون باستعجال انهاء الوضع داخل المخيم من هذا الواقع الذي يؤلم الجميع».

وقال عضو المكتب السياسي لـ «جبهة التحرير الفلسطينية» صلاح اليوسف: «نحن كجبهة تحرير فلسطينية الى جانب كل الفصائل الفلسطينة وخاصة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح نشارك بالقوة المشتركة الفلسطينية، ونحن عندما حدث الاعتداء على القوة المشتركة في يوم الجمعة لاعادة الانتشار والتموضع، كانت هذه سابقة خطيرة، هناك اجماع فلسطيني وموقف فلسطيني موحد على استئصال وفكفكة المربعات الامنية وحماية عين الحلوة».

أما ممثل حركة «حماس» في لبنان علي بركة فأكد «اتخاذ اجراءات لحقن دماء شعبنا ومن اجل حماية ممتلكاته، وأعطينا مهلة لبلال بدر من اجل انهاء هذه الحالة وانتشار القوة المشتركة في حي الطيري وفي كل احياء المخيم ولتواصل القوة الأمنية القيام بمهامها وهي فرصة للجميع ان تنجح القوة الامنية في بسط الامن في المخيم «.
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا