×

بدر ينتقل من مربع أمني الى مثلث «برمودا»

التصنيف: أقلام

2017-04-14  03:02 م  813

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

رأفت نعيم
 
في وقت استعاد مخيم عين الحلوة بعضاً من حياته الطبيعية غداة انتشار القوة المشتركة في الأحياء التي كانت مسرحاً للاشتباكات الأخيرة ولا سيما منطقة الطيري ومحيطها وتموضعها في عدد من النقاط داخل المخيم تنفيذاً لمقررات الإجماع الفلسطيني بعد إنهاء حالة بلال بدر المتواري عن الأنظار واعتباره مطلوباً ومُطارداً، يتركز الاهتمام في المخيم خلال الأيام المقبلة على مسارين: الأول أمني باستكمال تنفيذ الخطوات التي أقرها الإجماع الفلسطيني بتعزيز أكبر لحضور ودور القوة المشتركة في ضبط الأمن وملاحقة المخلين به مدعومة بغطاء سياسي من مختلف القوى الممثلة فيها، والمسار الثاني حياتي إنساني ويتمثل في إزالة آثار وتداعيات الاشتباكات الأخيرة خصوصاً في ظل هذا الكم والحجم من الدمار والخراب الذي خلفته في غير حي من الأحياء التي دارت فيها أو عبرها المعارك.
 
لتبقى أسئلة عدة تطرحها أوساط فلسطينية تعتبر أنها سترافق يوميات المخيم حتى تجيب عليها التطورات اللاحقة ومنها: أين يختبئ بلال بدر، وهل صحيح ما تردد من أنه اختفى أو أخفي في مكان سبقه للاختفاء فيه مطلوبون آخرون، أو بمعنى آخر، انتقل من مربع أمني الى مثلث «برمودا» المخيم. ومن سيرث هذا المربع بعد بدر؟. وكيف سيتم التعاطي مع أي حالة شبيهة له في أي مربع آخر داخل المخيم؟. وماذا عن عناصر الجبهة الشعبية – القيادة العامة الذين دخلوا المخيم للمشاركة الى جانب فتح فلم يشاركوا ولم يخرجوا، خصوصاً في ظل ما يتردد من معلومات عن أن «القيادة العامة» تُطالب باسترداد مقرها الذي استولت عليه مجموعة بدر إبان الأحداث الأخيرة وتريد تفعيل تواجدها في المخيم؟. وماذا بعد بروز حالة الناشط الإسلامي رامي ورد، أحد مكونات الشباب المسلم الذي أنيط به دور أساسي في التفاوض بين القوى الإسلامية وبدر قبل تواري الأخير، وبعده خلال تنفيذ ترتيبات اتفاق «الطيري»؟. وما هي تداعيات كل تلك الأحداث والمعطيات على الفصائل الفلسطينية في المخيم وفي مقدمها حركة فتح؟.
 
أضرار جسيمة.. فمن يعوض؟
 
إذا كانت لجان الأحياء وهيئات الإغاثة التابعة لتنظيمات وأحزاب ومؤسسات فلسطينية أو لبنانية أو منظمات دولية – وفي مقدمها الأونروا والصليب الأحمر الدولي، قد انصرفت غداة نشر القوة المشتركة في الطيري وجواره الى مسح ورفع الأضرار في الأبنية والممتلكات، فيبدو أن الفصائل والقوى الفلسطينية على اختلافها انكبت بدورها على تقويم نتائج تلك الأحداث وتأثيراتها على شعبيتها وكيفية تعويض أدائها إبان المعركة بالتواجد على الأرض بعدها في مواكبة عودة النازحين ورفع الأضرار والوقوف الى جانب المتضررين في المطالبة بالتعويض عليهم أو المساهمة به.
 
وعُلم في هذا السياق أن القوى والفصائل الفلسطينية تستعجل إنجاز عملية مسح الأضرار من أجل رفع تقارير بشأنها الى الجهات الفلسطينية والإنسانية والدولية التي يُمكن أن تُساعد في إعادة البناء والترميم كون حجم الأضرار يفوق قدرة طرف أو جهة واحدة على تحمله، وإن أي تأخير في البت بهذا الأمر وتأمين التعويضات اللازمة سيعني إبقاء الجرح مفتوحاً، ما يعرض الوضع في المخيم برمته للنزف مجدداً من بوابة هذا الملف الحياتي والاجتماعي.
 
إشارة الى أن مخيم عين الحلوة شهد ليلتين هادئتين غداة نشر القوة المشتركة في نقطتين في حي الطيري واحدة قرب منزل بلال بدر نفسه والثانية في شارع مؤدٍ الى الحي المذكور، بالإضافة الى نقطتي مكتب الصاعقة - سوق الخضار وسنترال البراق – بستان القدس ومقر القوة الرئيسي في مدرسة الكفاح سابقاً في الشارع التحتاني، حيث لم تُسجل أي خروقات أمنية تُذكر باستثناء إقدام بعض الأشخاص على إحراق منزل يعود لبلال بدر في يستان الطيار عند الطرف الشرقي للطيري، فيما عادت بعض العائلات التي كانت نزحت من المخيم لتفقد بيوتها ومؤسساتها وممتلكاتها خصوصاً في الأحياء التي كانت مسرحاً للمواجهات في الطيري وسوق الخضار والمنشية والشوارع المحيطة والتي أصيبت بأضرار جسيمة ودمر بعضها جزئياً فضلاً عن تضرر البنية التحتية وشبكتي المياه والكهرباء.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا