×

ش حمود هل هنالك اسفل من هذا الدرك؟

التصنيف: سياسة

2017-05-19  03:02 م  996

 

يأتي الينا الرئيس الاميركي المتطرف، المصاب بلوثة من جنون خاص، والذي سخر منه حوالي نصف الشعب الاميركي، يأتي الينا يوم الاحد، بعد غد، محاضرا في العفة، معلما ايانا الاسلام والاعتدال، وطالبا ثمنا لجهده ولسعيه المشكور بإنشاء هذه الممالك والإمارات المضحكة المبكية، وهو يمّن علينا وعلى حكامها انه لولاه لما كانت هذه "الدول" دولا وهذه الممالك ممالك...

صورة في غاية البشاعة، خاصة وهي تأتي بعد قرن ونيف من "التجارب" العربية مع بريطانيا العظمى ثم مع اميركا، وكلها تجارب تنبيء ان وعود الغرب معنا لم تكن مرة صادقة وان سياستهم معنا لم تكن لصالحنا، ولكن من قال اننا نعرف مصلحتنا؟:

{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (سورة الحشر 19)

اي انساهم مصلحة انفسهم ... بالتأكيد...

وتذكرنا هذه اللحظة التاريخية بأواخر الخمسينات وأميركا تدخل الى منطقتنا لأول مرة من خلال حلف بغداد او الحلف الاسلامي، وتريد ان تحشد الجميع لمواجهة الشيوعية الملحدة التي تحارب الدين الاسلامي وتدعو الى الكفر والإلحاد... الخ.

اليوم اختلفت الخريطة قليلا، ايران خارج الحلف، بل هي المستهدفة من هذا الحلف الجديد، واليوم ليس هنالك من شيوعية ملحدة، هنالك "تشيّع" مقاوم...

قد نفهم دوافع بعض الجهات المسماة اسلامية في ذلك الوقت وكيف تم استغلال سذاجتهم السياسية واللعب على الوتر الديني والحرص على الايمان حسب زعم الاميركي وقتها.

ولكن كيف نفهم ان يحتشد العرب اليوم ضد ايران خوفا على الدين الاسلامي الصحيح وهو مذهب اهل السنة والجماعة؟؟ وهل هم سنة اصلا؟ وهل هم مسلمون على مستوى ادائهم السياسي والاجتماعي والثقافي ... الخ؟.

لقد اثبتت ايران خلال ثماني وثلاثين عاما انها صادقة في شعاراتها الكبرى وعلى رأسها مواجهة اسرائيل وأميركا، وهذا بالنسبة الينا هو مقياس الاسلام على الصعيد السياسي والعملي، فيما يثبت الآخرون كل يوم انهم مستسلمون للسياسة الاميركية وزاحفون للتطبيع مع العدو الصهيوني دون اي ثمن يطلبونه مقابل ذلك إلا الحفاظ على كراسيهم ودولهم المسخ، وكان آخر هذه الخطوات المستنكرة فتح الحدود للصهاينة للسياحة في دبي دون اية تأشيرة او معاملة، فيما يعاني العرب جميعا من صعوبات الدخول الى الامارات حتى لو كان عندهم اعمال ناجحة هنالك... الخ.

وتزداد الصورة قبحا عندما نرى المشهد كله خاليا من معارضة حقيقية لمثل هذه القمة، كان بعض اليسار منذ عقود يلعب دورا محدودا في لجم شهية الاميركي للهيمنة والاستكبار، وكان يفترض ان تقوم القوى الاسلامية التي طرحت نفسها بديلا عن القوميين واليساريين، فاذا بأكثر هذه القوى تصبح جزءا من المؤامرة وتساهم مساهمة فعالة في رفد المؤامرة الكبرى وتشويه العقل الاسلامي بالأوهام المذهبية والفئوية، بل ومنهم من يصادق عملاء اسرائيل ويدعونهم الى مؤتمراتهم ويعادون المقاومة وجمهورها.

كما تزداد الصورة سوادا بالتشويه الاعلامي حيث يصبح الارهابي معتدلا والمعتدل ارهابيا، كما وصل التشويه الى المسلمات الكبرى وكأن مذهب اهل السنة والجماعة يدعو للصداقة مع اميركا والاستسلام للصهاينة ، ومذهب الشيعة يدعو للجهاد... فيما ان الاسلام برحابته الكبرى هو الذي يدعوننا للمقاومة والجهاد.

في مقابل هذه الصورة البشعة عندنا تجارب بارزة تحفز الشرفاء والعقلاء والمؤمنين للوقوف في وجه السياسة الاميركية وأذنابها في المنطقة:

    عناقيد الغضب عام 1996 التي اجتمع من اجلها العرب والغرب في شرم الشيخ وارتدت على اهلها والمتآمرين.
    عدوان تموز عام 2006 الذي شنت حربه تحت شعار الشرق الاوسط الجديد الخالي من الارهاب.
    انتصارات غزة الثلاثة في الاعوام 2009 و 2012 و 2014 التي هزمت فيها المؤامرة الاسرائيلية الاميركية العربية بشكل غير مسبوق.

وكذلك الانتصارات على الارهاب في حلب والرقة والموصل وغيرهما.

بعد فشل حلف بغداد نفذت اميركا حقدها وأنتقمت لفشلها بحرب الايام الستة، واليوم تحاول اميركا ان تنتقم لفشلها في لبنان وسوريا وفلسطين والعراق بحشد هذه الطاقات في الخليج الموالي للأميركي وللإسرائيلي ...

نحن نقول لهم بإذن الله انتظروا فشلا يشبه فشل عناقيد الغضب والشرق الاوسط الجديد والعدوان على غزة...

ايماننا كبير بذلك والله على كل شيء قدير...

ومن هنا حتى يأتي ذلك اليوم تذكروا قصيدة امير الشعراء احمد شوقي عن الثعلب الذي يرتدي ثياب الدين:

برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين

يمشى في الأرض يهدى ويسب الماكرين

......

مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا