×

ذهب «الغنى.. لامار.. تيما.. صيدون» يُرصّع أسواق صيدا ويزيّن مواسم الخطبة والزواج

التصنيف: نسوان

2017-05-21  03:54 م  1949

 

رافت نعيم
كالماسات التي ترصع ثوب العروس ويزيد بريقها من تألقه.. تزيّن محال جمعة لبيع الحلي والذهب «الغنى.. لامار.. تيما.. صيدون» سوق صيدا التجاري مشكّلة علامة فارقة في أسواق الصاغة في المدينة عارضة كل جديد في هذه الحرفة القديمة صناعة، مواكبة كل جديد ومبتكر في هذا المجال ومتحضرة دائماً لتضفي على مواسم الخطبة والمناسبات ما يرضي كل الأذواق ويناسب إمكانيات كل مقبل على الخطبة أو الزواج أو محتفل بمناسبة اجتماعية أو خاصة..

يميّز السيد محمد جمعة تجارته بما يعرضه ويبيعه في محاله الأربعة من حلي وذهب وطريقة في البيع ليستقطب الزبائن من صيدا وخارجها ويقول جمعة «أنت كصائغ تميز نفسك بجودة البضاعة التي تبيعها وبمراعاة الناس بالأسعار بشكل تجعلهم يقصدونك بالاسم وتضع نصب عينيك دائماً ما يرضي الزبون وما يريده وتقدم حسومات وعروضات وتروج لما تبيعه وتحاول دائماً أن تقدم كل ما هو جديد ومناسب من حيث السعر.. بذلك تميز مصلحتك وتجذب الزبائن».

ولا يخشى جمعة منافسة الماركات العالمية والمراكز التجارية الكبرى لما يبيعه من حلي وذهب فـ«لكل زبونه ومجتمعه، خصوصاً أن كل شيء أصبح قابلاً للتقليد». ويقول: «الماركات لا تؤثر علينا بل نحن نؤثر عليهم، فالمعامل التي نشتري منها الذهب تقلّد بعض الماركات وتبيعنا إياها بأسعار توازي النصف أو أقل.. وهذا أمر طبيعي.. الماركات تُباع مثلاً بـ80 دولاراً للغرام الواحد ونحن نبيع المقلد منها بـ40 وأحياناً 35 دولاراً.. وبالنهاية هذه أذواق، فهناك من يحب أن يشتري ماركات وهناك من يفضل أن يشتري تقليدها»..

ويشير جمعة الى عوامل عدة تؤثر سلباً على حركة البيع أولها «الوضع الأمني الذي تتأثر به صيدا بين الحين والآخر بسبب أحداث المخيم أو غيره» فينقطع الزبائن عن السوق الذي يحتاج بهذه الحالة لأسابيع حتى «يقلع» من جديد.. مضيفاً الى هذا العامل «المنافسة من البضائع التي تدخل بطريقة غير شرعية الى لبنان عبر الحدود أو المطار أو غيرهما»، معتبراً أن «هذه مسؤولية الدولة أن توقفها، وأن تضع ضوابط على كل ما يؤذي هذا القطاع». ويقول: «وهناك تجار أجانب غير شرعيين يبيعون الذهب بـ«الشنطة» ولا أحد يعرف أن كان «مضروباً» أو بعيارات خفيفة قد تُباع على أنها غالية، وهناك أيضاً «نقص السيولة» لدى المواطنين بسبب الوضع المعيشي الصعب فسابقاً كان الموسم يمتد على مدار السنة وكانت الناس مرتاحة والوضع الاقتصادي أفضل، بينما الآن كل شيء غالي الثمن وبالمقابل هناك أولويات هي المستلزمات الأساسية للحياة من معيشة وفواتير منزل وتعليم وصحة ويكاد لا يكفي المواطن ما يتقاضاه من راتب أو ما ينتجه من مهنة أو صنعة أو وظيفة بعمل بها». ويرى جمعة أن «المطلوب قبل كل شيء الأمن والاستقرار الدائم وتحفيز الناس على النزول الى السوق» آملاً «من الدولة حماية هذا القطاع لأنه قطاع أساسي في الاقتصاد والسياحة».

موسم الخطبة بين الأمس واليوم

ويُشارك نجل جمعة مصطفى والده إدارة محاله الأربعة كما يشاركه بعضاً من تقويمه لحال السوق عموماً وحركة بيع الذهب خصوصاً فيقول: الوضع الأمني والشعور بالأمان هو الأساس في رواج هذه المهنة وبخاصة في صيدا التي تأثرت كثيراً بمثل هذه الأوضاع بالإضافة الى أوضاع البلد عموماً. ويشير الى أنه «رغم الواقع الصعب الذي يعانيه قطاع بيع الذهب، يبقى الإقبال عليه تراثاً يرتبط بتقاليدنا وعاداتنا ولا يتغير» ويقول: «الأولويات هي التي تغيرت بسبب الأوضاع ما أثر على حجم المبيع، فمثلاً الذي كان يشتري «طقم الخطبة» بـ4 أو 5 آلاف أصبح اليوم يطلب ما هو أرخص أو يعقد معك اتفاقاً مسبقاً حول قيمة الطقم الذي يريده أو يقسطه حتى لا يُحرج أمام أهل خطيبته أو عروسه. وبعدما كان المقبل على الزواج يأتي هو وخطيبته وأمه وحماته ويشتري لهن جميعاً، أصبح يكتفي بـ «محبس» وساعة يسمونها «علامة».. كان الزبائن يأتون لشراء طقم الخطبة مرتاحين لأن الناس كانت في بحبوحة، أما الآن فقد تغير الوضع كثيراً وقلة من يشترون بضاعة غالية الثمن والزبون يفضل القطعة التي يستطيع بيعها إذا ما وقع في ضيقة»..

فصل الصيف بحسب مصطفى جمعة «هو الموسم الرئيسي لتجارته ووالده لأنه يعتبر موسم الخطبة والزواج بالنسبة لكثير من الناس، لاختيار الخواتم والأساور والحلي التي تشكل مجتمعة «شبكة» العروس»، مسجلاً أيضاً «حركة محدودة في بعض الأعياد والمناسبات» لافتاً الى أن «حركة البيع تعتمد بشكل أساسي على المغترب وغير اللبناني والسائح» وأن «معظم الزبائن هم من الجنوب وإقليم الخروب والمخيمات، لكن أحياناً كثيرة يأتي حدث أمني أو استحقاق معيشي ويضرب الموسم».

ويلاحظ مصطفى أن «النزوح السوري أثر بعض الشيء على تجارة الذهب ذلك أن كثير من التجار السوريين الذين وفدوا الى لبنان فتحوا محالاً لهم في بعض المناطق واتوا ببضاعة سورية لبيعها»، وأن «منهم من يأتي الى صيدا حاملاً حقائب يعرضون بضائعهم لبيعها لتجار الذهب في المدينة»، ويشير الى أن:»الزبون السوري «يحارج» كثيراً، واذا اشترى لا تستفيد منه، لكن أمام الأوضاع التي نعيش وبخاصة الاقتصادية والأمنية وتحت وطأة الالتزامات التي تنتظر التاجر اللبناني كل آخر شهر من ضرائب وفواتير ورسوم وشيكات للتجار يحسبها جيداً ويفضل البيع بقليل على عدم البيع ويقول حينها «عصفور بالإيد ولا عشرة على الشجرة»». ويقول «أحياناً تمر علينا أيام يكون نصف بيعنا بالرأسمال».

وعن أنواع الذهب الذي يبيعه يقول جمعة الابن: «أكثر ما نبيع هو عيار الـ 18 وهو بنسبة 80% صناعة لبنانية. وهذا العيار يشهد تطوراً كبيراً من حيث الأفكار والابتكارات وهناك آلاف الموديلات التي تصنع منه بعكس عيار الـ21 الذي ما زال كما هو «مبرومة، اسوارة، سلسلة» فقط تغيرت موديلاتها قليلاً».. لافتاً الى أنه «بعد دخول السوريين أصبح هناك طلب على عيار الـ21»، وأن «هناك أيضاً الذهب الايطالي والخليجي، ومؤخراً دخل التركي»، مشيراً الى أن «الايطالي يتنافس مع اللبناني من حيث الأسعار والجودة.. لكن التاجر بالنهاية يبيع ما يرضي الزبون ويناسب ذوقه ويساعده في أحيان كثيرة في اختيار الأنسب وإقناعه بالجودة قبل السعر».
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا