الدور التربوي والاجتماعي للمسجد

 

 مقدمة :

تعنى التربية بإعداد الأفراد وتشكيل شخصياتهم وكذا النهوض بالمجتمعات، وذلك من خلال مؤسساتها المختلفة المدرسية منها واللامدرسية. ولكي يتم اكتساب الخبرات التربوية المطلوبة، فإنه ينبغي ألا يكون هناك تناقض بين هذه المؤسسات فيما تؤديه من أدوار. فالتكامل بين مؤسسات التربية المدرسية واللامدرسية يحقق للعملية التربوية أهدافها.

والمسجد واحد من أهم هذه المؤسسات الذي كان له دور كبير في المجتمع الإسلامي عبر العصور المختلفة، ففي مجالس علمائه دونت علوم القرآن والحديث والفقه واللغة، وفي صحنه وأروقته تلقت جماهير المسلمين العلم والمعرفة على اختلاف مجالاتها. فضلاً عن أدواره الاجتماعية العديدة التي نمت من خلاله في تحقيق الروابط وآصرة الأخوة بين المسلمين، وكذا دعم الانتماء للأسرة والمجتمع دون تعصب. وغير ذلك من الأدوار في مجال السياسة والقضاء والإفتاء، إلى جانب المساهمة مع غيره من المؤسسات في مواجهة المشكلات التي تعوق حركة التنمية في المجتمع. كل هذا وغيره جعل من المسجد مؤسسة تنموية على مدار العصور. والحاجة الآن ماسة إلى الإفادة من المسجد في خدمة المجتمع والنهوض به، من أجل مواجهة التيارات المختلفة التي تحاول العصف بالعالم الإسلامي.

وفي الصفحات التالية نعرض الدور التربوي والاجتماعي للمسجد في النقاط التالية :

أولاً : المسجد ومكانته.

ثانياً : الأسس التربوية لأساليب الدعوة الإسلامية في المسجد.

ثالثاً : الأدوار التربوية والاجتماعية للمسجد وأثرها في تنمية المجتمع الحديث.

رابعاً : نماذج لمساجد أَثْرَت المجالَ التربوي والاجتماعي.

خامساً : سبل الإفادة من المسجد في وقتنا الحاضر لتنمية المجتمع.