الدور التربوي والاجتماعي للمسجد

 

ج) مسجد البصرة :

 ويعد من أوائل المساجد التي أنشئت بعد الفتوحات الإسلامية سنة 14هـ. وأول تجديد له تم سنة 44هـ على يد زياد بن أبيه عامل معاوية بن أبي سفيان على البصرة.

ولقد قام هذا المسجد بدور بارز في النهضة العلمية والأدبية في العصر الأموي، وفيه جلس الكثير من الفقهاء والعلماء يلقون الدروس الدينية وغيرها، ومن أشهر من جلسوا للتدريس في مسجد البصرة : الحسن البصري، وكانت حلقته في هذا المسجد تضم العديد من القراء من بينهم تلميذه "واصل بن عطاء" الذي اعتزل مجلسه إثر خلاف وقع بينهما في مسألة عقيدية تتعلق بأفعال العباد الاختيارية، هل هي من خلق الله أو من خلق العبد بقدرة أودعها الله فيه ؟، الأمر الذي حذا بواصل إلى اعتزال حلقة الحسن البصري وتكوين حلقة أخرى في المسجد نفسه، كما كان هذا المسجد مقراً لعالم اللغة المعروف وواضع علم العروض "الخليل بن أحمد الفراهيدي" الذي ألف في هذا المسجد كتبه ومن أشهرها كتابه "العين"(3).