الدور التربوي والاجتماعي للمسجد

 

ح) جامع عمرو بن العاص بالفسطاط :

لأهميته البالغة كان يلي الإمامة والخطابة فيه أمير مصر، أو أحد الكبار المسؤولين كوالي الخراج أو القاضي أو صاحب الشرطة. ولقد نمت فيه الاهتمامات العلمية، وتعددت حلقات الدرس فيه، فضلاً عن دوره في خدمة الأهداف السامية للدولة الإسلامية.

من أشهر الأساتذة لإفادة الناس في هذا الجامع(2) :

1. عبد الله بن عمرو بن العاص : كانت له حلقة يدرس فيها لعدد كبير من الطلبة مَتْناً وشَرْحاً. وهو أول من جلس للتدريس بهذا المسجد، والذي ألف فيه عدة كتب منها : "أقضية الرسول" و"أشراط الساعة".

2. الإمام الشافعي : قدم إلى مصر سنة 199 أو سنة 201هـ حيث كوَّن حلقة كانت أول مدرسة للفقه الشافعي، ومن مؤلفاته كتاب "الأم" في الفقه الشافعي، وكتاب "السنن" في الحديث، وبقي الشافعي في هذا المسجد يفيض على الناس من علمه حتى مرض مرضه الأخير.

3. محمد بن جرير الطبري : قدم إلى مصر ليدرس في هذا المسجد، وكانت له حلقات في التدريس والحديث والفقه واللغة والشعر.