الدور التربوي والاجتماعي للمسجد

 

أ) الرسالة الروحية للمسجد :

من خلال المسجد يقوم الكيان الروحي للأمة، كما أنه الأساس لوجودها المادي. قال تعالى : { لا تقم فيه أبداً لمسجدٌ أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب الـمطَّهِّرين }(1). فالمسجد يهذب نفس المسلم ويرقى بمشاعره ويبعث لديه السكينة والطمأنينة، كما أنه يصل المسلم بربه ويطهر نفسه من الأنانية وحب الذات، وذلك قول الله سبحانه وتعالى : { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبرُ }(2)، والصلاة وقراءة القرآن تمنحان صاحبهما فيوضات ربانية ورحمات إلهية لا تنقطع، وتُباعد بين الإنسان والفواحش والمنكرات. قال تعالى : { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر }.

والمسجد يربط المسلم بربه ويتم فيه ذكر الله وطاعته. يقول تعالى : { في بُيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيـع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتـقلب فيه القـلوب والأبصار }( 3)، حيث تؤدى في المسجد الصلوات الخمس في جماعة، وكذلك صلاة الجمعة والجنازة وغيرها.

وفي المسجد يكون الاعتكاف، ومعناه عكوف القلب على الله تعالى طاعةً له. وكان رسول الله  صلى الله عليه و سلم   يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، وكان يأمر بخباء فيضرب له في المسجد يخلو فيه بربه عز وجل. فالاعتكاف إحدى الوظائف الدينية للمسجد.

وفي المسجد يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك من خلال خطبة الجمعة والدروس والعظات التي تلقى فيه، وهذه الرسالة للمسجد لم تحرم المرأة من الصلاة، كما جاء في الحديث : >لا تمنعوا إماء الله مساجد الله<.