الدور التربوي والاجتماعي للمسجد

 

د) المسجد والمكتبة :

لما كان المسجد مدرسة للمسلم، وكان كثير من المسلمين لا تتوفر لديهم مصادر العلم لاسيما الفقراء والذين لا يجدون سَعَةً لشراء الكتب التي توسع آفاق معرفتهم، فإنه من الضروري أن تكون في كل مسجد مكتبة تمثل مركز إشعاع وتوجيه وتربية. وهذه المكتبة ينبغي أن تكون متنوعة تزود يومياً بالجديد من الكتب والبحوث والمجلات الهادفة ليكون المتردد على تلك المكتبة على صلة بكل جديد في الفكر وما يجري في العالم من تيارات فكرية. لذا فإنه يجب إعداد نشرة ثقافية توجيهية تهذيبية بما يجري في المِنْطَقَة المحيطة بالمسجد والمشكلات التي تطرأ عليها، على أن يشترك فيها المتخصصون في مجالات مختلفة مع الإمام. وهذه النشرة تعلق بداخل المسجد. كما يُغْني مكتبةَ المسجد وجودُ مكتبة سمعية بصرية، فالكلمة المقروءة والمسموعة حين تنطلق من داخل المسجد يكون لها تأثير في النفوس وتوجيه لكل عمل بناء في حياة البشر. ولعل تزويد المساجد بالمكتبات يمثل زاداً ثقافياً للمسلمين يقيهم شرور الفكر المسموم الذي يعرض عبر الكلمات المكتوبة تارة والمسموعة أخرى.

إن المسجد إذا أسهم في تكوين عقول المسلمين وتنمية ثقافتهم، فإن المجتمع بأسره يتجه نحو التنمية الشاملة من خلال شعاع المسجد وتأثيره الذي يتغلغل داخل النفوس المؤمنة.