الدور التربوي والاجتماعي للمسجد

 

و) المسجد دار للغريب :

خصص النبي  صلى الله عليه و سلم   في مسجده مكاناً لإيواء الفقراء الذين ليس لهم بيوت، وعرف هذا بمكان أهل الصُّفَّةِ. وكان عددهم سبعين فرداً على رأسهم أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ وكان النبي ينفق عليهم من مال الصدقة وتبرعات أهل الفضل. ففي الحديث عن عثمان بن اليمان قال : لما كثر المهاجرون بالمدينة، ولم يكن لهم دار ولا مأوى، أنزلهم رسول الله المسجد، وسماهم أهل الصُّفَّةِ، وكان يجالسهم ويأنس بهم(2)، كما كان بالمسجد مسكن خاص لامرأة كانت تخدم حياً من العرب، ثم اتهموها بالسرقة فبرأها الله، وأسلمت فاتخذت خباء بالمسجد تسكن فيه وتتردد على أم المؤمنين عائشة في بيتها. فلقد عرف أهل الخير أن الغريب لابد أن يكون له مكان يأوي إليه فبنوا المضيفة، والرباط بجوار المسجد، ووقفوا عليها ما يضمن لها الاستمرار في أداء هذا الواجب.