الدور التربوي والاجتماعي للمسجد

 

ن) المسجد ونظافة البيئة :

لما كان الإسلام يهتم بالبيئة ونظافتها، ووعد بالأجر والثواب لمن عني بها، كانت المساجد أولى البقع بهذه النظافة، الأمر الذي ينعكس على سلوكيات الأفراد خارج المسجد.

ففي الحديث الذي رواه الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله  صلى الله عليه و سلم   : >عرضت عليَّ أعمال أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد<(1).

كما كرم النبي  صلى الله عليه و سلم   امرأة تكريماً عظيماً لأنها كانت تخدم المسجد وتقوم على نظافته، وإخراج التراب منه.

ففي الحديث الذي رواه أبو الشيخ الأصبهاني عن عبيد الله بن مرزوق قال : >كانت امرأة بالمدينة تقم المسجد (أي تكنسه) فماتت، فلم يعلم بها النبي عليه السلام، فمر علـى قبـرها فقال : ما هـذا القبر ؟ فقالوا : قـبر أم محـجن. قال : التـي كانت تقـم المسجد ؟ قالوا : نعم. فصف الناس فصلى عليها، ثم قال : أي العمل وجدتِ أفضل ؟ قالوا : يا رسول الله : أتسمع ؟؟ قال : ما أنتم بأسمع منها. فذكر أنها أجابته : قمَّ المسجد(2).

فلقد نالت المرأة هذا التكريم من صلاة النبي عليها وصف الناس قبرها والدعاء لها بالخير والرحمة، وذلك بفضل خدمة المسجد وتنظيفه.

وفي هذا الإطار يقول الله سبحانه وتعالى مؤكداً على النظافة والتجمّل من أجل بيئة نظيفة خالية من التلوث يسعد فيها الفرد والمجتمع على السواء : { يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين }(3).

وهكذا ينبغي أن تبقى بيوت الله نظيفة، تفوح منها الروائح الزكية التي تساعد على ارتيادها للصلاة فيها، وللاعتكاف فيها وأداء شعائر الله وفرائضه.

فالمسجد يربي المسلم على النظافة والنظام وغيرها من القيم البيئية التي نحتاج إليها في حياتنا.