صيدا في عهد الأتراك, صيدا في عهد الانتداب, صيدا في عهد الاستقلال, صيدا والاحتلال الاسرائيلي, وضع صيدا أثناء الاحتلال وبعده.

صيدا في عهد الانتداب:

فرض الانتداب الفرنسي على لبنان وسورية عام 1920م، حيث تم إعلان دولة لبنان الكبير وأصبحت صيدا متصرفية باسم لواء لبنان الجنوبي، وفي عهد الجمهورية دعيت باسم محافظة لبنان الجنوبي.

رفض الشعب الصيداوي الانتداب الفرنسي، ودوَّن في ورقة الاستفتاء الذي حصل آنذاك (نرفض الانتداب الفرنسي، ونؤيد الدولة العربية، ونتمسك بالاستقلال).

ومنذ ذلك الحين هبَّ الصيداويون يكافحون ضد الانتداب ويطالبون بالاستقلال حتى نشوب الحرب العالمية الثانية.

وفي هذه الحقبة الزمنية، كان التوجه البارز من جانب قادة صيدا ورؤسائها الروحيين ومفكريها وجمعياتها تعليم الناشئة وتطوير طريقة التعليم، ووضع المناهج التربوية والتعليمية الحديثة التي تتعهد بناء الإنسان، وتتولى إعداده لأن يكون مؤمناً بربه، محباً لوطنه، معتزاً بتاريخه، مزوداً بالعلم النافع والعمل الصالح والصدق في العمل والتعامل، وبالذود عن الوطن والكرامة والشرف.

كانت مدارس المقاصد الخيرية الإسلامية تتقدم المظاهرات والاعتصامات مطالبة بالاستقلال التام، والدفاع عن الحريات، ومنددة بما يجري ويحدث من جانب الحكام من انحراف أو ظلم أو فساد.

وكانت المظاهرات الشعبية الوطنية تجوب الشوارع والساحات يتقدمها الهلال والصليب متعانقين. وفي عام 1936م، ناضلت صيدا ضد الاستعمار، وشاركت في ثورة إخوانها في فلسطين ضد الانتداب البريطاني وفتح باب هجرة اليهود إلى فلسطين. وقامت المظاهرات ومنع أي مدد يصل إلى الطغاة الحاكمين عن طريق صيدا، وقد بلغت ذروتها يوم استشهاد عبد الحليم الحلاق واقتحام الشهيد معروف سعد القشلة في صيدا ـ مقر الدرك.

ولم تتوقف المظاهرات ضد الانتداب في سني الحرب العالمية الثانية، رغم إعلان الأحكام العرفية.