جامع السيّد البدوي

   

 

  ولد السيد البدوي بمدينة فاس بالمغرب سنة 596 هجرية 1200 ميلادية، وقضى أيامه متنقلا بين البلاد، وأقام مدة بمكة المكرمة، وفي أيام الملك الظاهر بيبرس دخل الى مصر واستقبله الملك بموكب عسكري وأنزله بدار الضيافة في القاهرة. وفي سنة 634 هجرية زار سوريا والعراق وساهم في الحروب التي خاضها المسلمون ضد الصليبين.

توفي السيد البدوي في مدينة طنطا المصرية سنة 675 هجرية ودفن بها، حيث أقيمت على قبره زاوية ضخمة عرفت في التاريخ باسم : الجامع الأحمدي" نسبة اليه وكان المماليك يبالغون في العناية بهذه الزاوية.

في عهد الأشرف أبو النصر قايتباي الذي كان عزيز مصر وحاكم الشرق العربي من سنة 872 حتى سنة 901 هجرية ازدهرت العمارة الاسلامية في عهده ازدهارا عظيما، وكثرت منشآته وتنوعت وبلغت من الدقة والاتقان شأنا عظيما.

وحينما زار هذا السلطان زاوية السيد البدوي بطنطا أمر بتوسيع المقام وزاد في بناء الزاوية ومساحتها وشيّد  لها المباني الضخمة. أما بناء المسجد والقبة  فقد أمر علي بك الكبير ببنائها وهي من المآثر لهذا الحاكم، فأخذ الجامع واجهة كبيرة مطلة على ميدان فسيح ومضاء ليلا ونهارا.

للجامع صحن واسع وحوله أعمدة فخمة، والزخارف وحوائط هذا المسجد مكتوب عليها بالآيات القرآنية الكريمة، وللمسجد منارتان عظيمتان.