العصور التي مرت على صيدا

1- معركة التحرير.

( أ ) صيدا في السنين الأخيرة من عهدها الصليبي.

(ب) الأشرف خليل يسترد صيدا ويدمر أسوارها وتحصيناتها في 690 هـ.


 معركة التحرير

( أ ) صيدا في السنوات الأخيرة من عهدها الصليبي:

   انتصرت جيوش المماليك انتصاراً حاسماً على جيوش المغول وحلفائهم من الأرمن وفرنج أنطاكية في موقعة عين جالوت المشهورة التي جرت في 26 من رمضان سنة 658 ه / 3 سبتمبر سنة 1260 م. وفي نفس هذا العام ارتقى الأمير المملوكي ركن الدين بيبرس البندقداري عرش السلطنة في مصر والشام باسم السلطان الملك الظاهر، بعد أن وثب على السلطان الملك المظفر سيف الدين قطز بطل وقعة عين جالوت.

   واتبع بيبرس مع الصليبيين سياسة تقوم على العنف والصرامة مستهدفاً إخراجهم نهائياً من أراضي الشام، إذ لم يكن قد نسي بعد الدور الذي لعبه بوهمند السادس ومن حذا حذوه من الصليبيين لمساندة المغول، ورأى أن يبدأ بتوجيه أولى ضرباته إلى إمارة أنطاكية، لمعاقبة أميرها على محالفته للمغول، فلقد كان بيبرس يعتبر بوهمند العدو الأعظم له من بين جميع أمراء الإفرنج، ومنذ سنة 660 ه / 1362 م بدأ بيبرس عملياته الحربية في أنطاكية، فغزاها الأمير شمس الدين سنقر الرومي في هذه السنة، وهاجم ميناءها، وعاد ومعه ما يزيد على ثلاثمائة أسير (ابن تغري بردى، النجوم الزاهرة، ج7 ص118 – منتخبات من كتاب عقد الجمان لبدر الدبن العيني في R. H. C. t. II القسم الأول، ص221 – طرابلس الشام، ص266). وفي سنة 663 ه / 1265 م استولى بيبرس على مدينة قيسارية وأرسوف، وفي العام التالي 664 ه هاجم قلعة صفد وتمكن من الاستيلاء عليها. وفي الجبهة الشمالية هاجمت قواته مدينة طرابلس وبلاد السواحل وحصن الأكراد واستولت عليه، كما استولت على قلعة حلبا والقليعات (طرابلس الشام، ص267). وفي يده (المقريزي، السلوك، ج1 قسم2 ص545 ). ويذكر صالح بن يحيى أن الأمير جمال الدين حجي عهد إلى بدر الدين بن رحال بالمرابطة في قبالة فرنج صيدا وبيروت والمثاغرة لهم، كذلك أورد صالح بن يحيى نص كتاب زي الدين آقوش النجيبي نائب الشام إلى زين الدين صالح بن علي بن بحتر أمير الغرب في زمن الظاهر بيبرس، وإلى جمال الدين حجي يأمرهما فيه بعدم تفريق جموعهما وإعادة جمعها وتوجيهها إلى جهة صيدا، والاجتهاد في المساعدة على حفظ هذا الثغر، كذلك كتب بيبرس إلى زين الدين وجمال الدين حجي كتاباً يأمرهما فيه بالاستمرار في الخدمة والنصح لدولته ويعدهما بالمكافأة لقاء إطلاعه على الأخبار والمتجددات، وهو بذلك يهدف إلى اتخاذهما عينين له يتجسسان له أخبار الإفرنج وأن يكونا مثاغرين على صيدا وبيروت (صالح بن يحيى، ص61 – 64).

   وهكذا بدأ بيبرس يطبق سياسة من الصرامة تجاه الصليبيين، وعندما أيقي هؤلاء بتحول ميزان القوى إلى جانب المماليك طلبوا منه الصلح، ووصلت رسلهم إلى السلطان في سنة 665 ه يعرضون عليه المناصفة في صيدا وهدم الشقيف. وتردد السلطان بيبرس بادئ ذي بدء في إجابتهم إلى طلبهم، ولكنه لم يلبث في العام التالي أن قبل عرضهم، وأبرمت معاهدة للصلح مدتها عشر سنوات، في أول سنة 667 ه / 1269 م بينه وبين صاحب عكا، اتفق فيها على أن بلاد صيدا الوطأة (السواحل) للإفرنج والجبليات للسلطان (منتخبات من كتاب عقد الجمان لبدر الدين العيني، في كتاب R. H. C., t. II, partie Iere ص225، 236).

   وظلت صيدا بمنأى عن الغزوات الإسلامية المدمرة في السنين الأخيرة من الصراع بين الإفرنج والمسلمين، ومع ذلك فقد اتخذت جانباً في النزاع الخطير الذي نشب بين بوهمند السابع صاحب أنطاكية وطرابلس 1275 – 1287 م ومقدم الداوية في صيدا جيوم دي بوجيه ومعه جاي الثاني المعروف بسيركي صاحب جبيل في سنة 677 ه / 1278 م، وتعرضت صيدا إبان هذا النزاع لهجوم شنته 15 سفينة سيرها بوهمند السابع، ونزلت قواته عند قلعة البحر حيث وقعوا أسرى في أيدي الداوية، وقد تعرضت صيدا بسبب هذه الغارة لأضرار فادحة Frederick, p. 98 – Deschamps, p. 226 – Grousset, t. III, p. 689).

   واستمر الصراع قائماً بين بوهمند السابع ومقدم الداوية ومعه صاحب جبيل حتى سنة 681 ه / 1282 م، فقد حاول جي في هذه السنة الاستيلاء على طرابلس عن طريق المفاجأة، فخرج في ثلاث حمّالات تحمل فرقة من العسكر عدتهم 25 من الخيالة، و400 من الرجّالة كلهم من مواطنيه الجنويين، ولكن بوهمند حاصره هو ورجاله، وألقى القبض عليه، وعاقب الجنويين بأن أمر بسمل أعينهم، أما مصير جي فكان أبشع، إذ دفن هو وأخواه وابن أخته أحياء في حفرة في آخر فبراير سنة 1282 م (ابن تغري بردى، ج7 ص316 حاشية2 Stevenson, p. 348K ، وراجع تفاصيل المغامرة في :

Michaud, Histoire des Croisades, vol. IV, Paris, 1822, p. 650- Grousset, t.III, p. 689-690

رنسيمان، ج3 ص658 وما يليها) . وفي نفس الوقت قام صراع بين هيو الثالث ملك قبرص وبيت المقدس وبين الداوية، وساعدت هذه الخلافات والحروب الأهلية على زيادة اضمحلال إمارات الإفرنج، ومهدت السبيل أمام سلاطين المماليك منذ أيام المنصور سيف الدين قلاوون للتغلب عليهم وطردهم نهائياً من بلاد الشام.

   وكان قلاوون منذ توليه السلطنة يحرص على مهادنة الصليبيين حتى يؤمن ظهره عندما يتفرغ لرد العدوان المغولي على الشام، ولذلك لم يتردد في الموافقة على تجديد الهدنة بينه وبين فرسان الإسبتارية بعكا في 22 من المحرم سنة 680 ه / 3 مايو سنة 1281 م، وبينه وبين بوهمند السابع لمدة عشرة سنوات كاملة. وفي 5 ربيع الأول سنة 682 ه / 3 يوليو 1283 م عقدت الهدنة بين قلاوون وولده الصالح علاء الدين علي بين حكام مملكة عكا وصيدا وعثليث ولبلادها وهم كفيل المملكة بعكا السنجال أودو Le Senechal Odo Poilechien وكان يحكم نيابة عن الملك شارل الأنجوي Chargles d'Anjou (E. J. King, The Knights of Hospitallers in the Holy Land, London, 1931, P. 284 – Stevenson, the Crusaders, p. 346)

ثم " المقدم إفرير كليام ديباجوك مقدم بيت الديوية, والمقدم إفرير نيكول للورن (Frere Nicolas Le Lorgne) مقدم بيت الاسبتار والمرشان إفرير كورات نائب مقدم الإسبتار" (المقريزي، السلوك، ج1 قسم3 ص986 – القلقشندي، ج14 ص52 – محيي الدين ابن عبد الظاهر، تشريف الأيام والعصور في سيرة الملك المنصور، تحقيق الدكتور مراد كامل، القاهرة، 1961، ص34). ونصت الهدنة على أن "صيدا القلعة والمدينة والكروم وضواحيها وجميع ما ينسب إليها يكون خاصاً للإفرنج ويكون لها من البلاد خاصاً خمس عشرة ناحية، وما في الوطأة من أنهار ومياه وعيون وبساتين وطواحين ومنى ومياه جارية وسكور لهم بها عادة قديمة تسقي أراضيهم يكون خاصاً لهم وما عدا ذلك من البلاد الجبلية جميعها تكون لمولانا السلطان ولولده بكمالها". واشترط قلاوون في الهدنة على ألا يقوم الإفرنج بتجديد سور ولا قلعة ولا برج ولا حصن قديم ولا مستجد في غير عكا وعثليث وصيدا مما هو خارج عن الأسوار في هذه الجهات الثلاث (ابن عبد الظاهر، المصدر السابق، ص41 – المقريزي، السلوك، ج1 قسم 3 ص985 وما يليها). وفي سنة 1289 تجددت الهدنة بين قلاوون ومملكة بيت المقدس وقبرص بعد أن اعتذر هنري لاشتراك المنظمات الدينية العسكرية في نقض الهدنة، ولكن إفرنج عكا نكثوا الهدنة عندما قتلوا جماعة من تجار المسلمين كانوا قد قدموا إلى عكا بمتاجر تمسكاً بالهدنة والعهد ومن جملتهم تجار قدموا في البحر ومعهم طائفة من المماليك أرسلوا هدية إلى السلطان (صالح بن يحيى، ص22). ويذكر رنسيمان أن تجديد الهدنة بين الملك هنري وقلاوون أعاد بعض الثقة في عكا، فعاد التجار المسلمون يمارسون تجارتهم في اطمئنان، وبدأ تجار دمشق يرسلون قوافلهم من جديد إلى الساحل، كما توافد المزارعون المسلمون بمنتجاتهم إلى أسواق عكا. وحدث أن وصل في هذه الآونة محاربون صليبيون جدد في صيف عام 1290 م يمثلون شراذم من رعاع الفلاحين والمتعطلين قدموا من لمبارديا وتسكانيا ممن تطلعوا إلى المغامرة وعرفوا بالعربدة والإخلال بالنظام. فأثاروا بمقدمهم الارتباك والفوضى في عكا، وأخذوا يهاجمون تجار المسلمين، وانطلقوا في الشوارع يذبحون كل من وجدوه منهم، وعندما بلغت أنباء هذه المذابح الوحشية مسامع السلطان، غضب وصمم على القضاء نهائياً على إمارات الإفرنج في الشام (رنسيمان، ج3 ص692)، ثم أصدر أمره بتجهيز الجيوش وآلات الحصار، ولكنه توفي في سنة 1290 وخلفه ابنه الأشرف خليل الذي وعد بإنفاذ الحملة التي أعدها أبوه.

(ب) الأشرف خليل يسترد صيدا ويدمر تحصيناتها في سنة 690 ه / 1291 م:

   رأينا أن الصليبيين نقضوا الهدنة ورفضوا أن يسلموا المتسببين في ذلك الأمر الذي حمل السلطان المنصور قلاوون على القيام بتعبئة جيوشه بهدف القضاء على بقايا الإمارات الصليبية في الشام، ولكنه توفي قبل أن يشرع في إنفاذ الحملة، وعندما اعتلى ابنه الأشرف خليل دست السلطنة قضى الشهرين الأولين في توطيد ملكه ثم تحرك على رأس حشوده في مارس 1291 وقد زودها بكل آلات الحصار والقتال، ووصلت قواته أمام أسوار عكا في 5 أبريل التي وجه إليها أولى ضرباته، ونجح في الاستيلاء عليها في 17 جمادى الآخر سنة 690 ه / 18 مايو سنة 1291 م. ويسجل سقوط عكا المركز اللاتيني المنيع نهاية استعمار الإفرنج للشام، وقاتل فرسان الداوية والاسبتارية قتالاً ضارياً، ولكن مواقعهم الأخيرة لم تلبث أن سقطت في أيدي المسلمين في أقل من ثلاثة أشهر، وفكر الداوية في نقل مركز المقاومة إلى صيدا حيث لجأ إليها نفر من الداوية نجوا من مذابح عكا مع قائدهم ثيبوت جودان وطائفة قليلة من المدنيين، وحمل ثيبوت معه كنوز الداوية وأموالهم وذخائرهم. واختير ثيبوت في صيدا مقدماً لجماعة الداوية بدلاً من المقدم جيوم دي بوجيه الذي سقط صريعاً في الهجوم الأخير الذي شنه المسلمون على عكا في 18 مايو. وبينما كان المماليك يدمرون عكا ويخربون أسوارها وتخصيناتها ويسوونها بالأرض، كانت قوات الأشرف خليل بقيادة الأمير علم الدين سنجر الشجاعي تسير نحو صيدا، وفكر الداوية بادئ ذي بدء في الدفاع عن صيدا التي كانت جزءاً من أملاكهم، وكان المقدم الجديد ثيبوت جودان قد تحصن فيها ومعه كنوز الداوية، وتجمع فيها الناجون من مذابح عكا. وعندما وصلت طلائع القوات المملوكية خرج الأهالي من المدينة وتحصنوا مع الداوية في قلعة البحر، ومن هناك ركب ثيبوت جودان سفينة حملته إلى قبرص بعد أن وعد إخوانه والأهالي المحاصرين بأنه سيعود بإمدادات تعينهم على الصمود، وطال انتظار المدافعين عن القلعة لهذه الإمدادات دون جدوى، في الوقت الذي أخذ علم الدين سنجر يقيم رصيفاً بين البر والقلعة للوصول إليهم، وعندئذ يئس المدافعون عن القلعة والحامون لها من الداوية والأهالي من قدوم أي مدد، وركبوا في ليلة حالكة الظلام سفنهم إلى قبرص، وعلى أثر ذلك استولى المماليك على قلعة البحر المهجورة في 15 رجب سنة 690 ه / 14 يوليو 1291 ودمروا تحصيناتها (رنسيمان، ج3 ص 711  Deschamps, p. 227 – Grousset, t. III, p. 762) .

   وفي فتح صيدا على أيدي المماليك يقول المقريزي: " وفتحت صور وحيفا وعثليث وبعض صيدا بغير قتال، وفر أهلها خوفاً على أنفسهم، فتسلمها الأمير علم الدين سنجر الشجاعي في بقية جمادى الأول، فقدمت البشائر بتسليم مدينة صور في 19 جمادى الأول، وبتسليم صيدا في العشرين منه، وأن طائفة من الإفرنج عصوا في برج منها (المقصود به قلعة البحر) فأمر السلطان بهدم صور وصيدا وعثليث وحيفا" (المقريزي، السلوك، ج1 قسم 3 ص765، 766). وفي موضع آخر يقول: "وكان الأمير سنجر الشجاعي نائب الشام قد سار في رابع رجب إلى صيدا، وحاصر البرج حتى فتحه في 15، وعاد إلى دمشق يوم رحيل السلطان منها" (المصدر نفسه، ص769 – ابن كثير، ج13 ص321 – ابن الفرات، تحقيق الدكتور قسطنطين زريق، ج8 بيروت 1939 ص113،121).

   ويشير شيخ الربوة الدمشقي إلى أن فتوح الأشرف خليل لعكار وعثليث وحيفا واسكندرونة وصور وصيدا وبيروت وجبيل وأنفة والبترون وصرفند استغرقت 47 يوماً (شيخ الربوة الدمشقي، كتاب نخبة الدهر، ص213). ويجمع مؤرخو العرب على أن السلطان الملك الأشرف خليل أمر بهدم هذه المدن جميعاً بعد أن دخلتها جيوش المسلمين، فهدمت (ابن كثير الدمشقي، ج13 ص321 – أبو الفداء، المختصر، ج7 ص32 –ابن الفرات، ج8 ص121 – المقريزي، الخطط، ج3 ص176 – الدويهي، ص151). وهكذا تحولت صيدا مرة أخرى إلى خرائب، ومن المعروف أن سلاطين الأيوبيين (سبق للملك المعظم عيسى بن الملك العادل صاحب دمشق أن أرسل الحجارين والنقابين إلى القدس، فخرب أسوارها خوفاً من أن يقصدها الإفرنج فلا يقدر على منعهم "أبو الفداء، ج6 ص18". كذلك خرب المسلمون أسوار دمياط في شعبان سنة 648 ه لما حصل للمسلمين عليها من الشدة مرة بعد أخرى وأسسوا مدينة في البر سموها المنشية "نفس المصدر، ص88". وعندما افتتح قلاوون مدينة طرابلس أمر بها فهدمت ودكت إلى الأرض سنة 688 "نفس المصدر ص29"، ونلاحظ أن مدينة صيدا خربت أكثر من مرة في العصر الأيوبي منذ أن استولت عليها قوات صلاح الدين في سنة 582) والمماليك كانوا يحرصون على تدمير التحصينات الساحلية بوجه خاص حتى لا يهيئوا المجال بتركها سليمة دون هدم للصليبيين معاودة الاستيلاء عليها والتحصن فيها من جديد، وهو تقليد بدأه عمرو بن العاص عندما خرب سور الإسكندرية بعد أن عانى كثيراً من الصعاب في استردادها سنة 25 ه من أيدي الروم الذين كانوا قد انتقضوا على المسلمين وتحصنوا فيها (البلاذري، ج1 ص260 – ابن عبد الحكم، فتوح مصر والمغرب والأندلس، تحقيق الأستاذ عبد المنعم عامر، القاهرة، 1961 ص235 – المقريزي، ج1 ص260 – السيوطي، حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة، طبعة مصر 1321 ه . ج1 ص78). وكان الأشرف خليل إذ أمر بهدم أسوار هذه المدن مدفوعاً بخوفه من أن يعاود الصليبيون الذين فروا إلى جزيرتي قبرص ورودس وضع أقدامهم على الساحل. وعندما أعيد بناء مدينة طرابلس في نيابة أسندمر كرجي اختيرت المدينة الجديدة في موضع داخلي لتصبح مدينة ذات حامية، وحدث نفس الشيء بالنسبة لصيدا، فقد وكل الأشرف بحراسة الساحل من زاوية طرابلس حتى صيدا إلى بعض عشائر التركمان والمسلمين تحوطاً من عودة الإفرنج إلى هذه الجهة واستئناسهم نصارى لبنان، فتكون تلك العشائر فاصلة بين الإفرنج والنصارى الوطنيين (الدبس، ج6 ص308 Ira Marvin, p. 16 – Lammens, t. II, p. 17 ).

   وأول من تولى على صيدا وبيروت في أول الفتوحات الأشرفية والٍ يقال له الدمياطي (صالح بن يحيى، ص104)، ثم توالى عليها الولاة بعد ذلك.