دور الزخرفة الإسلامية في المساجد"مؤسسة حاتم ضو" 

يشكل وجود الزخرفة والنقوش العربية والإسلامية والبيزنطية والروماني وغيرها عنصراً مهماً في بناء زخرفة ودور العبادة من مساجد وكنائس, حيث تستخدم هذه الزخارف من مادة الجفصين والمنحوتات الخشبية والصخرية, وعناصر الزخرفة الزجاجية كالزجاج الملون والمرايا والثريات, وهي ملازمة للهندسة الداخلية والخارجية لهذه الأماكن.

تغيرت النقوش والفنون الزخرفية وتطورت مع تغير العصور والحضارات, ومن خلال اطلاعنا كمؤسسة حاتم ضو للديكور, تبيّن لنا عظمة هذا التراث والمشرق على كل متتبع ومرافق لمجال الزخرفة الحرفية, والذي لك يخل منه أي صرح وخاصة أماكن ودور العبادة.

ومن خلال بحثنا في جملة من المراجع إستنتجنا بأن الفن الإسلامي ولد في أحضان القرآن الكريم, ويشكل جزءً مهماً من الحضارة الإسلامية, وتطور مع مرور الزمن على أيدي العرب والترك والفرس وبعض شعوب آسيا الوسطى والأندلس والشعب التركي. وقد جددوا في أشكال النقوش والزخرفة وكان للبعض منهم سيادة طوال قرون عديدة على الكثير من مناطق العالمين العربي والإسلامي كسوريا والعراق ودولة المماليك في مصر والأناضول ومن بعدهم السلطنة العثمانية التي امتدت من الأناضول حتى البلقان ومصر والشرق الأدنى.

كانت دمشق مبعث الفن الزخرفي في العصر الأموي, وقد تلتها مدينة سامراء في العراق في العصر العباسي, وكانت تلك الموجات الجديدة والأفكار والتأثيرات البارزة التي دخلت على الفن الإسلامي والتي صقلت الفن الزخرفي ورفعته مع مجمل الفنون إلى سوية عالية متطورة حملت طابعاً تجريدياً بأرفع المستويات.

إن دراسة الموضوعات الزخرفية متشعبة وعسيرة, وقد شكلت واحداً من الموضوعات الأكثر شعبية حتى لقرن الخامس, واستخدمت بصورة خاصة في زخرفة المخطوطات الهندسية الجبسية على الجدران والأسقف. وكانت هذه الأشكال من الموضوعات الأكثر تناغماً مع الفلسفة الإسلامية لإبداع زخارف متناهية في الجمال والأصالة. ولهذه الهندسية قواعدها الخاصة من شبكات وحلقات ومثلثات ومربعات ومضلعات...الخ..

بعض هذه الزخارف استعملت برمزية واستخدمت عن وعي ولا وعي لترميز أو اقتراح أفكار محددة, ويمكن تتبع أثر في الحضارات القديمة والمعتقدات البائية. هذه الأساليب من الزخرفة كان لها شعبية واسعة خاصة في القرن الثامن عشر واستخدمت في المطرزات الدينية كالمساجد والكنائس والقصور والقلاع. والنقطة البالغة الأهمية في هذه الفنون الزخرفية التي ينبغي ملاحظتها من إبداع وتصميم, هي تحقيق شعور من الوازن والانسجام, فكلما كان توازن التصميم وانسجامه عظيماً كانت له قيمة جمالية وفنية أكبر.