الصلاة

صلاة الرسول

تأليف سماحة الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
مفتى عام المملكة العربية السعودية

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى كل من يحب أن يصلى كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم ( صلوا كما رأيتموني أصلى) رواه البخاري.

الوضوء والاستعداد للصلاة :  
يسبغ الوضوء وهو أن يتوضأ كما أمره الله عملاً بقوله سبحانه وتعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق امسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تقبل صلاة بغير طهور ) .  
استقبال القبلة :  
يتوجه المصلى إلى القبلة وهي الكعبة أينما كان بجميع بدنة قاصداً بقبلة فعل الصلاة التي يريدها من فريضة أو ناقلة ، ولا ينطق بلسانه بالنية ، لا، النطق باللسان غير مشروع لكون النبي صلى الله عليه وسلم لم ينطق بالنية ، لأن النطق باللسان غير مشروع ، لكون النبي صلى الله عليه وسلم لم ينطق بالنية ولا أصحابه رضي الله عنهم ويسن أن يجعل له ستره يصلى إليها أن كان إماماً أو منفرداً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.  
تكبيرة الإحرام والبدء بالصلاة :  
يكبر تكبيرة الإحرام قائلاً ( الله أكبر ) ناظراً ببصره إلى محل سجوده. 
يرفع يديه عند التكبير إلى حذو منكبية ، أو إلى حيال أذنية.
يضع يديه على صدره ، اليمنى على كفة اليسرى ، لورود ذلك من حدي وائل بن حجر وقبيصه ابن هلب الطائي عن أبيه رضى الله عنهما.

دعاء الاستفتاح وقراءة الفاتحة :  
يسن أن يقرأ دعاء الاستفتاح وهو ( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بينا المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم أغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد ) .  
وإن شاء قال بدلاً من ذلك ( سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك أسمك وتعالى جدك ، ولا إله غيرك ) ثم يقول : ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ) ويقرأ سورة الفاتحة ، لقوله صلى الله عليه وسلم ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) ويقول بعدها (آمين) جهراً في الصلاة الجهرية ، ثم يقرأ ما تيسر من القرآن.  
الركــوع :  
يركع مكبراً رافعاً يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه جاعلاً رأسه حيال ظهره ، واضعاً يديه على ركبتيه ، مفرقاً أصابعه ، ويطمئن في ركوعه ويقول ( سبحان ربي العظيم ) والأفضل أن يكررها ثلاثاً أو أكثر ، ويستحب أن يقول مع ذلك ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم أغفرلي ).  الرفع من الركوع ودعاؤه :  
يرفع رأسه من الركوع ، رافعاً يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه قائلاً : ( سمع الله لمن حمده) إن كان إماماً أو منفرداً ،ويقول بعد قيامه ، ( ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملء ما شئت من شئ بعد ) وإن زاد بعد ذلك ( أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطى لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) فهو حسن ، لأن ذلك قد ثبت عن البني صلى الله عليه وسلم في بعض الأحاديث الصحيحة ، أما أن كان مأموماً فإنه يقول عند الرفع : ( ربنا ولك الحمد ) إلى آخر ما تقدم ويستحب أن يضع كل منهم يديه على صدره كما فعل في قيامه قبل الركوع لثبوت ما يدل على ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث وائل بن حجر ، وسهل بن سعد رضى الله عنهما.
السجود ودعاؤه :  
يسجد مكبراً واضعاً ركبتيه قبل يديه إذا تيسر ذلك ، فإن شق عليه قدم يديه قبل ركبتيه ، مستقبلاً بأصابع رجليه ويديه القبلة ، ضاماً أصابع يديه ، ويكون على أعضائه السبعة ، الجبهة مع الأنف واليدين والركبتين ، وبطون أصابع الرجلين ، ويقول ( سبحان ربي الأعلى ) ويكرر ذلك ثلاًثاً أو أكثر ويستحب أن يقول مع ذلك ( سبحانك ربي الأعلى ) ويكرر ذلك ثلاًثاً أو أكثر ويستحب أن يقول مع ذلك ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم أغفر لي ) ويكثر من الدعاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( أما الركوع فعظموه فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستحاب لكم ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ) رواهما مسلم في صحيحه ويسأل ربه له ولغيرة من المسلمين من خيري الدنيا والآخرة سواءاً كانت الصلاة فرضاً أو نفلا ، ويجافي عضدية عن جنبيه وبطنه عن فخذيه عن ساقية ويرفع ذراعية عن الأرض ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعية انبساط الكلب )
الجلوس بين السجدتين :  
يرفع رأسه مكبراً ويفرش قدمه اليسرى ويجلس عليها وينصب رجله اليمنى ويضع يديه على فخذيه وركبتيه ويقول ( رب أغفر لي ، رب أغفر لي ، اللهم أغفر لي وارحمني وأرزقني وعافني وأهدني وأجبرني ) ويطمئن في هذا الجلوس حتى يرجع كل فقار إلى مكانه كاعتداله بعد الركوع لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطيل اعتداله بعد الركوع وبين السجدتين.  
يسجد السجدة الثانية مكبراً ، ويفعل فيها كما فعل في السجدة الأولى.  
الركعة الثانية :  
يرفع رأسه مكبراً ، ويجلس جلسة خفيفة مثل جلوسه بين السجدتين وتسمى جلسة الاستراحة خفيفة مثل جلوسه بين السجدتين وتسمي جلسة الاستراحة وهي مستحبة في أصح قولى العلماء ، وان تركها فلا حرج ،وليس فيه ذكر ولادعاء ، ثم ينهض قائماً إلى الركعة الثانية معتمدا على ركبتيه إن تيسر ذلك وإن شق عليه اعتمد على الأرض ، ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر له من القرآن بعد الفاتحة ، وما تيسر له من القرآن بعد الفاتحة ، ثم يفعل كما فعل في الركعة الأولي ولا يجوز للمأموم مسابقة إمامه لأن النبي صلى الله عليه وسلم حذر أمته من ذلك وتكره موافقته للإمام ، والسنة له أن تكون أفعاله بعد إمامه من دون تراخي وبعد انقطاع صوته لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربناا ولك الحمد فإذا سجد فأسجدوا ) الحديث متفق عليه. 

 

التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :  
إذا كانت الصلاة ثنائية ، أي ركعتين كصلاة الفجر والجمعة والعيد جلس بعد رفعه من السجدة الثانية ناصباً رجله اليمنى ، مفترشاً رجله اليسرى واضعاً يده اليمنى على فخذه اليمنى قابضاً أصابعه كلها إلا السبابة فيشير بها إلى التوحيد ، وأن قبض الخنصر والبنصر من يده وحلق أبهامها مع الوسطى وأشار بالسبابة فسحن لثبوت الصفتين عن النبي صلى الله عليه وسلم والأفضل أن يفعل هذا تارة وهذا تارة ويضع يده اليسرى على فخذه اليسرى وركبته ، ثم يقرأ التشهد في هذا الجلوس وهو ( التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ) ثم يقول : ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد ، وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم ، وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ) ويستعيذ بالله من أربع فيقول ( اللهم إني أعوذبك من عذاب جهنم ،ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ) ثم يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخر ، وإذا دعا لوالديه أو غيرهما من المسلمين فلا بأس سواؤ كانت الصلاة فريضة أو نافلة ، ثم يسلم عن يمينه وشماله قائلاً ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) .  
إن كانت الصلاة ثلاثية كالمغرب ، أو رباعية كالظهر والعصر والعشاء ، قرأ التشهد المذكور آنفاً ،مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم نهض قائماً معتمداً على ركبتيه ، رافعاً يديه إلى حذر منكبيه (قائلاً) ( الله أكبر ) ويضعهما اي يديه 'لى صدره ، كما تقدم ويقرأ الفاتحة في بعض الأحيان فلا بأس ، لثبوت ما يدل على ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي سعيد رضى الله عنه ، ثم يتشهد بعد الثالثة من المغرب ، وبعد الرابعة من الظهر والعصر والعشاء ، ويصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ويتعوذ بالله من عذاب جهنم من عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال ويكثر من الدعاء ، ومن ذلك اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، كما تقدم ذلك في الصلاة الثنائية ، لكن يكون في هذا الجلوس متوركاً واضعاً رجله اليسري تحت رجله اليمنى ، ومقعدته على الأرض ناصباً رجله اليمنى لحديث أبي حميد الساعدي في ذلك ، ثم يسلم عن يمينه وشماله قائلاً : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
دعاء ما بعد الصلاة :  
ويستغفر الله ثلاثاً ويقول : اللهم أنت السلام ومنك السلام ، تباركت ياذا الجلال والإكرام لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير الله لا مانع لما أعطيت ، ولا معطى لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا أياه ، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن ، لا إله إلا الله ، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ) ، ويسبح الله ثلاثاً وثلاثين ويحمده مثل ذلك ، ويكبره مثل ذلك ، ويقول تمام المائة ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد ، وهو على كل شئ قدير ) ويقرأ آية الكرسي وقل هو الله أحد ، وقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس بعد كل صلاة ويستحب تكرار هذه السور الثلاث ، ثلاث مرات بعد صلاة الفجر ، وصلاة المغرب لورود الحديث الصحيح بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم كما يستحب أن يزيد بعد الذكر المتقدم بعد صلاة الفجر وصلاة المغرب قول ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير ) عشر مرات لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن كان إماماً أنصرف إلى الناس وقابلهم بوجهه بعد استغفاره ثلاثاً ، وبعد قوله اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والاكرام ثم يأتي بالأذكار المذكورة ، كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنها حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم ، وكل هذه الأذكار سنة وليست بفريضة.
 
السنن الرواتب :  
ويستحب لكل مسلم ومسلمة ، أن يحافظ على اثنتي عشرة ركعة في حال الحضر ، وهي أربع قبل الظهر ، واثنتان بعدها وثنتان بعد المغرب ، وثنتان بعد صلاة العشاء ، واثنتان قبل صلاة الصبح ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحافظ عليها ، وتسمى الرواتب وقد ثبت في صحيح مسلم عن أم حبيبه رضى الله عنها عن البني صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من صلى أثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته تطوعاً بني له بيتاً في الجنة ).
  وقد فسر الإمام الترمذي في روايته لهذا الحديث بما ذكرنا أما في السفر فكان النبي صلى الله عليه وسلم يترك سنة الظهر والمغرب والعشاء ، ويحافظ على سنة الفجر والوتر ، ولنا فيه أسوه حسنة ، لقول الله سبحانه ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) وقوله عليه الصلاة والسلام ( صلوا كما رأيتموني أصلى ) والله ولي التوفيق ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبدالله وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
المفتي العام
للمملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز