الصلاة

أمَّا عن إقامة الصَّلاة فإنها تقتضي اقتران التلاوة بتدبر مع التزام الخشوع القلبي، فإنْ أقيمت على هذا النحو من الأداء أفاضت على صاحبها نوراً وهداية، وكانت عنده بمثابة حصن متين يقيه شرور المنكرات والرذائل، مصداقاً لقوله تعالى: {اتلُ ما أُوحيَ إليك من الكتابِ وأقِمِ الصَّلاة إنَّ الصَّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكرِ ولَذِكْرُ الله أكبرُ وَالله يعلمُ ما تصنعون} (29 العنكبوت آية 45).

وقد صرَّحت الآية الكريمة بأن الصَّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فكيف لا ينتهي عن ذلك هؤلاء المصلُّون! ذلك أن للصلاة مظهراً خارجياً، وجوهراً وحقيقة، فحركات الصَّلاة من قيام وقعود وسجود هي مظهر الصَّلاة وهذا ظاهر العبادة، وهذه الحركات يؤدِّيها سائر المصلِّين، أمَّا الوصول إلى جوهر الصَّلاة، فهذا من عمل القلب لا الجوارح، إلا أنه لا يمكن إدراكه بالعين المجرَّدة، كما لا يمكن أن نحكم على مستوى صلاة المصلِّي إلا بمقدار ما تنعكس آثار هذه الصَّلاة في أعماله وتصرُّفاته. فالمصلِّي المرتكب للفواحش، لا حظَّ له من صلاته إلا القيام والقعود، بخلاف المصلِّي الورع الَّذي تنعكس آثار الصَّلاة وخيراتها في مطلق أعماله وتصرُّفاته، وتهيمن عليه في حالتي الرضا والسخط والعطاء والمنع؛ فيكون من عداد المصلِّين الَّذين استثناهم الله تعالى، بخروجهم عن الأوصاف الملازمة للإنسان الخام، الَّذي لم يدخل مدرسة الصَّلاة وذلك في قوله جلَّ من قائل: {إنَّ الإنسانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إذا مسَّهُ الشَّرُّ جَزوعاً * وإذا مسَّهُ الخيرُ مَنُوعاً * إلاَّ المصلِّين * الَّذين هم على صلاتِهِم دائمون} (70 المعارج آية 19ـ23). وهذا مايؤكِّده رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِّه « ليس كلُّ مصلٍٍّ يصلِّي، إنما أتقـبَّل الصَّلاة ممَّن تواضع لعظمتي، وكفَّ شهواته عن محارمي، ولم يصرَّ على معصيتي، وآوى الغريب، كلُّ ذلك لي …» (رواه الديلمي عن حارثه بن وهب)

إن ذكر الله تعالى هو أُسُّ العبادات، وبه نصل إلى حقيقة الصَّلاة، وجوهر الصَّلاة يعيدنا إلى دائرة الذكر لتكون بذلك حلقة متكاملة بالله، من الله وإلى الله. قال أحد العلماء العارفين: [إن في الصَّلاة ثلاث خصال: الإخلاص والخشية وذكر الله؛ فالإخلاص يقود العبد إلى المعروف، والخشية تنهاه عن المنكر، وذكر الله ـ القرآن ـ يأمره وينهاه، فكلُّ صلاة لا يكون فيها شيء من هذه الخلال فليست بصلاة]. والذكر النافع ما تحقَّق فيه جمع القلب على الله وتفرغه مـمَّا سواه، ذلك لأن صلة القلب المستمرَّة بالله، والذكر الدائم له، يتركان في الإنسان أعظم الأثر، وينقلانه من حال إلى حال، ويزوِّدانه بالقوَّة والثبات على التزام ما تلاه من القرآن الكريم في صلاته خير التزام. ومن ذكَر الله ذكره الله، وذِكْرُ الله للعبد هو إفاضة الهدى ونور العلم عليه، وهذا من ثمار ذكر العبد ربَّه، قال تعالى: {فاذكُروني أَذكُركم..} (2 البقرة آية 152).

كيفية الصلاة

 

استقبال القبلة و تكبيرة الإحرام: الله اكبر

وضع اليد اليمنى فوق اليسرى تحت الصدر قليلا ويقول دعاء الاستفتاح ، ثم قراءة الفاتحة وسورة

يكبر ويركع: ويقول فيه سبحان ربى العظيم ثلاث مرات

الرفع من الركوع : ويقول في أثنائه سمع الله لمن حمده ثم يدعو الله

يكبر ويسجد السجدة الأولى و يقول فيها سبحان ربى الأعلى ثلاث مرات

الجلوس بين السجدتين: و يدعو فيه

السجدة الثانية : وفيها يقول بما قاله في السجدة الأولى

الجلوس لقراءة التشهد

ثم السلام( السلام عليكم ورحمة الله ) بدءاً بالجهة اليمنى

ثم السلام على الجهة اليسرى وبذلك تنتهي الصلاة