وكانت كلينتون أعلنت عن النية عن إنشاء هذه السفارة الشهر قبل الماضي، عندما كانت ترد على أسئلة مشاهدي "بي بي سي فارسي" و"صوت أمريكا فارسي"، وقالت أيضاً إن واشنطن مستعدة - لو طلب الإصلاحيون - تقديم الدعم العسكري للإصلاحيين والتدخل المباشر مع حلف الناتو لإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية على غرار الثورة الليبية.

وفي رد وزيرة الخارجية الأمريكية على سؤال حول مساعي الولايات المتحدة لإعادة العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران, قالت: "إن الرئيس باراك أوباما أعلن 0عن ستعداده فتح حوار مع المسؤولين الإيرانيين, إلا أن نظام الحكم في إيران معقد للغاية، ولا يمكن التكهن بمن هو صاحب القرار في البلاد".

وأضافت أن المسؤولين الإيرانيين يتجنبون حتى الظهور مع نظرائهم الأمريكيين, في الحفلات الرسمية في العالم، وكما يبدو أن إيران تشهد حرباً داخلية على السلطة، ولا يمكنها أن تتخذ أي قرار في ما يتعلق بعلاقتها بالولايات المتحدة.

وفي ردها على سؤال حول امتناع الولايات المتحدة عن دعم الحركة الخضراء أثناء الاحتجاجات التي اندلعت عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في صيف 2009, قالت كلينتون: "كانت هناك أصوات من داخل الحركة الخضراء تحذر الولايات المتحدة من مغبة التدخل والعمل بطريقة تظهرها الداعم الرئيسي للحركة الخضراء, حتى لا يتعرض أنصار الحركة للخطر وتتأثر الحركة سلباً بهذا الدعم".

وانطلقت صفحة السفارة الأمريكية الافتراضية في طهران باللغتين الإنجليزية والفارسية، وضمت أخباراً وتحليلات عن إيران وتطورات اقتحام السفارة البريطانية والجهة التي تقف خلفها، مشيرة إلى تقرير صحيفة "تلغراف" الذي ذكر أن الشبان الذين هاجموا السفارة البريطانية كانوا يتبعون تعليمات اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس.

إلى ذلك، أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تنفيذ قرار تقليص العلاقات الدبلوماسية مع النظام الملكي في بريطانيا، وكلف الجهات المعنية باتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ القرار.

وجاء على موقع الرئاسة الإيرانية أن الرئيس محمود أحمدي نجاد أبلغ الجهات المعنية بتنفيذ قرار تقليص العلاقات مع النظام الملكي في بريطانيا الذي تم تمريره في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)، عقب المواقف العدوانية الأخيرة التي اتخذها النظام الملكي البريطاني ضد الشعب الإيراني، بما فيها فرض عقوبات جديدة تشمل التعامل مع البنك المركزي الإيراني، ودعم وتمويل أعمال الشغب في الاضطرابات التي اندلعت بعد انتخابات الرئاسة الإيرانية عام 2009، على حد ما جاء على لسانه.

فقد تم تمرير قرار تحجيم العلاقات الإيرانية البريطانية في مجلس الشورى الإسلامي في يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم. وينص القرار على حث الخارجية الإيرانية على تقليص مستوى العلاقات الدبلوماسية وسحب السفير الإيراني من لندن وتخويل مهامه للقائم بالأعمال.

وأحال رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني نص القرار بعد تمريره في مجلس صيانة الدستور يوم أمس الثلاثاء إلى الرئيس محمود أحمدي نجاد لإبلاغ القرار إلى الجهات المعنية لاتخاذ الخطوات اللازمة لإدخال القرار حيز التنفيذ.