قلعة صيدا البحرية» محط اهتمام عربي وغربي

التصنيف: سياسة
2012-05-23 11:40 ص 842
سامر زعيتر:
على وقع الأحداث والتغيّرات، تبقى مدينة صيدا بعيداً عن التجاذبات والأنواء، رغم ما حفر في ذاكرة المدينة من أحداث أليمة، وكأنها اتخذت من قلعتها البحرية عنواناً للصمود في وجه عثرات الزمن..
واقع لا يخفى على أحد، ويلقي بظلاله على كافة الأراضي اللبنانية، وكأن التجار والأهالي الذين يستعدون لموسم الصيف، عليهم مراجعة حساباتهم.. ومعه التساؤل عن واقع السياحة واستمرار الأزمات التي أرهقت الجميع؟..
لكن «قلعة صيدا البحرية» على الرغم من كل ذلك يبقى لها سحر خاص، ربما يتفوّق على العديد من الأماكن الأثرية، حتى التي دخلت عجائب الدنيا، لتبقى من الأماكن المفضلة لدى الزائرين من العرب والأجانب، فيما شكوى البعض من اقتصار هذه الزيارات على الأيام دون الليالي له مبرراته..
«لـواء صيدا والجنوب» يُسلط الضوء على «قلعة صيدا البحرية» ومعها المخاوف من تفاقم الأوضاع الأمنية..
«صيدون»، حاضنة البحر تشكل البلدة القديمة فيها ما يقرب من 200 ألف متر مربع، وتضم محلات وأسواق ومساجد ومدارس ومقاهي ومشاغل صغيرة يعود معظم مبانيها للقرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
المدينة التي يقصدها السياح العرب والأجانب، لا بد لكل من يقصدها من زيارة «قلعة صيدا البحرية»، ولكن عندها تتوقف الحكاية!!
تاريخ متداخل
القلعة تعد تمازجاً لتاريخ أسسه جماعة من الصليبيين الفرنجة والانكليز والأسبان، ولكنها في الوقت عينه تجمع بين أحضانها برجاً إسلامياً، وفق ما جاء في اللوحة الرخامية التي تعلو نافذة البرج المشرفة على ساحة القلعة، حيث تطل واجهته الجنوبية على مدينة صيدا، وهناك يتعانق البحر مع ما عداه من سحر المكان، غير أنه في كثير من الأحيان يشتاق إلى الزائرين، بفعل الأوضاع السياسية والاقتصادية.
يخيّل لأي زائر إلى مدينة صيدا أنه يدخل مدينة يعود معظم أبنيتها للقرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ويزيد عمر بعضها على سبعة قرون. ومن أبرز تلك البنايات قلعتها المطلة على البحر الأبيض المتوسط، هذه القلعة التي بناها الصليبيون في العام 1228م على مدخل المدينة، شيّدت على جزيرة صخرية تبعد حوالى 80 متراً من الشاطئ، ويربطها به جسر صخري مبني على تسع قناطر، ويزين مدخل القلعة أحجار سوداء منحوتة، ويقع داخلها مسجد بناه الأشرف خليل بن قلاوون وجدده الأمير فخر الدين، وكان يربطها في السابق بالمدينة أيضاً نفق يمر تحت الماء وفق ما يشير المؤرخين.
نشاطات صباحية!!
القلعة التي تقوم بلدية صيدا بحراستها وتنظيفها، تُعنى مديرية الآثار بحمايتها والاهتمام بها، وتكتسي القلعة في الليل حلة جميلة من الإنارة، هذا إذا لم ينقطع التيار الكهربائي! أو ربما يقتصر دورها المسائي على بعض المناسبات، التي تتخذ من ساحتها مكاناً للعودة إلى التراث، حيث يتم إحياء الأمسيات، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك، كما تنار القلعة خلال الصيف.
لم تعد تقتصر زيارات القلعة البحرية على العرب والأجانب، بل أضحت في الآونة الأخيرة مكاناً يزوره العديد من السياسيين، وحتى إقامة النشاطات الرياضية، خصوصاً تلك التي تتطلب تركيزاً عالياً مثل: الكاراتيه و«اليوغا»، وهو ما دأب عليه البعض.
إكتمال الصورة
نشاطات متعددة تترافق مع حركة دؤوبة داخل القلعة، فقلما تجدها تخلو من السائحين، ولكن ذلك بالطبع في النهار دون الليل، ومعها تكتمل الصورة، نشاط نهاري يطبع المدينة التي لم تعهد فتح أبوابها في الليل داخل السوق التجاري، والذي يؤثر عليها دائماً الواقع الأمني، فضلاً عن عدم استقطابها للسائحين خلال المساء، الأمر الذي جعل أصحاب المحال التجارية يفتحون أبوابهم ليلاً ببادرة من «جمعية تجار صيدا وضواحيها»، ولكن خلال النصف الأخير من شهر رمضان المبارك. واقع يترافق مع إستفادة المطاعم والمحال بالقرب من القلعة، التي ازدهرت في السنوات الأخيرة منها سلسلة من المحال والمطاعم التي تواكب واقعها، فعلى بعد أمتار منها تم استحداث «عوامة القلعة»، وهي عبارة عن سفينة اختارت الرسو في مرفأ الصيادين، الذي لا يتسع إلى السفن الكبرى، على غرار مرفأ صيدا التجاري، لكنه يفي بالحاجات الشعبية التي تنسحب على المكان، فيما يتمنى أبناء المدينة أن يكون للمرفأ دور أكبر.. وعلى الضفة الأخرى يقع محل «فلافل أبو رامي»، الذي طوّر واجهته لتتماشى مع الاستقطاب السياحي، بعدما اتخذ شهرة من المكان، فضلاً عن الاهتمام بكبر حجم «الساندويش»، الذي لم يكن مألوفاً في المدينة، حيث ذاع صيته بين المناطق، وربما عند السائحين..
منفعة وحرمان
وعلى طول الطريق كانت المقاهي والمطاعم تأخذ من فكرة التراث والحمص والفول مدخلاً إلى الحداثة والتطوّر، ولكن كل هذا الواقع يبقى قاصراً على الواجهة البحرية، وبعض الزواريب التي يصل إليها السائحون وقاصدو المدينة داخل أزقة صيدا القديمة، فيما السوق التجاري يُحرم من السائحين، ولا يزال يعتمد على أبناء المنطقة، وهو الأمر الذي دعا البعض إلى المطالبة بعدم إيقاف الحافلات السياحية مقابل «قلعة صيدا البحرية»، بل إيقافها عند المواقف في ساحة النجمة..
تنافس ما بين الجميع على استقطاب السياح الذين لا يزورون المدينة إلا في الصباح، نظراً لعدم توافر الفنادق الكبيرة التي تستقطبهم، رغم وجود عدد صغير منها منذ سنوات، لكن يبدو أن قرب صيدا من العاصمة يجعلها محط زيارة لقاصديها دون المبيت فيها، أو ربما لم تصل إلى المرحلة التي تستقطب الزائرين للمبيت، على غرار المدن الساحلية المميزة، رغم ما تحويه من جمال، لكن سحر المدينة لا يستقطب السائحين ليلاً، فكيف الحال مع تفاقم الأوضاع الأمنية والمخاوف معها من الدخول في دوامة لا تحمد عقباها!!
أخبار ذات صلة
ترامب لخامنئي: بيبي مجنون.. بانتظار مكالمتكم
2025-06-15 10:12 ص 69
أثلج صدورنا".. مفتي عُمان يعلق على الهجوم الصاروخي الإيراني ضد إسرائيل
2025-06-15 02:19 ص 59
هكذا بدى فجر اليوم في تل أبيب مصور
2025-06-14 11:01 ص 99
*تنبيهٌ أميركيٌ وصل إلى لبنان!*
2025-06-13 08:15 م 123
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا

أصحاب الموتورات نار جهنم و أبواب السجون والمخافر باتت مشرّعة لكل مخالف،
2025-06-12 09:44 ص

الساكت عن الحق شيطان أخرس" في صيدا
2025-06-10 02:42 م

إلى السادة حجازي و عكرة و دندشلي البرزي و سعد و تيار المستقبل: الآتي أعظم