×

حلويات رمضان تبثّ الروح في مصنع الكنافة في صيدا

التصنيف: سياسة

2009-08-30  03:40 م  5355

 

 

خالد الغربي
إنه شهر رمضان. وفيه يزداد استهلاك الصائمين للحلويات، ولا سيما تلك الموسمية التي لا تُصنع إلا خلال الشهر الفضيل، وهي لذلك تسمّى «حلويات رمضانية». ولمواكبة طلب السوق المتزايد راح عمّال المصنع المتخصّص في صناعة المواد الأولية لتلك الحلويات، يصلون ليلهم بنهارهم لتلبية احتياجات السوق.
«للصائم فرحتان، فرحة عند إفطاره وأخرى عند لقاء ربه»، هذا الحديث الشريف أُلحق بنص الآية الكريمة التي تقول «وكلوا من طيّبات ما رزقناكم»، ثم علّق صاحب المعمل الاثنتين داخل كادر على أحد جدران مصنعه، فالحلويات ليست مجرد «تحلية فم» بالنسبة إلى الصائم، بل «مخزون احتياطيّ» له أثناء صومه. ويستخدم في تصنيع المواد الأولية لصناعة الحلويات، تقنية متواضعة. فالآلة المعتمدة هي نوع من دائرة حديدية مستوردة من قبرص، تمثّل بقطرها الواسع والشبيه إلى حد ما بـ«الدوّيخة» حجر الزاوية في عمل المصنع، شيء يشبه نول الحائك، تُغزل حوله خيوط الطحين المخلوط بالمياه والمحلّى بالسكر، والمنسكبة على صاج نحاسي عبر ثقوب مصفاة مسمّاة «الشربي». وما إن تهرّ الشربي على الصاج ويبرم النول حتى تتحوّل إلى شعيرات دقيقة بيضاء وناعمة هي عجينة الكنافة. تكمل الشعيرات الطحينية سيرها «برمة» أو «برمتين» قبل أن يلتقطها عامل المصنع، ثم يجمعها بطريقة هندسية لتُغلّف لاحقاً بورق النايلون، وتُباع للتجار وأصحاب محال الحلويات لاستخدامها في تصنيع الكنافة بالجبن والمدلوقة والعثملية وقطع البقلاوة المحشوة بالبندق والفستق.
يقول حسن الموسى الذي يمتلك وشقيقه حسين المعمل «إننا نعمل ليلاً ونهاراً لتلبية احتياجات المحالّ والمؤسسات في شهر رمضان، الذي يكثر فيه الطلب على الحلويات الرمضانية والكنافة، والسوق الجنوبي يرتكز في صناعة حلوياته على عملنا»، ترتسم على شفاه الموسى ابتسامة رضى وهو يقول إن «هذه العناصر الأولية التي نصنعها ستصبح لاحقاً كعكة كنافة بالجبن، أو قطعة برما، لن يتخيل متذوّقوها في محالّ الحلويات أنها كانت مجرد خيطان من طحين وسكر وماء». أما عامل المصنع محمود، فيعلّق على عادة الناس الذين يربطون كل شيء بالسياسة: «قولك بيكفّي هالمعمل ليحلّي لسانات السياسيين بهالبلد؟».
عددالاخبار الجمعة ٢٨ آب ٢٠٠٩

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا