×

النهار - الإجماع الصيداوي على احترام كل الآراء وفتح الطرق

التصنيف: سياسة

2012-06-30  10:27 ص  941

 

احمد منتش

عاشت مدينة صيدا يوماً آخر على وقع تداعيات استمرار الاعتصام المفتوح الذي ينظمه امام مسجد بلال بن رباح في عبرا الشيخ أحمد الاسير مع اتباعه، وسط اوتوستراد صيدا الشرقي، تحت شعار رفع هيمنة سلاح المقاومة وتسليمه الى الدولة، مما ادى الى قطع الطريق الرئيسية في الاتجاهين وشل الحركة نهائيا على جانبيها.
ورغم المرونة الزائدة التي اتسم بها لقاء الفاعليات في القصر البلدي والذي طالب بفتح كل الطرق، ورغم أن مجمل كلمات المتحدثين فيه بما فيها الفريق الموالي والمعارض والرسمي والتي قدمت تبريرات واطمئنانات الى الشيخ الاسير حيال مجمل مواقفه وتحركاته السلمية، فان ردّه كان سريعاً، إذ وصف اللقاء في خطبة الجمعة التي القاها في مكان الاعتصام بـ"المضحك المبكي"، واصفاً أحد المشاركين امام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود بـ"مرتزق ايران".
 

لقاء الفاعليات

حضر لقاء الفاعليات: الرئيس فؤاد السنيورة، الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري ممثلا النائبة بهية الحريري، محافظ الجنوب نقولا بو ضاهر، مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان، المفتي الجعفري الشيخ محمد عسيران، رئيس البلدية بالتكليف نائب الرئيس ابرهيم البساط، وشخصيات سياسية وحزبية ودينية واقتصادية وقضائية وأمنية وصحية، وممثلون لمؤسسات المجتمع المدني. فيما كان أبرز الغائبين الأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" اسامة سعد.

السنيورة وسوسان

بعد كلمة للمفتي سوسان نقل فيها الى الحضور رأي الاسير، مبدياً رغبة في سماع رأي أبناء الضواحي في الحارة وشرق صيدا، قال السنيورة: "(...) لقد كررنا أكثر من مرة، أن التعبير عن الرأي أمر نحترمه ونقدسه ونحميه، لكن أن يتم اللجوء إلى قطع الطرق العامة وتعطيل حياة الناس والدورة الاقتصادية بذريعة التعبير عن الرأي، فإنه في رأينا أمر مرفوض ونستنكره.
إننا نحترم رأي من أعلن الاعتصام في مدينة صيدا ونحترم الأهداف التي أعلنها، وله الحق في ممارسة حريته وحرية التعبير عن رأيه وما يؤمن به، لكننا في الوقت نفسه نكرر موقفنا، وهو أن حرية المواطن تقف عند حدود حرية غيره، أي أننا نمارس حريتنا في التعبير عن رأينا من دون أن نقطع الطريق على الآخرين أو نمنع الآخرين من ممارستهم حريتهم.
علينا أن نحافظ على صيدا مدينة مفتوحة ومعبرا لكل الناس، الطريق العام ليست ملكا لبعض المواطنين دون غيرهم، بل إنّ حق المرور بها واستعمالها يجب أن يبقى مصوناً للجميع دون استثناء. وإنّ تأمين حرية المرور وحرية الحركة وحرية الانتقال واجب الدولة، وعلينا أن نساعدها ونكون إلى جانبها في ذلك. وانطلاقاً مما تقدم، ندعو إلى فتح كل الطرق أمام جميع المواطنين والعابرين، وان يصار إلى أن يحذو حذو هذا الموقف جميع اللبنانيين في كل مكان، وليس فقط كما يروج الآن على طريق مطار رفيق الحريري الدولي، والتوقف عن اللجوء إلى هذا الأسلوب للتعبير عن الاحتجاج بسبب الأضرار الذي يحدثها على أكثر من صعيد ومنزلقاته الخطيرة، ولكونه لا يؤدي إلى حلّ حقيقي لأي مشكل ولا يحقق في واقع الأمر أي مطلب سياسي أو معيشي".

مداخلات

ورأى الشيخ حمود "أن هنالك من يستسقي ثمن فتنة قد تكون شرارة كشرارة الحرب اللبنانية، وعوض ان تكون بين مسلم ومسيحي، لا اعاد الله تلك الايام، تكون ويا للأسف بين سني وشيعي، وهذا مرفوض بالمطلق".
ودعا عبد الرحمن البزري الى معالجة هذا التحرك إذا كان يضر بمصالح أهل المدينة. وقال المسؤول السياسي لـ"الجماعة الاسلامية" في صيدا والجنوب بسام حمود: "قد اتفق مع الشيخ الأسير في الكثير من القضايا، ولكن طبعا نخالفه في كثير من القضايا التي يطرحها وفي بعض الأحيان في الاسلوب الذي يستخدمه في معالجة قناعاته وما يؤمن به".
وقال المفتي الجعفري الشيخ محمد عسيران: "السلبية ما كانت يوما هي الحل، ولكن الايجابية بين المواطنين هي الحل، وان التعاون بين الدولة والمواطن هو الطريق للوصول الى الهدف السامي والمواطنة الصالحة".
وأمل مدير دار العناية في الصالحية الأب نقولا صغبيني في "إحالة الأمر على الدولة، والدولة تتحمل مسؤوليتها".

البيان

كذلك تحدث المحافظ بوضاهر ورئيس "تيار الفجر" عبدالله الترياقي والشيخ أحمد عمورة ( التيار السلفي)، وعدد من اصحاب المحال والمؤسسات المتضررة من الاعتصام، ثم تلا البساط بيان اللقاء وجاء فيه: "عرض المجتمعون الأوضاع من كل جوانبها وأكدوا الآتي:
-"أولا: التمسك بالعيش المشترك والحفاظ على مؤسسات الدولة المدنية والأمنية وتعزيزها، واحترام الدستور المبني على اتفاق الطائف، واحترام القوانين وحرية التعبير السلمي عن كل الآراء لكل المواطنين والمحترمة للرأي الآخر.
- ثانيا: يؤكد المجتمعون التمسك بالدور الوطني اللبناني والعربي الجامع لمدينة صيدا وباعتبارها ايضا عاصمة الجنوب وبوّابته الأساسية وبكونها المعبر والمقصد والملتقى، تجمع جميع أبناء الوطن وتفتح أبوابها وقلبها لهم.
- ثالثا: يشدد المجتمعون على تمسك المدينة وأهلها بدورها وموقعها، واحترام كل الآراء وطرق التعبير السلمي والحضاري التي لا تتعارض مع حرية الآخرين أو تمس بها أو تعطل مصالحهم. ولهذا فقد دعا المجتمعون الى فتح كل الطرق في المدينة وعدم اللجوء الى هذا الاسلوب في المستقبل، مع الاحترام الكامل للمواقف السياسية لكل الأطراف، متمنين أن يصار الى أن يحذوا حذو هذه الخطوة جميع اللبنانيين في كل المناطق اللبنانية".

الأسير

وبعد اقامة صلاة الظهر وسط الطريق في مكان الاعتصام الذي شارك فيها نحو الف شخص، حضر عدد منهم من خارج صيدا مثل الداعية عمر بكري، القى الاسير كلمة قال فيها: "لمن يطلب منا فك الاعتصام، نقول له: ما البديل الذي يقدمه لهيمنة السلاح علينا وعلى لبنان؟ قالوا لنا ان الحوار هو الحل ونحن لم نجد اي نتيجة من هذا الحوار. سمير جعجع قال ما الفائدة من طاولة الحوار؟ ونحن نقول ما الجدوى من طاولة الحوار؟ أعطونا امرا ايجابيا واحدا سوى الاعتداء على وسائل الاعلام وقطع الطرق وحرق الاعصاب".
وانتقد فريق 14 آذار لتعامله مع موضوع السلاح وطريقة الحوار مع "حزب الله" وحركة "امل" واكتفائه بالاستنكار، معتبراً "أن المطلوب استراتيجية جدية لحل هذه المشكلة، والا سيستمر هذا الاعتصام، والطريق لن تفتح مهما حصل، رغم الاجتماع الذي عقد في بلدية صيدا، وحتى لو اجتمع مجلس الامن".
أضاف: "قسما بالله العظيم، لن نركع الا لله حتى تعود الامور بيننا وبينكم بالتساوي. ونقول لهم عالجوا هذا الموضوع بطريقة استراتيجية جدية واقنعونا بها، والا فنحن لن نحل هذا الاعتصام. ونقول لاهلنا في الجنوب اعذرونا على اقفال الطريق". وتوجه الى اصحاب المحال المقفلة والمتضررة من الاعتصام قائلاً انه "سيبيع الارض التي يملكها والبيت الذي يملكه وسيعوّضهم".
وتابع: "اقسم بالله يا حسن نصر الله ونبيه بري سندّفعكما الثمن سلميا وفي جعبتنا الكثير".
واشار الى "وجود منهجين اما القبول بالهيمنة والسكوت واما عدم القبول بالهيمنة على طريقة سعد الحريري بالمساومة على دم رفيق الحريري". واستغرب "كيف يمكن ان يجتمع الرئيس السنيورة الى المرتزق الايراني (الشيخ ماهر حمود) اسعدني هذا اللقاء واحزنني".

سعد

الى ذلك اعتبر الأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" النائب السابق اسامة سعد ان قطع الطرق هو عمل استفزازي، وان غالبية الهيئات والمواطنين في صيدا يرفضون هذا التحرك، وهو محاولة من البعض لفرض رأيهم على المدينة، كما انه يشكل خطرا على الاستقرار، وقد يؤدي الى اشعال نار الفتنة، ونحن نعمل على اطفاء هذه الفتنة". وقال: "ان هذا التحرك يضر بمصالح صيدا والجنوبيين ويضر بالاقتصاد الصيداوي ومصالح الناس(...)".

وحيا الفاعليات والهيئات في المدينة التي "عبرت عن حرصها على الدور التوحيدي لصيدا".  

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا