رفعت المحكمة العسكرية الدائمة الى الثلاثين من تشرين الأول المقبل، جلسة محاكمة المتهم حسن شهاب الموقوف بجرم التعامل مع اسرائيل وتزويده معلومات بقصد التجسس أدت الى استشهاد مواطنين، وذلك لمتابعة استجوابه بعد أن استمعت المحكمة أمس الى افادات 3 شهود تناقضوا في أقوالهم حول واقعة لقاء جمع المتهم بأحد الضباط الاسرائيليين في منزل في بنت جبيل خلال العام 1999، ما استدعى اجراء مواجهة بين اثنين منهم. في وقت أصرّ المتهم على أقواله لجهة أن لقاءه بالضابط المذكور لم يتعدَّ ثواني معدودة، حيث طلب منه التعامل معهم، ورفضه لهذا "العرض".
وفيما أفاد أحد الشهود وهو متعهد حفلات بأنه كان مكلفاً بجمع معلومات عن المتهم الفار جمال ضو لصالح مخابرات الجيش اللبناني، تحدث عن واقعة أثارت ريبته حيث أُبقي مع فرقته مدة يومين في بنت جبيل بعد إحيائهم سهرة رأس السنة، الأمر الذي لم يحصل في السابق، حيث كان المتهم حسن شهاب من عداد الفرقة الموسيقية، في حين لا يذكر شاهد آخر أي شيء من تلك الواقعة سوى "وجود راقصة".
وبالاستماع الى افادة الشهود من قبل المحكمة برئاسة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم وعضوية المستشارة المدنية القاضية ليلى رعيدي، وبحضور ممثل النيابة العامة القاضي سامي صادر ووكيل الموقوف المحامي سامر سرور، أفاد الشاهد جوزف الناشف انه متعهد حفلات، وخلال فترة الاحتلال تم احياء حفلة في رميش وأخرى في برج الملوك، وكان المتهم حسن شهاب من ضمن الفرقة الموسيقية. ورداً على سؤال أوضح أنهم دخلوا عبر معبر الناقورة بعد حصولهم على ترخيص من مخابرات الجيش التي كان يعمل لصالحها.
وبعدما أكد الشاهد أن أجرة حسن في الحفلتين كانت ما مجموعه 350 دولاراً، نفى الأخير ذلك وأصرّ على أقواله السابقة بأنه تقاضى حينها 800 دولار.
وازاء ذلك، أبرز الشاهد "روزنامة" قال انه دوّن عليها جميع مدفوعاته للفرقة حينها. وتدخل المتهم موضحاً أنه ليلة رأس السنة يقبضون عشرة أضعاف.
ونفى الشاهد تعهده لأي حفلات في براغ، حيث أحيا المتهم حفلات هناك وفق ما أفاد سابقاً، متحدثاً عن واقعة أثارت ريبته حين استبقوا يومين اضافيين في بنت جبيل وعادوا عبر معبر بيت ياحون وليس عبر معبر الناقورة الذي دخلوا منه الى الشريط، موضحاً أن شوقي عباس أبلغهم أن معبر الناقورة مقفل. وسئل عما اذا راودته شكوك حول قرار ابقائه وفرقته يومين قال: كانت هناك ريبة لأنها المرة الوحيدة التي تحصل معنا.
وعما اذا شاهد جمال ضو وحسن شهاب يتحدثان في غرفة منفردة أثناء ابقائهما في بنت جبيل أجاب: ان حسن رافق جمال ضو لإحضار ترويقة.
ورد المتهم موضحاً بأنه رافق شوقي عباس وليس ضو.
وفي رده على أسئلة الدفاع أفاد الشاهد الناشف أنه لا يعرف ما اذا كان معبر الناقورة مقفلاً أمام الجميع، موضحاً بأن حسن شهاب لحق بأعضاء الفرقة الى برج الملوك لإحياء سهرة أخرى ولم يكن برفقتهم في "فان".
وبالاستماع الى افادة الشاهد شوقي عباس المحكوم سابقاً، قال إنه لا يعرف المتهم انما كان يعمل لدى جمال ضو.
وسئل عن واقعة مكوث الفرقة يومين في منزله في بنت جبيل قال: استضفتهم في منزل أهلي انما لا أذكر اذا كان حسن من ضمنهم.
وسئل: أنت عرّفت جمال ضو على حسن فقال: لا أذكر، انما أذكر انه كانت توجد راقصة.
وعما اذا كان يذكر مغادرة جمال ضو وحسن شهاب المنزل للقاء ضابط اسرائيلي في عيترون أجاب: ان الاسرائيلي يحضر عادة الى منزل جمال ضو، وأنا لم أرافق حسن لإحضار ترويقة. ونفى الشاهد أن يكون قد لحق سيارة الفان وبرفقته حسن شهاب وجمال ضو، انما كان أمامهم بسيارته.
وبمواجهة بين الشاهدين الناشف وعباس قال الأول: لا أذكر، أما الثاني فأجاب: أن جمال ضو لحقهم بسيارته.
ثم استمعت المحكمة الى افادة الشاهد علي مشورب الذي كان يقود سيارة الفان وفق ما أفاد وكيل الدفاع. فأوضح انه كان يرافق حسن شهاب في الحفلات، وكان الاخير تقاضى بين 600 و700 دولار عن الحفلتين في رميش وبرج الملوك. وأكد أن جمال ضو كان يحضر الى منزل شوقي عباس أثناء وجود الفرقة في بنت جبيل ولم أرَ شهاب وضو يختليان في المنزل أو يخرجان معاً، انما كان ضو يجلس معنا دائماً".
وأكد الشاهد أنهم توجهوا الى برج الملوك بالسيارات وليس بالفان، وعندما وصلوا الى المكان حضر جمال ضو برقفة حسن بعد أن أحضر مشروباً.
وبسؤال حسن أفاد بأنه لم يعترف أمام قاضي التحقيق الذي دوّن افادته كما هي التي أدلى بها أمام فرع المعلومات بسبب تهديد القاضي له، مؤكداً، رداً على سؤال وكيله بأنه لا يعرف استعمال الكمبيوتر وان انشاءه موقعاً الكترونياً باسم "مامو ماسات" عائد الى الخادمة التي أحضرها للعمل في المنزل عام 2007 وليس للتواصل مع العدو.
وأضاف شهاب: ان ابنه استحصل على افادة في الفندق الذي مكث فيه في هنغاريا أثناء احياء حفلات هناك حيث بقي فيه 9 أيام، وان المتعهد علي وهبي هو الذي دفع فاتورة الفندق.
ولدى استيضاحه عن هوية المتعهد خصوصاً وانه يوجد 64 شخصاً يحملون الاسم نفسه قال: أعرف انه من منطقة صور.
وسئل عن أسماء مدونة على "روزنامة" ضبطت معه تعود لمسؤولين في حزب الله قال المتهم: هم كانوا زبائني في محل السكاكر الذي كنت أملكه في الغازية، وسئل عن أحد جيرانه الذي قضى بصاروخ اثر العدوان الاسرائيلي فقال: غير صحيح ان اسمه لم يكن مدوناً على المفكرة، مضيفاً ان منزله أيضاً تعرّض للقصف.
وبسؤاله أجاب: ان شخصاً يدعى أبو علي من قبل حزب الله زارني بعد الحفلة في الشريط الحدودي، وطلب مني أن أصعد الى المنطقة دائماً فرفضت. وأضاف: أنا سلمت محلي 3 أشهر لحزب الله الذي قام بتخزين السلاح فكيف سأكون عميلاً. ولاستكمال استجوابه رفعت المحكمة الجلسة الى 30 تشرين الأول المقبل.